برس بي - زينب ياسر: بنجاحٍ باهر، أعلنت وزارة الزراعة والغابات التركية عن السيطرة الكاملة على جميع حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد على مدار الأيام العشرة الماضية. لقد بلغ عدد هذه الحرائق 761 حريقًا، منتشرةً في مختلف الولايات التركية، ما استدعى استنفارًا وطنيًا غير مسبوق.
أفاد بيانٌ رسميٌ صادرٌ عن الوزارة بأن فرق الإطفاء، مدعومةً بوسائل جوية وبرية متطورة، قد تمكّنت من إخماد النيران بالكامل. في الوقت الحالي، تستمر عمليات التبريد والمراقبة الدقيقة في المناطق المتأثرة، وذلك لضمان عدم تجدّد أي اشتعالات تهدد سلامة الغابات والسكان.
تتزامن هذه الجهود المضنية مع موجة حرٍّ شديدة وغير مسبوقة تضرب البلاد، الأمر الذي زاد من خطورة الوضع في المناطق الحرجية. نتيجة لذلك، حثّت السلطات المواطنين على توخي أقصى درجات الحذر واليقظة، مع ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي مؤشرات قد تدل على اندلاع حرائق جديدة في الغابات أو المناطق الزراعية.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية قد أحكمت سيطرتها على جميع البؤر المشتعلة، بما في ذلك 20 حريقًا ضخمًا اندلعت في ولايات حيوية مثل إزمير وساكاريا وهاتاي ومانيسا وإسطنبول وبورصة وبيله جك.
وفي إزمير وحدها، تكشّف حجم الأضرار ليطال أكثر من 228 منزلًا، وفقًا لما أعلنه وزير الداخلية، علي يرلي قايا. بالإضافة إلى ذلك، جرى إجلاء عشرات الآلاف من السكان في مناطق أخرى، في عملية ضخمة هدفت إلى الحفاظ على الأرواح.
تفاصيل إضافية حول حرائق إزمير وآثارها
في صباح يوم الخميس 3 يوليو/تموز، أجبرت حرائق الغابات المشتعلة في محافظة إزمير السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة، شملت إخلاء ثلاث قرى وإغلاق جزء من الطريق السريع المتجه جنوبًا. تأتي هذه الإجراءات فيما تتواصل جهود الإطفاء المكثفة، مع تصاعد النيران بفعل الرياح الشديدة التي تُعقّد مهمة السيطرة.
وصرح محافظ إزمير، سليمان ألبان، بأن شرارة الحريق قد اندلعت يوم الأربعاء 2 يوليو/تموز في مدينة إلدير الساحلية، جراء عطل في أحد خطوط الكهرباء. وأشار المحافظ إلى أن الرياح القوية والجفاف الشديد قد ساهما بشكل كبير في الانتشار السريع لألسنة اللهب، التي وصلت بسرعة إلى منطقتي تشيشمي وألاتشاتي، المطلتين على بحر إيجة.
علاوة على ذلك، وصلت النيران إلى جوانب الطريق السريع، مما استدعى إغلاقه مؤقتًا لضمان سلامة السائقين. وأظهرت تسجيلات مصورة مشاهد مرعبة لاشتعال النيران بكثافة على جانبي الطريق، مما يؤكد شدة الموقف.
للأسف، أسفرت هذه الحرائق عن سقوط ضحايا، حيث لقي شخصان على الأقل مصرعهما في مقاطعة إزمير الساحلية الغربية. وقد واجهت فرق الإطفاء، المدعومة بالطائرات، صعوبات بالغة في احتواء النيران المنتشرة، وفقًا لتقرير وكالة "رويترز".
من أبرز العوامل التي ساهمت في الانتشار السريع لهذه الكوارث هي درجات الحرارة المرتفعة، والرياح القوية، وانخفاض نسبة الرطوبة. هذه الظروف الجوية القاسية خلقت بيئة مثالية لانتشار النيران بشكل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة.
أكد المحافظ أن فرق الطوارئ قد واصلت أعمالها على مدار الليل لمكافحة الحريق دون توقف. كما أوضح أن السلطات تعاملت مع الموقف باتخاذ إجراءات احترازية حاسمة، بما في ذلك إخلاء القرى المعرضة للخطر وتكثيف عمليات الإطفاء الأرضية والجوية.
من جانبها، تدخلت منظمة حماية الحيوان "هايتاب" في جهود الإنقاذ، محاولةً إنقاذ الحيوانات المصابة وتقديم الرعاية لها. لقد تم رصد عدد من الحيوانات المتضررة خلال محاولات السيطرة على الحريق، مما يسلط الضوء على الأثر البيئي الواسع لهذه الكارثة.
تُعدّ هذه الحرائق جزءًا من موجة حرائق واسعة اجتاحت إزمير مؤخرًا، إذ شهدت المنطقة دمارًا هائلًا في مناطق الغابات والأحراش. ورغم تمكن السلطات من إخماد معظم مئات الحرائق التي اندلعت في أنحاء متفرقة من تركيا، إلا أن بعضها لا يزال يشكّل تهديدًا مستمرًا بفعل العوامل الجوية المتقلبة.
في سياق متصل، أسفرت الحرائق عن دمار واسع النطاق، إذ أتت على ثلاث قرى بأكملها في إزمير، وتسببت في وفاة رجل يبلغ من العمر 81 عامًا لا يستطيع الحركة، بالإضافة إلى اثنين من عمال الإنقاذ الأبطال.
وفي أنحاء أخرى من البلاد، جرى إجلاء عشرات الآلاف من السكان خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لحمايتهم من ألسنة اللهب المتقدمة.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تمتلك قدرات إطفاء جوية كبيرة، حيث تضم 27 طائرة إطفاء و105 مروحيات إطفاء، وفقًا للأرقام الرسمية. هذه الإمكانيات لعبت دورًا محوريًا في احتواء هذه الكوارث الطبيعية.
في الموقع ايضا :