برس بي - زينب ياسر: أعرب العلماء عن قلقهم من أن يوم الأربعاء، 9 يوليو، قد يسجل كأقصر يوم في تاريخ البشرية، مع توقع زيادة ملحوظة في سرعة دوران الأرض. وفقًا لتقرير من صحيفة نيويورك بوست، من المتوقع أن يكون هذا اليوم أقصر من المعتاد بسبب ظاهرة علمية جديدة.
تسارع دوران الأرض
تزايدت معدلات دوران الأرض منذ عام 2020، حيث استخدم العلماء الساعات الذرية، التي تقيس الوقت بدقة استثنائية من خلال رصد اهتزازات الذرات، لمراقبة هذه الظاهرة. رغم عدم وضوح السبب الدقيق وراء هذا التسارع، يعتقد الخبراء أن عدة عوامل مثل التغيرات في الغلاف الجوي، وذوبان الأنهار الجليدية، وحركة نواة الأرض، وضعف المجال المغناطيسي، تلعب دورًا في ذلك.
تأثيرات دقيقة
عادةً ما تستغرق الأرض 24 ساعة لإكمال دورة حول نفسها، أي ما يعادل 86400 ثانية. وعلى الرغم من أن تغييرًا بمقدار ميلي ثانية قد يبدو ضئيلًا، إلا أنه قد يؤثر على أنظمة تقنية حساسة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأنظمة الفضائية، مما قد يتسبب في اضطرابات في قياس الوقت.
سرعة الدوران المتزايدة
أوضح العلماء أن الأرض تدور بسرعة أكبر هذا الصيف بسبب تأثير موقع القمر، مما يؤدي إلى تقليل مدة الـ24 ساعة المعتادة بمقدار يتراوح بين 1.3 إلى 1.6 ميلي ثانية، مما يجعل هذا الأربعاء أقصر يوم مسجل في التاريخ.
تكرار الظاهرة
ذكر التقرير أن هذه التغيرات ستكون السادسة من نوعها منذ عام 2020، مع توقعات بوجود المزيد في المستقبل. منذ السبعينيات، كان العلماء يراقبون التغيرات الدقيقة في دوران الأرض، وسجلت الأرض أسرع يوم لها في 5 يوليو 2024، حيث كانت أسرع بمقدار 1.66 ميلي ثانية مقارنة باليوم العادي.
السجل القياسي
منذ عام 2020، بدأت الأرض في تحطيم أرقامها القياسية لأقصر يوم، حيث سُجل يوم 19 يوليو 2020 أقصر بـ 1.47 ميلي ثانية، وكذلك 9 يوليو 2021. كما شهد يوم 30 يونيو 2022 أقصر يوم على الإطلاق، حيث انخفض بمقدار 1.59 ميلي ثانية.
التوقيت العالمي المنسق
حاليًا، يعتمد العالم على التوقيت العالمي المنسق (UTC) الذي يتكيف مع التغيرات البطيئة في دوران الأرض من خلال إضافة "ثانية كبيسة" عند الحاجة. إذا استمر هذا التسارع، قد نحتاج إلى إدخال "ثانية كبيسة سالبة" لأول مرة في التاريخ لموازنة هذا التغير.
المستقبل القريب
من المتوقع أيضًا أن يكون يومي 22 يوليو و5 أغسطس قصيرين بشكل مماثل، وفقًا لخدمة دوران الأرض الدولية ونظم المرجع IERS، المسؤولة عن الحفاظ على معايير الإطار الزمني العالمي.
تصريحات العلماء
علق دنكان أجنو، عالم الجيوفيزياء في معهد سكريبس لعلوم المحيطات، على هذه الظاهرة بقوله: "هذا وضع غير مسبوق وأمر كبير". يُعتقد أن عدة عوامل تسهم في هذا التسارع المفاجئ، بما في ذلك التغيرات الموسمية في نصف الكرة الشمالي، والتي تؤدي إلى نقل كتلة الأرض بعيدًا عن محور دورانها، وبالتالي زيادة سرعتها. كما أن حركة المعدن السائل في باطن الأرض قد تؤثر أيضًا على شكل الكوكب وتوازنه.
في الموقع ايضا :