التوازنات في قزوين على المحك.. هل تنجح تركيا في احتواء العاصفة؟ ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

ترك برس

سلط مقال تحليلي للكاتب في صحيفة يني شفق التركية نيدرت إيرسانال، الضوء على تداخل السياسة الداخلية الأمريكية مع التحولات الجيوسياسية العالمية، منطلقًا من توقيع الرئيس ترامب على مشروع قانون ضريبي مثير للجدل، وردّ الفعل الحاد لإيلون ماسك، الذي أعلن عن تأسيس "الحزب الأمريكي" كموقف من دعم الدولة للصناعات التقليدية على حساب صناعات المستقبل.

ويربط الكاتب هذه التطورات بقرارات قمة الناتو الأخيرة، التي عززت الإنفاق الدفاعي الأوروبي لصالح شركات السلاح الأمريكية، ويحلل تداعياتها على توازنات القوى العالمية.

كما يتناول تصاعد التوتر بين روسيا وأذربيجان، مبرزًا دور تركيا كوسيط حذر في منطقة قزوين، ويحذّر من محاولات خارجية لزعزعة الاستقرار عبر توظيف الأزمات المحلية في صراعات إقليمية أوسع. وفيما يلي نص المقال:

وقَّع الرئيس ترامب ما أسماه "مشروع قانون كبير وجميل"، وهو مشروع قانون يتضمن تخفيضات ضريبية شاملة وتخفيضات في الإنفاق.

وكما هو معروف، جاء أقوى رد فعل من إيلون ماسك. فقد تجاوز انتقاداته الحادة وحزنه على الأضرار التي قد تلحق بشركاته، وأعلن أنه سيضيف طريقًا جديدًا إلى الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى واشنطن. أولاً، "أعجب" بصورة ثعبان ذي رأسين على منصة X، مشيرًا بذلك إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين هما رأسا الثعبان نفسه، وأنه في الواقع لا يوجد سوى "حزب واحد"، ثم أعلن أنه سيؤسس "الحزب الأمريكي".

وقد أثار هذا التحدي جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة وحول العالم، لكن هذه المناقشات تظل على مستوى سطحي تقليدي، من قبيل: هل سينجح؟ هل سيقضي على نظام الحزبين؟ هل سيحل المشاكل المالية؟ وما إلى ذلك..

هل يمكن لعقل ماسك ومن خلفه أن يكون ضيق الأفق إلى درجة المساومة في ردهات الفنادق على الترشيحات السياسية؟

الحقيقة أكبر وأبسط من ذلك بكثير؛ "فمشروع القانون هذا يساعد الصناعات التقليدية القديمة بينما يلحق الضرر بصناعات المستقبل".

إن الصناعات القديمة ليست ميتة، بل هي أشبه بالزومبي، شبكة اقتصادية وسياسية وعالمية ضخمة، بينما تتجه الصناعات الجديدة نحو أن تصبح أكبر وأوسع، وحدودها ليست محصورة بالجغرافيا.

لعل "الحجم والنطاق" قد اتضحا الآن. وعندما تنظر إلى مجال الانتشار العالمي لكل من الصناعتين، وتصنيف مواقعهما في السياسة الداخلية الأمريكية عبر الحزب الجديد، تتضح الصورة أكثر.

لنربط ما يبدو "غير ذي صلة" بما هو "قريب".

لم يُترك شيء ليقال عن قمة قادة الناتو الأخيرة. لكن الشيء الوحيد الذي لم يُذكر هو قرارات الناتو.

وللوهلة الأولى، قد يبدو التركيز على خط مواجهة روسيا الذي يتمحور حول دعم أوكرانيا جذابًا. لكن هذا الخط لا يتحمل هذا الثقل.

كانت المسألة مسألة مال، لكننا فهمناها على نحو خاطئ، فقد رفعت الدول الأعضاء مساهماتها في ميزانية الناتو إلى ما يعادل 5% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهذا ليس رقما هيناً. وتشير بعض التقديرات إلى أرقام تصل إلى 16 تريليون دولار. والسؤال المحوري هنا هو: كيف سيتم إنفاق هذا المال؟ ورغم أن الدول الأوروبية تعبّر عن رغبتها في الاستثمار في "الدفاع الوطني والمحلي"، فإن الجذور الأساسية للبنية الأمنية الأوروبية تبقى أمريكية. إن إنتاج أسلحة وبرمجيات متطورة تضاهي تلك التي تملكها الولايات المتحدة، واستخدامها فعليًّا، يتطلب وقتًا طويلًا وميزانيات أضخم. أما رغبتهم الظاهرة بإنعاش الاقتصاد الأوروبي من خلال هذه الاستثمارات وهو هدفهم الأسمى على ما يبدو، فمصيرها أن تصطدم مجدداً بالولايات المتحدة إذا تجاوزت حدودها.

والنتيجة أن اجتماع الناتو الأخير لم يكن سوى اتفاق حول كيفية تعامل البنية الأمنية الأوروبية مع الشركات الأمريكية، وما عليكم سوى النظر إلى ابتسامة ترامب عند مغادرته القمة لتفهموا ذلك. 35% من مبيعات الأسلحة العالمية الأمريكية تذهب إلى الناتو. فالناتو يعني الولايات المتحدة، وهي بدورها تساوي تجارة الأسلحة. إن حلفاء الناتو يعملون لخدمة موردي الناتو. وهذا يعني أن الفائزين هم الموردون. ("معضلة أوروبا.. بناء صناعة عسكرية أم الاستمرار في الاعتماد على الولايات المتحدة"، 06/07، نيويورك تايمز).

الآن وقد اقتربنا من الصورة، فلنربطها بالمشهد الأوسع..

إن الانعكاس السياسي متوافق أيضًا، لأن ترامب حتى لو فرض عقوبات أشد غداً أو بعد غد، فهو لا يرى روسيا وبوتين عدواً أو خصماً يجب محاربته.

فهل من الممكن أن يرغب ترامب في إشعال حرب لا رجعة فيها بين أذربيجان وروسيا، وتشمل منطقة بحر قزوين، وأرمينيا، وجورجيا، وإيران (وطبعًا إسرائيل)، وتركيا كذلك، وتُدخل الناتو والولايات المتحدة في مأزق كبير، وتُنهي مسيرته الرئاسية سياسياً؟

ورغم وضوح موقف أنقرة من رفض مثل هذا السيناريو، إلا أنه من الضروري معرفة كيف تنظر إلى احتمالية تصاعد الأزمة بين روسيا وأذربيجان.

فإذا كانت الطريقة التي خرجت بها إيران من الحرب مع إسرائيل (على النحو الذي كان يريده ترامب)، والتقارب التركي الأرميني الأذربيجاني الذي بلغ مرحلة متقدمة، والتحالف الثلاثي بين باكستان وتركيا وأذربيجان، والمرحلة التي وصلت إليها تركيا في مكافحة الإرهاب والتي بلغت مرحلة تسليم السلاح، فضلًا عن تنظيم العلاقات مع سوريا والعراق، إذا كان كل ذلك يتوافق مع خطط أنقرة ورؤية ترامب للمنطقة، فلن تجد ضوضاء موسكو وباكو أي حاضنة تتغذى منها.

ومن جهة أخرى، فإن توالي الأحداث بين البلدين يشير بوضوح إلى وجود جهات تسعى لزعزعة استقرار المنطقة. وقد سبق تحليل هذه المحاولات، والإشارة إلى أطرافها بالأسماء في مقالاتنا السابقة.

ولهذا، فإن من الأجدر إيلاء اهتمام خاص لتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، التي قال فيها:

"تركيا تربطها علاقات دبلوماسية واستراتيجية عميقة مع موسكو وباكو. نحن نتابع التوتر عن كثب، وندعو الطرفين إلى ضبط النفس. يمكن معالجة الأحداث المحلية ونتائجها دون إخراجها عن مسارها الطبيعي. ونحن نؤمن بأن كلا الصديقين يمتلكان من النضج ما يمكنهما من تجاوز هذا الخلاف. الرئيس إلهام (علييف) يتصرف هنا بحذر شديد وبخطوات مدروسة، ولا يسعى إلى التصعيد أو تأجيج الموقف. وقد فهمت من تصريحاته لي أنه عازم على تدارك ذلك."

ومن هنا، يتضح لنا أن باكو على دراية كاملة بما يحدث، وموسكو كذلك. وحتى إذا لم تكن الكرملين مدركة تمامًا - وإن كان ذلك مستبعدًا - فإن تصريحات الرئيس التركي تشكّل رسالة واضحة من علييف إلى بوتين. كما أن إشارة أردوغان إلى "الأحداث محلية" وتأكيده ضرورة "عدم تجاوز مسارها الطبيعي" هو تلميح مباشر إلى الحذر من الفخاخ الخارجية.

وهذه هي رؤية أنقرة بالضبط.

ومع ذلك، لا يمكن القول إن "الموضوع قد انتهى أو على وشك الانتهاء" دون فهم صحيح للتغيرات التي طرأت على العلاقات بين روسيا وأذربيجان خلال العام الماضي. فمن الواضح أن روسيا تشعر بالقلق إزاء التغيرات التي تشهدها المنطقة. إذ يبدو أن محاولة الانقلاب في أرمينيا، والموقف الذي اتخذته موسكو هناك، وكذلك شعورها بالتهديد من بعض سياسات أذربيجان، وتراجع نفوذ إيران في الشرق الأوسط، كلها عوامل تولّد انطباعًا بأن نفوذها في المنطقة بات في تراجع ملحوظ.

إنّ محور أذربيجان وروسيا لا ينفصل عن ملف أوكرانيا. فأرمينيا مرتبطة بفرنسا، وجورجيا بالاتحاد الأوروبي، وإيران بإسرائيل، وحوض بحر قزوين ببريطانيا، والجميع يرتبط بطريقة أو بأخرى بتركيا. إنها شبكة معقدة من المصالح المتقاطعة والمتداخلة، تشمل البحر الأسود، وشرق البحر المتوسط، وقبرص أيضًا.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة التوازنات في قزوين على المحك هل تنجح تركيا في احتواء العاصفة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ التوازنات في قزوين على المحك هل تنجح تركيا في احتواء العاصفة قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، التوازنات في قزوين على المحك.. هل تنجح تركيا في احتواء العاصفة؟.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار