ينظر كثيرون إلى الزواج على أنه المسيح المخلّص، الشاب يرى فيه خلاصاً من حياة العزوبية، ونجاةً من التفكير في ماذا سيطبخ اليوم، أو مجرد مكانٍ يفرغ فيه رغباته من دون سين أو جيم، وطعماً ينقذه من الجلسة اليومية التي تكون “بشيء وشويّات” ليأكل ما يريد، ومقهى يستطيع فيه بهدوء شديد أن يشرب شايَه في ليلة رائقة، بل أن يشرب أكثر من مشروب في وقت واحد، دون أن يدفع دم قلبه، وحتى مع أنه يدفع فالأمر فيه توفير كبير.
وقد ترى الفتاة الزواج على أنه المخلّص لها من إمرة أولي الأمر، وحريةً من سجن البيت والواجبات اليومية الثقيلة، ومع أنها ستكون مخلصةً لبيتها تهتم به في حبٍّ كبير، فإنك لو حسبتَ الأمر فستكون الواجبات أقل، وقد تراه عتقاً من نيران المجتمع، الذي يلتهمها بنظرات أفراده كل يوم “في الرايحة والجاية”، وإفلاتاً من المسؤوليات التي كان يُفترض عليها تأديتها وحدها، فقد صار لديها رجلٌ يشعل لها أصابعه العشرة شموعاً، وحصولاً على التميز الذي لم يعد لدى كثيرات من الفتيات، وهو أن تكون الفتاة متزوجة، بغض النظر عن التفاصيل، المهم، أن تكون متزوجة، أو بشكل أوضح “ليست عانساً”.
دخول الجنة
ويدخل الشاب، بصحبته الفتاة، متشابكَين، يداً في يد، وقد نجوَا من وحش الخطوبة، وأفلتا بمعجزةٍ من مشاكلها، وظنا أخيراً أنهما وصلا سدرة المنتهى، وها هي الدنيا تضحك لهما، فيضحكان لها ضحكةً بلهاء، ويتبسمان طوال الوقت، وتنفرج الأسارير، لكن، على حين غرة، يتفاجآن بما لم يتخيلاه، خناقة؟ اختلاف؟ خلاف؟ مشاكل؟ ما هذه المفاهيم؟ أليست الجنة خالية منها؟ ويبدأ كل منهما في تلقي الصدمة، ليس بالتفكير في كيف ستسير الأمور، ولكن بالتفكير فيما يُفترض -حسب نظرتهما الحالمة- أن تسير عليه الأمور، فلا يتأقلمان، وإنما يظلان يبحثان عن الحلم المفقود، أين الزواج يا لصوص؟
وهنا تتأزم الأمور أكثر وأكثر، فالحلول مرفوضة، والمشاكل كذلك مرفوضٌ مجرد طرحها، هي احتمال ليس وارداً على الإطلاق في عالمٍ كان وردياً على الإطلاق، وبات الشاي الذي يشربه الرجل في بيته أثقل مما على المقهى، وباتت صحبة البنت لبيتها أثقل من صحبة صديقاتها، فيتجه كل منهما إلى عالمه القديم، باحثاً عن أرض الأحلام، لكن الأرض تغيرت، والأحلام تبخرت، والصحبة القديمة لم تعد موجودة كما كانت، أو إن الكرسيّ الذي خلا امتلأ بآخر، أو بيعَ حتى، وما الحاجة إليه بعد مغادرة صاحبه؟
الهبوط من الجنة
فيرتدّ الشاب، وبصحبته الفتاة، متنافرين، ظهراً في ظهر، وقد بدت عليهما علامات الذهول، أين هي الجنة؟ ولو ارتفعا عن الموقع الذي تجمدا فيه، ونظرا من الأعلى قليلاً لوجدا حلولاً للمشاكل، لكن المشكلة الكبرى هي أنهما لا يريدان رؤية المشاكل أصلاً، لا يعترفان بوجودها، وتأتي كل الغراميات في ذهنيهما متّشحةً بالأسود، أين هي الأغاني التي تقول إننا نتشابه بالمللي؟ كيف نختلف من الأساس؟
ويهبط الحبيبان من الجنة، وينزلان مِن عَلٍ، ويرتطمان بالأرض، بواقعٍ سحيق، ليس في الحقيقة واقع الزواج، وإنما واقع عقليهما الفارغين، وعدم نضجهما من البداية، وضلالهما في طريقٍ لم يكن ينبغي لهما تخيله مفروشاً بالورود وحدها، لأنه بالفعل مفروشٌ بالورود، لكن أية ورود تلك التي بلا أشواك؟
نار يا حبيبي نار
ومن أعلى...
مشاهدة ليس نار الخ لد ولا جنة الفردوس نظرة واقعية للزواج
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ليس نار الخ لد ولا جنة الفردوس نظرة واقعية للزواج قد تم نشرة ومتواجد على عربي بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، ليس نار الخُلد ولا جنة الفردوس.. نظرةٌ واقعيةٌ للزواج.
في الموقع ايضا :
- ارتفاع قياسي في أسعار الذهب اليوم الأربعاء 21 مايو.. عيار 21 يقفز بـ115 جنيهًا
- وليد الركراكي يكشف عن لائحة “المنتخب المغربي”
- إعلان عن فتح مناظرة خارجية لانتداب عرفاء ذكور بسلك الحرس الوطني لسنة 2025