الفارسي، وأدارت أشغال هذا اللقاء باقتدار الشاعرة والقاصة ورئيسة جمعية شتلة للثقافة والفنون كريمة دلياس.
بعد الكلمة الافتتاحية للأستاذة أسماء الرفاعي، وكلمة رئيسة جمعية شتلة للثقافة والفنون، ربط الناقد المغربي والباحث في مجال السرديات، سعيد يقطين، في مداخلته التي عنونها بـ” العصر الرقمي والقراءة التفاعلية”، وهو يقارب موضوع التحولات القرائية اليوم، بين العوامل الكثيرة التي أفرزت اليوم عدم الإقبال على عملية القراءة، معتبرا أن القراءة عملية جوانية يعوض بها القارئ الجانب الناقص فيه بالتفاعل مع إنتاجات الآخرين عبر الاحتكاك بالثقافات الأخرى والنصوص التي أنتجتها البشرية. ولفت يقطين إلى أن التكنولوجيا اليوم، تقدم لنا وسيطا جديدا يمكننا من التفاعل مع الآخر عبر ما يطلق عليه بـ”الكتاب الرقمي”، وهو ما ولد لدى البعض مواقف متضاربة من هذا الكتاب بين مؤيد ومعارض، مؤكدا أن هذا الوسيط أصبحت له جاذبيته بين القراء دون أن نغفل إكراهاته أيضا.
ونبه يقطين إلى أن أيا من الوسائط التي ظهرت من قبل لم تلغ ما قبلها، بل على العكس مارست دورها في التواصل، فالشفاهية رغم ظهور الكتابة والطباعة مازالت مستمرة لأن الإنسان يظل في حاجة الى كل هذه الوسائط، التي يأخذ الجديدُ منها أهم ما في القديم لتوظيفه وتكييفه مع الفضاء الجديد الذي يتجسد فيه.
رقمنة الكتاب
من جهته، تناول الناقد والباحث المغربي إبراهيم أزوغ في مداخلته المعنونة بـ “رقمنة الكتاب باعتبارها حاجة وضرورة”، مسألة التحول من الكتاب الورقي إلى الإلكتروني، منطلقا من مسلمة كون القراءة حاجة إنسانية واجتماعية وحضارية، مما يجعل الخوف من فقدان الكتاب الورقي السائد في مجتمعاتنا غير مفهوم، مؤكدا على أن عدم مباشرة ومواكبة الانخراط في رقمنة كل مجالات الحياة الإنسانية بما فيها المعرفة، من شأنه أن يزيد من الفجوة الزمنية والمعرفية التي تفصلنا عن الأمم والحضارات المتقدمة، وأن ذلك يزيد من فصلنا عن العالم. وأضاف أزوغ أن ما نعتبره اليوم رقمنة للكتاب في مؤسساتنا هو مجرد صور للورقي لأنه مازالت تفصلنا عن الرقمي بمعناه الحقيقي الذي تحتكم إليه المجلات العلمية المرقمنة في العالم، اجتهادات وجهود فردية ومؤسساتية. وأكد الباحث أن الرقمي هو ما الذي يمكنه في المستقبل أن يوقف سيل الرديء من المنشورات والمسروق والمنتحل، وتوحيد صيغ النشر وقوانينه وحفظ حقوق الناشر والكاتب، وأن يحل مشاكل التوزيع للكتاب في العالم، وفي العالم العربي على وجه الخصوص، ليخلص الباحث في مداخلته إلى التأكيد على أنه في الوقت الذي تبذل فيه أمم ودول الكثير من الجهود والاجتهادات في سبيل تعليم الباحثين والمدرسين والتلاميذ والطلبة، استعمال الرقمي ورقمنة المعرفة، ننشر نحن أفكارا ترهب الأطفال وترعب أوليائهم من التكنولوجيا، في الوقت الذي علينا أن نجتهد في تعليم الناشئة استعمال التكنولوجيا في المدارس والتوعية بضرورة تقنين وترشيد استعمالها في البيت والأماكن العامة.
القراءة: الرابح الأكبر
وتطرقت الصحافية ورئيسة القسم الثقافي بجريدة “الاتحاد الاشتراكي” حفيظة الفارسي في ورقتها “القراءة: الرابح الأكبر”، في مقاربتها لموضوع الندوة ، إلى أن التحولات التكنولوجية المتسارعة فرضت اليوم نقل النقاش الدائر حول أزمة القراءة إلى مستوى ثان يتعلق بالصراع الصحي والضروري بين الحامل الورقي والالكتروني، أي الانتقال من السند الورقي إلى الكتاب الالكتروني ، حيث أصبحنا أمام من يقول – أمام ما يقدمه هذا الوافد الجديد من إمكانات – بموت الكتاب الورقي لصالح الكتاب الالكتروني، وهنا يمكن ان نطرح السؤال: إلى أي حد تستقيم هذه المقارنة والمقاربة؟
ولفتت المتدخلة الى أن الإنسانية في تاريخها الطويل ابتكرت العديد من الوسائط وبالتالي أشكالا جديدة من التلقي دون أن يلغي الجديد منها القديم حتى قبل اختراع الطباعة، مستدلة على ذلك بتعايش الكتابة مع الثقافة الشفهية دون أن تلغيها، مشيرة الى أن الرقمي سيتعايش مع المكتوب دون ان يلغي أحدهما الآخر لأن المطلوب اليوم ليس تأجيج الصراع بين مؤيدي الحامل القديم ومعارضيه بقدر ما يتطلب الأمر الارتقاء بفعل القراءة للانتقال من مستوى معرفي وثقافي الى مستوى أعمق للتفاعل مع ما راكمته البشرية من معارف لأن تعدد الوسائط وتطورها عبر التاريخ ، أيا كانت طبيعتها سمعية، بصرية، قرائية، هو ما يساهم في الارتقاء بالوعي الجماعي. المهم هو تربية جميع حواسنا على طريقة تلقي المقروء والتفاعل معه والوصول الى مستوى نقده وهذا التلقي يبقى هو صمام الأمان لمواجهة هذا المد الهائل من المعلومات الذي تطرحه الثورة المعلوماتية التي لا تني تتوقف، وهو ما يستوجب أن نجعل من القراءة، أيا كان حاملها ورقيا أو إلكترونيا، طقسا يوميا يتم التأسيس له في سن مبكرة، وهي مسؤولية جماعية تتداخل فيها أدورا المدرسة والأسرة والمحيط والجهات المنتخبة والمؤسسات الاقتصادية والفضاءات الثقافية، انطلاقا من سياسة ثقافية تضع نصب أعينها مهمة صناعة الإنسان الواعي والمتملك لكل أسباب التقدم.
الجمهور الذي حضر اللقاء، والذي جمع كل الأجيال من مهتمين بالشأن الثقافي وكتاب، بالإضافة الى طلبة كلية الآداب، والحضور المتميز للتلاميذ أعضاء نادي القراءة بالثانوية الإعدادية ابن حزم، أضفى على اللقاء بعدا تفاعليا تقاطعت تدخلاته بين المتخوف من هذا الوافد الرقمي الجديد وبين المؤمن بتكاملية الحوامل الرقمية والورقية، إلا أن حب القراءة المتجذر في روح التلاميذ الذين حضروا اللقاء يضخ نفسا جديدا وأملا كبيرا في أن جيل القراءة لن يفلت المشعل من يديه، سالكا نحو المعرفة التي تنير طريق المستقبل.
المحرر الثقافي
التحولات القرائية من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
مشاهدة التحولات القرائية من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني nbsp
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ التحولات القرائية من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، التحولات القرائية من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني .
في الموقع ايضا :
- متهمين جدد.. مفاجأة بعد تفريغ النيابة كاميرات المراقبة في قضية سارة خليفة
- أسعار الصرف اليوم الثلاثاء في العاصمة عدن وحضرموت
- هطول أمطار في 6 مناطق والأسياح الأعلى كمية