يعلم الأزهر طلابه في أكثر من مرحلة دراسية أن الإسلام ينهي عن سب الأموات، وهو عنوان أحد دروس كتاب أصول الدين المقرر على المرحلة الإعدادية، والذي يرتكز على الحديث الشريف عن عائشة رضى الله عنها، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا”، ويفيض الحديث في شرح أن النهي المقصود تجنب ذكر عيوب الأموات فإنهم قد وصـلـوا إلـى جـزاء مـا قـدمـوه من الأعمال، وكل يجازي بحسب عمله؛ إن كان خيراً فسيجزى خيراً، وإن كان شراً فسيجزى عليه شراً.
كما وردت أحاديث أخرى تبين حرمة أعراض المسلمين أحياء وأمواتاً، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، بل إن عرض الميت أولى بالحرمة والصيانة، لعجزه عن الدفاع عن نفسه، واهتم الدرس بتعليم الطلاب النهى عن سب أموات المسلمين، وعدم الاشتغال بشئون الغير إلا للضرورة، وتوجيه المسلم إلى أن يشغل بما ينفعه في دنياه وآخرته.
ليست من أخلاق المسلمين
ودعا د. عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، المشرف على لجان الفتوى بالأزهر، إلى عدم ذم الموتى، وقال: “الله أعلم بحال كل متوفى، فلننشغل بأنفسنا ولنترك من رحل إلى ربه، فالشماتة في الموت وغيره ليست من أخلاق المسلمين”.
وتابع شومان: “لا يحق لأحد أن يشمت في موت أحد مهما كانت آراؤه، فلا علم لنا كيف كانت النهاية، وأولى من ذلك أن نرد على الأباطيل ونفندها دون التعرض لأصحابها، وهذا ما تربينا عليه في أزهرنا الذي علمنا الوسطية والاعتدال لا التشدد والانشغال بشيء بيد الله عز وجل وحده” .
من جانبه، قال د. سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن الشماتة في الموت ليست خلقاً إنسانياً ولا دينياً، فكما مات غيره سيموت الشامت، كما أن هذا السلوك يتنافى مع الرحمة التي يفترض أنها تسود بين المسلمين.
وأضاف عامر، خلال برنامج فتاوى الأزهر، في بث مباشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنه ليس لأحد الحق أن يحكم نفسه قاضياً بأن يقر الجنة لإنسان أو يمنعها عنه ولكن الحكم كله لله، مشيراً إلى قوله تعالى في سورة المائدة على لسان سيدنا عيسى: “إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”، وفي سورة إبراهيم يقول سيدنا إبراهيم لله سبحانه وتعالى: “رب إنّهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم”.
وأوضح عامر أن جواز الفرح في موت أحد يتعلق بمجرم الحرب الذي طغى وشاع فساده وكثرت بلاياه، وذلك لانقطاع شره عن الناس وإحلال الأمن والسلام بموته، لافتاً إلى أن كل من مات أفضي إلى ربه، فإن كان عاصياً أمام الناس فلعله أدرك بتوبة قبل موته برحمة من الله-تعالى- التي وسعت كل شيء .
الموت يقطع الخصومة
“لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا”، “أذكروا محاسن موتاكم” حديثان شريفان عن النبي صلى الله عليه وسلم، بدأ بهما الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رده على من يشمت في وفاة شخص، وتابع: “إن الشماتة في وفاة شخص أياً كانت آراؤه أمر لا يجوز شرعاً، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق التي منها إحسان الظن وعدم السخرية من الناس” .
وأضاف كريمة: إ لله وحده أن يعفو عن عباده وله أن يعاقب جل شأنه بعدله من يشاء، مشيراً إلى أن الاختلاف في العديد من الآراء الفكرية مع أحد لا يعني اتهامه بالكفر والفسق، وتابع: “اعرض الرأي الذي تفهمه عن صحيح الإسلام دون أي تجريح” .
وأشار كريمة إلى أن الكلام في مصائر البشر بعد انتقالهم من هذه الدنيا من سوء الأدب مع الله، وفتح باب التشفي في موت بعض الناس ليس من محاسن الأخلاق، ومما ورد عن العلماء والصالحين أن الموت يقطع الخصومة لأن الدنيا ليست محلاً لمحاسبة الأموات، واستشهد بقوله تعالى: “وكلهم آتیه يوم القيامة فرداً”، والمعنى : لا ناصر له ولا مجير إلا الله وحده لا شريك له، فيحكم في خلقه بما يشاء، وهو العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم أحداً .
وأكد أن التدين الحقيقي ليس فقط صلاة وصوماً وقياماً كشعائر خالية مـن الـجـوهـر، وأنـه سـلـوك وأخـلاق وعبادة خالصة لله، ومن ضمن السلوك ألا ننهش الأعراض ولذلك ما يحدث بعيد عن الدين، واختتم حديثه برسالة شديدة اللهجة لمن يحكم على أحد بالجنة أو النار: “أقول لمن يحكمون على الناس بالجنة أو بالنار ويعتبرون أنفسهم أوصياء على الدين وكأن لديهم صكوك الغفران.. أنتم جهلة سفهاء” .
مخالف لنهج الرسول
وقالت د. أرزاق فتحي، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر بالقاهرة، إنه لا يجوز لأي شخص أن يجزم أو يتوقع دخول غيره النار بناء على تفكيره أو وجهة نظره في الشخص الذي أمامه وأنه غير صالح، وذلك لأن العبادة شيء خاص بين العبد وربه ولا دخل للإنسان فيها إلا إذا رأيناه يشرك بالله أو يسب الأنبياء، وفي النهاية الأمر متروك لله سبحانه وتعالى؛ لأنه في لحظة من الممكن أن يتوب العبد، فلا يجب علينا إصدار أي حكم على أي شخص، فالقلب وعاء الأمان ولا يحكم عليه الآخـرون، مؤكدة أن الدين الإسلامي نهى عن هذا الأمر بشدة.
واستنكرت شماتة البعض: “كيف نشمت في الموت، ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فهل كان الرسول يشمت في الموتى حتى ولو آذوه؟، كان اليهود من أشد أعداء سيدنا محمد ، وتعرض على أيديهم للأذى، ومع ذلك لو مرض أحد فيهم أو أصابه مكروه فكان يزورهم ولم يشمت في أحد منهم مات أو مرض، ومنهم من أسلم بسبب سماحة الرسول ومحبته ومودته التي كان ينشرها بين الناس؛ لأنه يجب أن يكون قدوة حسنة للأجيال القادمة بعد ذلك”، مضيفة أن السيرة النبوية حافلة بما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه المشركين أو من يختلف معه في الدين، وكان يتعامل معهم بكلام القرآن الكريم : لكم دينكم ولي دين.
وعن شماته البعض، في وفاة أشخاص، ذكرت “أرزاق” هذا مخالف لنهج الأزهر الذي يجب أن نسير عليه، لأنه يحث على السماحة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
عماد عبد المنعم
أزهريون: القطع بمصائر الأشخاص في الآخرة سوء أدب مع الله أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
مشاهدة أزهريون القطع بمصائر الأشخاص في الآخرة سوء أدب مع الله
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ أزهريون القطع بمصائر الأشخاص في الآخرة سوء أدب مع الله قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، أزهريون: القطع بمصائر الأشخاص في الآخرة سوء أدب مع الله.
في الموقع ايضا :
- متهمين جدد.. مفاجأة بعد تفريغ النيابة كاميرات المراقبة في قضية سارة خليفة
- أسعار الصرف اليوم الثلاثاء في العاصمة عدن وحضرموت
- من حاول الإيقاع بين لبنان والعراق؟