أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مجالا خصبا لترويج الشائعات والأخبار الكاذبة، معلنة عن نوع جديد من الحروب أشد فتكا من الحروب التقليدية لكونها تدمر الهوية والخصوصية للأوطان، وتؤدى إلى إضعافها حتى يسهل احتلالها واغتصاب ثرواتها.. في التحقيق التالي نتعرف على الجانب السلبي للسوشيال ميديا وخطرها على الفرد والمجتمع بل والأمن القومي؛ إذا ما أسيء استخدامها والمطلوب من الأفراد والمؤسسات لتلافي هذه الأخطار..
تقول د. آمال كمال ضرار أستاذة الأدب والنقد بجامعة الأزهر: مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا خاصة في ظل التطور التكنولوجي المذهل، حتى أصبحت هي المتنفس لدى الكثير منا للتعبير عن المزاج والآراء وتبادل الأفكار، غير أن التعامل مع هذه الشبكات أصبح له من الخطورة والأضرار والمحاذير الكثير والكثير، والمشكلة تكمن في أن البعض أصبح يتحدث عن أدق تفاصيل حياته وأموره الشخصية بصورة فجة، فتحولت شبكات التواصل إلى أسواق ونواد تباع وتشترى فيها كل خصوصيات الأفراد والجماعات والمؤسسات، مما يساعد على ضياع الأمن المجتمعي لي بعض خصوصياتنا.
حقائق مزيفة
وأضافت د. ضرار: إن وسائل التواصل الاجتماعي تعطى صورة غير حقيقية للواقع من معلومات وحقائق وصداقات، فالعديد يقارنون حياتهم بحياة الآخرين، خاصة لحظات السعادة التي ينشرها الآخرون من أصدقائهم على السوشيال ميديا، فقد يظهر لهم أن حياتهم مثالية، بينما حياتهم يصيبها الفشل والإحباط، وهذا ما جعلنا ضحية تلك الوسائل، فعلى الرغم من وجود الكثير من الإيجابيات لها، فهناك دراسات حديثة كشفت عن وجود العديد من الأضرار لتعرضنا لها بشكل دائم، مثل: الاكتئاب والقلق، وقلة ساعات النوم والإدمان، ووفقا للدراسات الأخيرة، أكدت أن تأثير إدمان السوشيال ميديا له نفس تأثير المواد المخدرة خاصة على المخ، فقد يصير الشخص مرتبطا بهاتفه ولا يستطيع الاستغناء عنه حتى في العمل أثناء النهار أو عند الخروج مع الأصدقاء، ما يجعل باله دائما مشغولا وغير قادر على التركيز في شيء آخر، وأوضحت هذه الدراسات أن المدة الزمنية الموصي بها للبقاء على الشبكات الاجتماعية هي نصف ساعة في اليوم.
ونصحت بالتدقيق في تواريخ المنشورات التي تبرزها السوشيال ميديا وعدم ترويجها إلا بعد التأكد منها، لأن الكثير من المعلومات يمكن أن تهدد الأمن القومي للبلاد بقصد أو بغير قصد، فالأجدر والأسلم عدم نقل معلومات غير موثوق من مصدرها.
الجريمة الإلكترونية
وطالبت المسئولين بوضع حزمة من التشريعات لمواجهة الجريمة الإلكترونية والرقمية، وتتبع الجريمة عبر الحدود وتقديم مرتكبيها للمحاكمة، ومحاكمة أي شخص ارتكب جريمة تمس أي مواطن، والعمل على استصدار قانون يعمل على حماية البيانات والمعلومات الخاصة بالمواطنين، وعدم استخدام بيانات المواطنين في التسويق الإلكتروني، وحفظ تلك البيانات بطريقة آمنة، وعدم منحها لجهة أخرى.
وفي ذات السياق قالت د. غادة أشرف بوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إن الأحداث التي مرت بها ثورتا ٢٥ يناير٢٠١١، و30 يونيو ٢٠١٣، وحتى الآن تشكل دروسا هائلة في علاقة الإعلام بالأمن القومي، نظراً لأهمية دور وسائل الإعلام الوطنية في التصدي للتحديات والتهديدات والمخاطر التي يمثلها الغزو الفكري والثقافي والشائعات والحروب النفسية والإعلام الانتقائي الذي يركز على السلبيات.
وتضيف: للإعلام دور قوى في الحفاظ على الأمن القومي، بجانب وسائل التواصل الاجتماعي، مع تحرى الدقة لما ينشر من شائعات على هذه المواقع والوسائل من جانب المسئولين عن صناعة الإعلام؛ لأن مسألة العولمة وحرية التواصل بين الأشخاص أصبحت ميسرة بشكل كبير، وان لم يتم التنبه لذلك تضيع وتذوب الهوية وخصوصيات المجتمعات ويتم التبشير للاستعمار من قوى تريد احتلال قوى أخرى.
وأكدت أن جوهر الأمن القومي هو الحفاظ على الدول ومؤسساتها وهويتها ومقدراتها مع معالجة نقاط الضعف التي تلتقطها الفضائيات الموجهة، وهذا يتم من خلال تقوية دعائم الدول ونشرها لأبنائها من خلال الاعتزاز باللغة والعادات والتقاليد، وتقديم قضايا الأمن القومي من اقتصاد وسياسة وقوة عسكرية للأجيال الناشئة حتى لا يتم تغريبها عن أوطانها وهويتها، وطالبت بوجود سياسة إعلامية واضحة؛ لأن المجتمع المصري يواجه تحديات كبيرة تحتم عليه التصدي للإرهاب وإبراز جهود البناء والتنمية، ومواجهة ضعف المهنية في الأداء الإعلامي بشكل عام، وغياب التوازن في تناول الموضوعات المجتمعية وآثارها السلبية على الأمن القومي، والحاصل هو ضعف الناتج من عملية التثقيف والتوعية.
استعمار جديد
من جانبه أكد د. هاشم بحرى أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، أن الصهيونية العالمية لها اليد العليا في السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة على مستوى العالم، وهدفها من هذه السيطرة هو التأثير في الرأي العام العالمي بما يخدم مصالحها، وتكمن خطورة تأثير الصهيونية من خلال السوشيال ميديا في المرحلة الراهنة، مع العلم أن السوشيال ميديا احدى أبرز أدوات ما يعرف بحروب الجيل الرابع.
ونبه إلى خطورة حروب الجيل الرابع حيث تتركز جميع أدواتها ووسائلها في القوة الناعمة وأولها الإعلام، ومن هنا تأتى خطورتها لكونها تتحرك في الشعوب بنشر الأخبار وتوجيه الرأي العام وهذا ثابت تاريخيا، وكان الاستعمار في الماضي يحتل بلدان العالم الثالث بقوة السلاح، لكن مع التطور المذهل في وسائل التكنولوجيا الحديثة تغيرت اللعبة وأصبحت السوشيال ميديا وأخواتها البديل لقوة السلاح، ويتم ذلك بواسطة مجموعة من العلماء والخبراء في شتى العلوم الإنسانية والطبيعية، وهذا ما هيأ للسوشيال ميديا التأثير في الشعوب وتوجيه فكرها خاصة الشباب.
وأشار بحرى إلى وجود شواهد كثيرة تؤكد أن مجتمعاتنا تواجه تحديات صعبة ليس فقط على صعيد التغييرات السياسية التي جلبت عدم الاستقرار وكرست الفوضى الأمنية والاقتصادية والسياسية في دول عدة، بل إن المنطقة تواجه ما يشبه رياح التغيير القوية التي لا يمكن فهم أبعادها بمعزل عن أذرع النظام العالمي الجديد الذي يسعى إلى فرض منظومة قيمية عالمية الهدف منها إضعاف دعائم الخصوصية في المجتمعات التقليدية، من أجل ترجيح قابليتها للتغيير بمختلف أنماطه وأبعاده.
عماد عبد المنعم
شائعات السوشيال ميديا.. تهدد الأمن القومي أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
مشاهدة شائعات السوشيال ميديا تهدد الأمن القومي
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ شائعات السوشيال ميديا تهدد الأمن القومي قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، شائعات السوشيال ميديا.. تهدد الأمن القومي.
في الموقع ايضا :
- أوامر ملكية تغير حياة حاملي الجنسية اليمنية في السعودية عام 2025
- BDS تعلن نجاح حملات المقاطعة لفيلم "سنو وايت" في عدة دول عاجل
- أبا نضال: لماذا أمسكتَ الخزانة أن تقع؟!