من المؤسسات، ومؤخراً، أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وحدة متخصصة، هي وحدة “لم الشمل”، لبحث أسباب زيادة معدلات الطلاق وعلاجها.. “صوت البلد” ناقشت أسباب زيادة الطلاق وجدوى المبادرات والدورات التأهيلية قبل الزواج مع المتخصصين والشباب في التحقيق التالي..
يقول د. أسامة الحديدي مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وصاحب اقتراح إنشاء وحدة “لم الشمل” : إن الوحدة بحثت أسباب مشكلة الطلاق ووضعت حلولاً بعد ذلك، تم تحديد عدد من أعضاء الفتوى يعملون تحت مظلة المركز للتحرك على أرض الواقع وحل مشكلات المجتمع المصري في قضية الطلاق والمشكلات التي تسببها، وتستهدف وحدة “لم الشمل” دراسة أسباب زيادة حالات الطلاق ومحاولة تقويضها ولم شمل الأسرة المصرية.
وأضاف: أن الخلافات بين الزوجين وتـدخـلات الأهـل واخـتـلاف الزوجين في تربية الأبناء من أبرز أسباب الطلاق التي اطلعت عليها الـوحـدة، بل أحيانا يتدخل أحد الأطراف بين الزوجين لمحاولة الإصلاح بينهما فيفسد هو بينهما ويجعل الأمر يصل للطلاق، ويرى أن سبب زيادة نسبة الطلاق الآن أن المجتمع أصبح يختلف كثيراً عن الماضي، فاختلفت المبادئ والأصول، ففي الماضي كان يحترم الطرفان الكبير وعائلات الطرفين، لكن المجتمع افتقر لكثير من القيم والثقافات والسلوك فأصبح هناك اضمحلال عام في طريقة التفكير وكيفية حل المشكلات، بالإضافة إلى اختلاف وسائل التواصل عن الماضي، ووجود لامبالاة في كثير من المسائل التي تعمل على وجود الترابط المستمر بين العائلات، فتمر شهور دون أن يتم بين الأطراف تواصل حقيقي.
وحـول دوافع اقـتـراحـه لإنـشـاء الـوحـدة قال: إن أكثر المشكلات التي كانت تعرض على مركز الفتوى هي الخاصة بالأحوال الشخصية وخاصة مشكلات الطلاق، مما جعله يفكر في إنشاء وحدة لم الشمل والإجابة على المستفتين، مشيراً إلى أن في إمكان المركز إرسال أعضاء للتوسط لعلاج المشكلة تحت شعار “إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما” فلو كانت نية الحكمين صالحة فالله يوفق بين الزوجين في الإصلاح.
وقد سبق للحديدي أن اقترح فكرة “رخصة الـزواج” في إطار وحـدة “لم الشمل” حيث يمكن للمجتمع أن يتلافى المشكلات التي تتسبب في الطلاق فيما بعد، وأساس الـفـكـرة هـو أن تكون هناك دورات تدريبية يتلقاها الزوجان في المعاهد الأزهرية في مختلف المحافظات من خلال برنامج واضح يتم تدريسه في 15 يوما، يتلقى فيها الزوجان المبادئ العامة لقيام كيان أسرى على أسس دينية ومنطقية حتى تستمر الحياة الزوجية؛ لأن معظم حالات الطلاق التي تم رصدها بين ٢٠ عاماً و35 عاماً.
من ناحية أخرى تقول صفاء صلاح، مستشار أسرى، ومسئول بمبادرة “مدرسة الزواج”: إنه لا يوجد إقبال كبير ومستمر على دورات تأهيل الشباب للزواج، وليس ذلك بسبب ارتفاع أسعار الدورات فقط، فهناك محاضرات تقام بأجر رمزي وأيضاً لا يكون هناك إقبال كبير، فليست هناك ثقافة الحصول على دورة تأهيلية قبل الزواج حسب ما ترى صفاء، ويرى العديد من الشباب أن قراءة مقالات متعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة أو كتاب هو أمر غير كاف.
وتؤكد صفاء أن الإقبال الأكثر على الدورات التأهيلية من قبل الإناث، بينما يقل إقبال الذكور عليها بشكل ملاحظ، وتضيف أن الشباب يرون تلك المحاضرات والدورات من الرفاهيات التي يمكن الاستغناء عنها، فضلا عن أن يدفع مالاً ولو ضئيلا ليتلقى تدريباً مؤهلاً للزواج، وهو يرى أن من قبله تزوجوا دون الاستعانة بها.
وتضيف: أن ثقافة التجهيز النفسي للمفرد قبل الإقدام على الزواج أو الإنجاب ضئيلة للغاية، وليست منتشرة بقدر كاف على الرغم من الحديث الدائم والمستمر عنها، ودلالة ذلك انتشار حالات الطلاق في الآونة الأخيرة، فلو كانت ثقافة التأهيل موجودة لما زادت معدلات الطلاق بهذا الشكل.
وتشير إلى أن الشباب يلجأون أكثر لجروبات الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي لعرض مشكلاتهم والبحث عن حلول لها ، ويعرض الكثير منهم عن الاستعانة بمستشار أسرى إذا أقترح عليه ذلك ولو كانت استشارة مجانية..
وتعتقد أن ما يجعل الجيل الحالي في حاجة لتأهيل نفسي قبل الزواج علي عكس الأجيال السابقة له، أن المجتمع الآن ليس كما كان في جيل الآباء والأجداد، فكانت هناك عادات وأعراف اجتماعية يتم مراعاتها، فكبير العائلة مثلاً كان له دور كبير ويحترم رأيه وقراراته في التحكيم بين الزوجين والفصل في الخلافات العائلية بشكل عام، لكن المجتمع حالياً لا يملك أية ثوابت يسير عليها، وتختلف الأعراف من عائلة لأخرى، وهو ما يجعل المشكلات أكثر وضوحاً وحدة.
وأشـادت المستشارة الأسـريـة بـجـهـود دارا لإفتاء والأزهر في تأهيل الشباب ومبادرات علاج المشكلات الأسرية كمبادرة “لم الشمل” وترى أن تدخل الأزهر في علاج مشكلات الأسرة أمر إيجابي تماماً، لأن الأزهر يملك ميزة تجعله أفضل من المستشارين الأسريين، وهي أن درجة استجابة الشريك إذا طلبت منه زوجته أو العكس اللجوء للأزهر تكون كبيرة، وذلك لأن الشعب المصري يقدر رجال الدين والأزهر.
رأى الشباب
سألنا بعض الشباب: هل تحد دورات التأهيل للزواج من ارتفاع نسب الطلاق؟
فقالت أماني قداح، متزوجة: إنها لا تعرف هل تقدم هذه الـمـبـادرات خدمة مفيدة بالفعل أم لا، لكن بالتأكيد فإنه في الأغلب سيكون الإقبال الأكثر من الفتيات، لأن الشباب يظنون أنهم يعرفون كل شيء، حسب قولها، لكنها تؤكد على أهمية مثل هذه الدورات، لأن كل طرف في العلاقة يرى أهله نموذجاً يقتدى به، وحتى لو كان ضد هذا النموذج فهو لا يعرف غيره، فلا يعرف الطرفان حقوقهما ولا واجباتهما وهو ما يجعل كليهما يدخل العلاقة بتوقعات “رومانسية” بشكل زائد فيصطدمن بالواقع في النهاية، فهناك من يحاول أن يكمل ويستمر في العلاقة، وآخر يختار أن يتركها تماماً مؤثراً الراحة.
وترى أن تقديم تلك الدورات سيكون مفيداً إذا لم يقتصر على “الشيوخ” فقط، فيجب أن يكون هناك طبيب نفسي متخصص في العلاقات، وطبيب يساعد كل طرف في فهم ما يحتاجه عن الطرف الآخر، ولو استطاعوا الاستعانة بقانوني سيكون ذلك جيداً للغاية.
وتضيف أيضاً: أنه لا بد من أن يكون هناك أيضاً خبير تربوي يعلمهم ما سيواجهونه بعد الإنجاب، لأن الشباب خاصة يتفاجأون أنهم أصبحوا آباء وهم لا يعرفون شيئاً بعد عن الأبوة.
وتقترح أيضاً أن يكون هناك مختص بالتدبير المنزلي للطرفين لا للفتيات فقط، فيعلمهم كيف يديرون شئون المنزل مادياً ويرتبون مهامهم داخله.
أما أنغام عبدالناصر، مخطوبة: فلا تفكر في الالتحاق بإحدى هذه الدورات ولا ترى جدوى لها، فهي تظن أن الزواج لا يحتاج كلاما نظريا ولا تأهيلا، لأن التجربة ستختلف بكل تأكيد ، أما الطلاق فهو لا يحدث لأن الطرفين يجهلان المشكلة ويحتاجان من يساعدهما، لكن الحقيقة أن سبب زيادة نسبة الطلاق أن المجتمع نفسه قد تغير، وأنه لم يعد يكترث كثيراً بفكرة تماسك الأسرة وتربية الأبناء حسبما ترى أنغام.
على الرغم من أن السائد رفض الشباب لفكرة الالتحاق بدورات تأهيلية للزواج إلا أن خالد سلام، خاطب، لديه وجهة نظر أخـرى، فهو يرى أن تلك الدورات مفيدة والالتحاق بها مهم حتى تزيد نسبة الوعي لدى الشباب؛ ليستطيعوا تجنب ولو جزءا من المشكلات التي يقابلونها في الحياة.
يقول خالد: إن فكرة جعل هذه الدورات إلزامية لن يجعلها تحدث التأثير المطلوب، إنما لو ذهب إليها الشباب بإرادتهم الحرة سترفع بالفعل من وعيهم وتمكنهم من تخطي أي مشكلة قد تواجههم وبالتالي سوف تقل نسب الطلاق.
ويعلق على عدم إقبال الرجال على مثل تلك الدورات بأن نظرة الرجل في المجتمع لمثل هذه الأمور تجعله يشعر بإهانة وأنها تقلل منه، أو قد يظن أن تلك الكورسات ستميل إلى النساء و” تقويها عليه”، ويرى خالد أن تأثير الأزهر في محاولة علاج المشكلات بين الزوجين سيكون كبيرا لأن الحكم هنا سيجعلهما يجلسان معاً بعيداً عن الأهل الذين قد يكونون هم سبب المشكلة من الأساس، بالإضافة إلى أن الشعب المصري يتأثر بكلام رجال الدين.
عماد عبد المنعم
دورات ما قبل الزواج.. هل تقلل معدلات ” الطلاق”؟! أولاً على صوت البلد- اسبوعية سياسية مستقلة.
مشاهدة دورات ما قبل الزواج هل تقلل معدلات rdquo الطلاق rdquo
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ دورات ما قبل الزواج هل تقلل معدلات الطلاق قد تم نشرة ومتواجد على صوت البلد وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، دورات ما قبل الزواج.. هل تقلل معدلات ” الطلاق”؟!.
في الموقع ايضا :
- وليد العتال يهنئ عائلة الحمدلله بزفاف نجلهم أحمد
- الحكومة تقرّ قانونا معدلا للعقوبات.. وتوافق على الاسباب الموجبة لتعديل "المستقلة للانتخاب" عاجل
- لبيد: إسرائيل مقبلة على اغتيالات تطال رموزا وشخصيات سياسية وامنية عاجل