برعاية إماراتية: هل ينضم الصومال قريبًا إلى قائمة التطبيع العربية مع إسرائيل؟ ...الأردن

ساسة بوست - اخبار عربية
برعاية إماراتية: هل ينضم الصومال قريبًا إلى قائمة التطبيع العربية مع إسرائيل؟

#WhereisPresidentHassan (أين الرئيس حسن)، والذي غرَّد فيه نشطاء صوماليون، تعريضًا بالرئيس الصومالي الذي وصل الإمارات قبل أيام في زيارة رسمية، بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية في 15 مايو (أيار) 2022، وعدم ظهوره في أية اجتماعات مع الجانب الإماراتي منذ اليوم الأول للزيارة، وأنباء غير مؤكدة عن قيامه بزيارة سرية إلى تل أبيب برعاية إماراتية، تمهيدًا للحاق الصومال بقطار التطبيع الذي ترعاه الإمارات تحت اسم «اتفاق أبراهام».

فما هو تاريخ العلاقات الإسرائيلية الصومالية؟ وما الذي تعنيه الصومال لإسرائيل؟ وهل يفعلها حسن شيخ محمود ويضم بلاده إلى قائمة المطبعين؟

    موقع إستراتيجي استثنائي.. لماذا تريد إسرائيل التطبيع مع الصومال؟

    موقعًا إستراتيجيًا شديد الأهميَّة بالنسبة للتجارة العالمية وتموضعها الجغرافي الذي يجعلها نقطة تقاطع لعدَّة مناطق بالغة الأهمية سياسيًّا، إذ إنها تطلُّ على خليج عدن والمحيط الهندي، ومدخل باب المندب الذي يشهد مرور قوافل التجارة البحرية عبر قناة السويس، بالإضافة إلى إطلالتها على شبه الجزيرة العربية وحدودها الممتدَّة مع إثيوبيا وعمقها الأفريقي غربًا وجنوبًا؛ ويمر من باب المندب حوالي 4.7 ملايين برميل نفط يوميًّا، ناهيك عن 33 ألف رحلة بحرية قرب سواحل الصومال، وما قيمته 315 مليار دولار أمريكي سنويًّا.

    Embed from Getty Images

    الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود

    ساحة للتنافس والصراع الدولي بين العديد من الأطراف الخارجية، وهو ما ينعكس على الوضع السياسي والأمني داخل الصومال؛ إذ تشهد الانتخابات الرئاسيَّة الصومالية تدخُّلات محتدمة لشراء أصوات البرلمان (الذي يصوت على اختيار الرئيس) من أطراف خليجية وأفريقية للتأثير في المشهد السياسي في الصومال.

    هذا بالإضافة إلى تدخُّلات عسكرية أمريكية منذ التسعينيات تحت شعار مكافحة «الإرهاب» واستهدافها لجماعة «الشباب المجاهدين»، الفرع المحلِّي لتنظيم القاعدة الذي لا يزال يحظى بتواجدٍ مهمٍ داخل البلاد قدَّرته الأمم المتحدة بحوالي 12 ألف عنصر، ناهيك عن النفوذ التركي المتصاعد في الصومال من بوَّابة المساعدات الإنسانية والعسكرية.

    اتفاقيات أبراهام» وانضمام كلٍّ من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب إلى قائمة الدول التي تملك علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في 2020.

    تاريخ محاولات التطبيع مع الصومال بدأ قبل الاستقلال

    في إطار إستراتيجيتها لاختراق القارة الأفريقية ونسج علاقات مع جيران العرب، أقدمت رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير، ومُهندسة الاختراق الإسرائيلي لأفريقيا على لقاء الدكتور محمد جيو، أحد أبرز قادة المقاومة الصومالية في أواخر سنة 1959، أي قبل استقلال البلاد بشهورٍ قليلةٍ خلال وجوده في ليبيريا، عارضةً عليه مساعدات اقتصادية إسرائيلية بعد الاستقلال.

    المحاولات الأولى الإسرائيلية لجسِّ نبض الصوماليين حول التطبيع، إذ لحقتها مجموعة من اللقاءات بين شخصيات استخباراتية إسرائيلية ومسؤولين صوماليين، من بينها لقاء قام به راحاميم تيمور مسؤول وحدة تشغيل العملاء في الاستخبارات العسكرية الإسرئيلية في العاصمة الصومالية مقديشو مع كلٍّ من رئيس الوزراء الصومالي عبد الله عيسى ومحمد جيو في السادس من يونيو (حزيران) 1960، وفي الثلاثين من الشهر ذاته أرسل الرئيس الإسرائيلي إسحاق بن زئيفي برقية تهنئة إلى الرئيس الصومالي بمناسبة استقلال البلاد، معلنًا اعتراف إسرائيل بالدولة المستقلة الجديدة، إلا أن الصوماليين قابلوا رسالة الإسرائيليين بالتجاهل.

    Embed from Getty Images

    الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله محمد رفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

    بدأ الموقف العدائي بين الصومال وإسرائيل يتبلور تدريجيًّا، ليس فقط بسبب المواقف القيمية المبدئية التي تبنَّاها الصومال من خلال الانضمام إلى جامعة الدول العربية والانحياز للقضية الفلسطينية؛ بل أيضًا لأسباب إستراتيجية بحتة أيضًا، فقد بدأ الصومال منذ استقلاله صراعًا حدوديًّا مسلحًا مع الجارة إثيوبيا حول إقليم أوجادين أو «أرض الصومال الغربي»، وهنا برز قُطبان في هذا الصراع.

    ففي الوقت الذي دعمت فيه مصر (حقبة عبد الناصر) الصومال في صراعها الحدودي، دعمت إسرائيل إثيوبيا عسكريًّا، وشيئًا فشيئًا تطورت العلاقات الإثيوبية الإسرائيلية على حساب الصومال وأراضيه المتنازع عليها، إذ طلب الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي معونة عسكرية من الإسرائيليين، وقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين إثيوبيا في مايو (أيار) 1961 والتقى هيلا سيلاسي ودار اللقاء حول سبل دعم الموقف الأثيوبي في النزاع مع الصومال حول إقليم أوجادين.

    وفي يناير (تشرين الثاني) 1964 اندلعت الحرب الحدودية بين الصومال وإثيوبيا حول الإقليم المتنازع عليه، ومع الأداء السيئ للقوَّات الإثيوبية في هذه الحرب، كان على أديس أبابا تعميق علاقتها مع إسرائيل من أجل مجابهة الصوماليين، وقد توقفت الحرب بعد وساطة منظمة الوحدة الأفريقية؛ إلا أنَّ الصراع في الإقليم المتنازع عليه عاد ليشتعل سنة 1976، على يد قوات «جبهة تحرير الصومال الغربي» هذه المرَّة، للمطالبة بالحكم الذاتي للإقليم، والتي وجَّهت بنادقها صوب النظام العسكري الجديد الحاكم في إثيوبيا بعد إسقاط نظام هيلا سيلاسي في سبتمبر (أيلول) 1976.

    كانت الإستراتيجية الإسرائيلية في هذه المرحلة قائمة على منع وقوع إقليم أوجادين تحت سيطرة الصومال، بوصفها دولة عربية من شأنها أن تُوسِّع هيمنة العرب في القرن الأفريقي وتحكم سيطرتها على البحر الأحمر، مما يهدِّد المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية في صراعها مع العرب حول القضية الفلسطينية.

    حسب ما ذكره الدكتور سامي صبري عبد القوي، الباحث المختص في الشؤون الأفريقية.

    مثَّلت الحرب الأهلية بيئة نموذجية للإسرائيليين من أجل اختراق الساحة الصومالية المغلقة، فبعد انهيار نظام سياد بري في سنة 1991، دخل الصومال مرحلة الفوضى الأمنية والسياسية الشاملة وانعدام مظاهر الدولة، وأصبح مسرحًا للتدخلات الخارجية والاختراق المخابراتي من العديد من القوى الدولية تحت مختلف واجهات ومبرِّرات متنوعة؛ هنا استغلّ الإسرائيليون الفرصة الذهبية للنشاط في الساحة الصومالية، سواءً عن طريق واجهات تجارية أو مساعدات إنسانية أو من خلال اتصالات سياسية ودعم مالي للأطراف الصومالية المتنازعة ضد بعضها بعضًا.

    ديفيد موريس، الأسترالي اليهودي ذو العلاقات مع جهاز «الموساد» الإسرائيلي والذي نجح في نسج علاقات استثمارية تجارية في العديد من الميادين داخل العاصمة مقديشو، سواءً في تحلية المياه أم تصدير المواشي أم المواد الغذائي، لكنه تعرَّض للاغتيال سنة 1995 من قِبل عناصر مسلحة.

    وبذريعة المساعدات الإنسانية استطاعت إسرائيل أن تدخل الساحة الصومالية وذلك من خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي الثاني لتنسيق المساعدات الإنسانية للصومال الذي أقيم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سنة 1992 وتبرُّعها بثلاثة ملايين دولار تحت بند «المساعدات الإنسانية».

    وفي ظلِّ الانهيار التام لمظاهر الدولة، غزت الولايات المتحدة رفقة إثيوبيا الصومال سنة 2006، بدعوى مواجهة تنظيم «المحاكم الإسلامية»، وقد دعمت إسرائيل مشاركة عسكريين إسرائيليين من أصل إثيوبي وبعض الصوماليين من يهود الفلاشة، وذلك بحجَّة الحفاظ على حقوق الطائفة اليهودية في الصومال.

    حسب الباحث سامي صبري عبد القوي.

    الصومال

    منذ سنة واحدة جهود «إقليم أرض الصومال» للانفصال تمرّ من أبواب الكونجرس

    ومنذ تلك المرحلة، انطلق صراع محتدم بين إسرائيل وحركة «الشباب المجاهدين»، مسرحه القارة الأفريقية، فقد وقَّع الإسرائيليون اتفاقية أمنية مع كينيا هدفها الأول مواجهة حركة الشباب، كما ساعدت إسرائيل شريكتها كينيا في التصدي لهجمات قادتها مجموعة «الشباب» الصومالية ضد مركز تجاري يمتلكه الإسرائيليون في العاصمة الكينية نيروبي.

    إسرائيل تعود إلى أفريقيا» بعدَّة حجج من بينها «مكافحة الإرهاب الإسلامي المتطرف»، في إشارة إلى حركة «الشباب المجاهدين» الصومالية بصورةٍ مباشرة.

    يبقى محلَّ نظر.

    تطبيع برعاية إماراتية! هل سافر شيخ محمود من أبو ظبي لتل أبيب؟

    بالعودة إلى الزيارة السرية – غير المؤكدة – للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى تل أبيب، والتي جرى الإشارة إليها بواسطة العديد من النشطاء والمغردين الصوماليين عبر موقع «تويتر» يوم أمس 22 يونيو (حزيران) 2022 في الوسم المذكور سابقًا؛ فإنَّه لا يمكن القول إن مثل هذه الزيارة – إن صحت – قد فاجأت المراقبين لتوجهات شيخ محمود، خصوصًا خلال فترته الرئاسية السابقة (2012-2017) ومحاولاته التطبيعية المبكّرة برعاية إماراتية.

    تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة دعم الشعب الصومالي عبر ثنائية الاستقرار والتنمية ينبع من حرص الإمارات التاريخي تجاه مساندة الأشقاء الصوماليين وينطلق من مصداقية الدولة في علاقاتها والتزاماتها الدولية والإنسانية وهذا ما كان محل إشادة وتقدير من فخامة حسن شيخ محمود 1/2 pic.twitter.com/CStKpQTVY1

    June 23, 2022

    باحثون ومراقبون للشأن الصومالي محسوبون على اللوبي الإسرائيلي، من احتماليَّة وقوع هذا التغيير في السياسة الصومالية تجاه إسرائيل مع وصول حسن شيخ محمود إلى السلطة، ففي تقرير لـ«معهد واشنطن» التابع لأكبر لوبي إسرائيلي في واشنطن «آيباك»؛ نُشر فور وصول حسن شيخ محمود إلى رئاسة البلاد؛ أشار الباحث إيدو ليفي إلى أن هذا التغيير سيكون فرصةً مثالية لإدارة الرئيس بايدن من أجل الضغط على الصومال للانضمام إلى «اتفاقات أبراهام» التي طبَّعت بموجبها مجموعة من البلدان العربية مع إسرائيل،.

    وأشار التقرير إلى علاقات حسن شيخ محمود المتميزة مع الإمارات العربية المتحدة ودورها المرتقب بوصفها «وسيطًا» بين القيادة الصومالية الجديدة والإسرائيليين مُقابل مجموعة من الإعانات الاقتصادية من طرف الإمارات وإسرائيل بالإضافة إلى دعم عسكري أمريكي.

    إحدى أهم حلفاء الرئيس حسن شيخ محمود خلال المعركة الانتخابية بينه وبين الرئيس السابق محمد عبد الله محمد «فارماجو»، خصوصًا وأن العلاقات الإماراتية مع هذا الأخير قد شهدت تدهورًا كبيرًا، إذ صادرت حكومة الرئيس «فارماجو» مبلغ 10 ملايين دولار تقريبًا، قالت سفارة أبو ظبي أنه كان موجهًا إلى رواتب القوات الصومالية التي تدرِّبها الإمارات، وأغلقت الإمارات مستشفى «الشيخ زايد» في العاصمة الصومالية مقديشو في أبريل (نيسان) 2018، دلالة على سوء العلاقات مع الحكومة السابقة، فيما تشهد الصومال في السنوات الأخيرة تنافسًا حادًّا بين محور تركيا-قطر ومحور الإمارات؛ وقد مثَّلت عودة الرئيس حسن شيخ محمود انتصارًا للمحور الإماراتي.

    أهم محاورها دفع عملية التطبيع بين الأنظمة العربية واسرائيل.

    عربي

    منذ 4 شهور مترجم: بعيدًا عن رواية النظام.. ماذا تعرف عن المعارضة الإماراتية للتطبيع مع إسرائيل؟

    التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو خلال عهدته الرئاسية السابقة (2012-2017) في يوليو (تموز) 2016، وقد اتفق الطرفان على إجراء لقاءٍ آخر، إلا أن خسارة حسن شيخ محمود الانتخابات الرئاسية في سنة 2017 أمام محمد عبدالله محمد «فارماجو» أفسد ذلك المخطَّط، وقد ذكر مصدر دبلوماسي قريب من الرئيس حسن شيخ محمود لصحيفة «تايمز أوف اسرائيل» أنَّ «الجماعة التي كانت رافضة للتطبيع مع إسرائيل رحلت» في إشارة إلى إدارة الرئيس «فارماجو».

    فهل سافر حسن شيخ محمود من أبو ظبي إلى تل أبيب حقًّا؟ وهل سيُعلن قريبا عن انضمام مقديشيو إلى قطار التطبيع العربي بقيادة دولة الإمارات؟ هذا ما سنعرفه خلال الأيام القادمة، والتي تحمل زيارة جو بايدن إلى الرياض.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة برعاية إماراتية هل ينضم الصومال قريب ا إلى قائمة التطبيع العربية مع إسرائيل

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ برعاية إماراتية هل ينضم الصومال قريب ا إلى قائمة التطبيع العربية مع إسرائيل قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، برعاية إماراتية: هل ينضم الصومال قريبًا إلى قائمة التطبيع العربية مع إسرائيل؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار