المملكة الميتانية.. هل يعطينا الجفاف فرصة لاكتشاف الحضارة الغامضة؟ ...الأردن

ساسة بوست - اخبار عربية
المملكة الميتانية.. هل يعطينا الجفاف فرصة لاكتشاف الحضارة الغامضة؟

تخبرنا كل قطعة آثار نعثر عليها المزيد عن قصة الأسلاف وحضاراتهم وممالكهم القديمة، فبفضل الاكتشافات الأثرية المتكررة أصبحنا نعرف الكثير عن معالم الحضارات السابقة، إلا أن هناك بعض الحضارات التي ما زلنا نحتاج إلى الكثير من الاكتشافات حتى نكوّن صورة تاريخية كاملة عنها، وعلى رأسها المملكة الميتانية.

إذ لا تزال تلك المملكة غامضة بالنسبة للأثريين ودارسي التاريخ، وفي هذا التقرير نحاول إلقاء الضوء على ما نعرفه حتى الآن عن المملكة الميتانية، خاصة بعد أن تسببت موجة الجفاف الأخيرة بالعراق في الكشف عن موقعها الأثري مرة أخرى، وعاد الأثريون لبحث المكان ودراسته على أمل أن يصلوا إلى فهم أكبر لتلك الحضارة.

    المملكة الميتانية.. حضارة غامضة غارقة

    المملكة الميتانية، عادة ما تغمره مياه نهر دجلة، وينتظر الأثريون أوقات الجفاف أو انحسار المياه من أجل البحث والتنقيب للعثور على أي آثار تخبرنا المزيد عن تلك الحضارة.

    العراق تصريحًا قال فيه: «إن المعلومات التي نعرفها عن هذه المملكة ضئيلة نسبيًا» وجاء هذا المؤتمر الصحفي في إطار تغطيات الكشف الأثري الذي عُثر عليه في ذاك الوقت في مدينة دهوك، والذي كان عبارة عن قصر ملكي ينتمي إلى المملكة الميتانية، ووقتها أُعلن في وسائل الإعلام العربية والأجنبية أن فريقًا من علماء الآثار العراقيين والألمان عثروا على قصر بُني في سنة 3400 ق.م، أثناء حكم المملكة الميتانية.

    المؤتمر الصحفي الذي أقيم في العراق عام 2019

    وفي القصر الميتاني الذي سمح انحسار المياه بالعثور عليه، وجد الآثريون في داخله ألواحا طينية بكتابات مسمارية تعود لأكثر من 1800 عام، ولوحات جدارية باللون الأحمر والأزرق والكموني، بالإضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية.

    أوضحت عالمة الأثار الألمانية ايفانا بوليتس لوكالة «دويتشه فيله» في ذاك العام أن «المملكة الميتانية هي من أقل حضارات الشرق دراسة، وأن عدد الأبحاث الصادرة عنها قليلة جدا، حتى أن عاصمة الحضارة نفسها لم يتم الكشف عنها وتحديدها بعد».

    «زاخيكو».. العثور على مدينة تنتمي إلى المملكة؟

    في نهاية شهر مايو (آيار) 2022، وبعد أن تعرضت تلك المنطقة للجفاف الشديد بسبب انحسار نهر دجلة، استطاع فريق من الآثريين المسئول عن التنقيب في تلك المنطقة بدهوك العثور على على موقع أثري داخل حوض نهر دجلة يعود إلى قبل 3400 سنة في محافظة دهوك ضمن إقليم كردستان وهذا وفقًا لما أعلنته دائرة الآثار في دهوك.

     

    إذ استطاع فريق مشترك من علماء الآثار من إقليم كردستان وألمانيا؛ اكتشاف مدينة عريقة تعود إلى عصر المملكة الميتانية وهو ما يعتبر كشفا مهمًا، لما سيمنحه من معلومات لعلماء الآثار عن تلك الحضارة الغامضة.

    مركزاً سياسيا واقتصادياً وعسكرياً وتجارياً هاماً، وكانت أقوى مراكز المملكة الميتانية في الألف الثاني قبل الميلاد .

    الكشف الأثري يعد مثيرًا للاهتمام، فجدران تحصين المدينة التي يبلغ ارتفاعها عدة أمتار، حالتها جيدة بالرغم من أنها مبنية من الطوب الطيني المجفف بالشمس، ويرجح علماء الآثار أن المدينة قد دُمِرت بسبب زلزال ضربها حوالي العام 1350 ق.م، موضحين أن تلك الكارثة الطبيعية قد تكون سبب الحالة الجيدة التي حفظت بها المدينة وهذا لأن الزلزال تسبب في دفن الأجزاء العلوية من جدران معظم المباني المتبقية، مما جعلها في حالة جيدة نسبيًا على مدى آلاف السنين.

    تصريح له قال بيتر بفالزنر، مدير قسم آثار الشرق الأدنى في جامعة توبنجن الالمانية وعضو فريق البحث بالموقع الأثرى: «إنها معجزة أن تلك الالواح المصنوعة من الطين بقيت محفوظة تحت الماء كل هذه الفترة».

    مستعصية على الآثريين.. ماذا نعرف عن الحضارة الميتانية؟

    1177 B.C.: The Year Civilization Collapsed» أو « 1177ق.م: عام انهيار الحضارة» ذكر المؤرخ وعالم الآثار الأمريكي ايريك كلاين بعض المعلومات المهمة عن المملكة الميتانية وقد جاء هذا ضمن سرده للتوسعات والحملات التي قام بها المحارب والعسكري المصري تحتمس الثالث.

    وقد جاء في كتاب كلاين أن المملكة الميتانية تأسست في العام 150 ق.م، واستمرت في النمو واستيعاب مناطق قريبة آخرى مثل مملكة «هينجليبات الحورية»، ونتيجة لذلك عرفت المملكة الميتانية بأكثر من اسم، فكان المصريين القدماء يعرفونها باسم «نهارين» أو نهارينا»، ودعاها الحيثيون «أرض حوري»، ودعاها الآشوريون «هينجليبات» بينما اشار الملوك الذين حكموها إليها باسم «ميتاني».

    ولم يعثر على الآثار المتبقية من عاصمتها والتي كانت يطلق عليها «واشوكاني»، ووصف ايريك كلاين تلك المملكة بأنها «مستعصية على الأثريين»، ولكن وفقًا للنصوص الأثرية التي عُثر عليها حتى الآن، فقد كان 90% من سكان المملكة الميتانية من الحوريين المحليين تحت حكم الـ10% المتبقية والتي كانت تتشكل من «الأسياد والحكام الميتانيين» والذين كانوا على ما يبدو من أصول هندأوروبية، وتلك المجموعة الصغيرة قد جاءت إلى هذا المكان لتسيطر على السكان الأصليين وتؤسس المملكة الميتانية.

    البيئة

    منذ سنة واحدة الجفاف يهدد العالم ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط أكثر المتضررين

    وفي حملته الثامنة، شن تحتمس الثالث هجومًا بريًا وبحريًا على مملكية ميتاني، وجاء في النقوش المصرية أن تحتمس أمر قواته أن تبحر في بحر الفرات على الرغم من ان هذا الإبحار كان عكس كل من الريح والتيار، ويرجح ايريك أن تلك الهجمة كانت بمثابة ردًا انتقاميًا على اشتباة الملك تحتمس في ان المملكة الميتانية كانت مشتركة في التمرد الكنعاني أثناء العام الأول من حكمه.

    في تلك الحملة هزم تحتمس الثالث القوات الميتانية وأمر بوضع نصب حجري منقوش شمال كركميش على الضفة الشرقية لنهر الفرات بغرض إحياء ذكرى انتصاره، ولكن لم تقع المملكة فريسة لتلك الهزيمة فترة طويلة، ففي غضون 20 عامًا استطاع الملك شوشتاتار توسيع المملكة الميتانية، وهاجم «آشور» عاصمة الآشوريين، وآخذ من هناك غنيمة بابًا من الذهب والفضة زيّن به قصر في واشاكاني، لتتحالف المملكة مع المصريين القدماء.

    حزن الأميرة الميتانية دوتي خيبا» في العام 2017، والتي تعتبر مزيجا بين الأحداث التاريخية الحقيقية وبين خيال الكاتب فيما يخص العلاقات بين شخوص الرواية.

    تعتبر تلك الرواية، رغم أنها تندرج تحت بند الأدب؛ مصدرًا معرفيا مهمًا عن المملكة الميتانية، إذ تغطي أحداثًا مهمة وفترات تاريخية و مساحات جغرافية واسعة، وتبدأ أحداث الرواية من عند أحد أبطالها وهو «لاوي هوري» ومرافقه الذين يبدأون رحلة بحث عن حفيد الملك الميتاني.

    فانطلقوا من العاصمة «واشوكاني» إلى مصر، بناءً على تكليف من الملك الميتاني نفسه، والذي كانت وصلته أخبار أن الملكة نفرتيتي زوجة اخناتون قد آذت حفيده، وقد بنى الكاتب تلك الفرضية الدرامية على المعلومة التاريخية التي وثقت زواج اثنان من أميرات المملكة الميتانية لملك مصر حقنًا للدماء بين البلدين، وتجنبًا لأي صراع عسكري.

    كيف سقطت المملكة الميتانية؟

    خلال فترة التحالف بين المملكة الميتانية وحضارة مصر القديمة، سعت هاتان الدولتان لمنع الدولة الآشورية من التوسع، فانكمشت –المملكة الاشورية- داخل حدودها وهي تترقب الأحداث الخارجية، في انتظار فرصة لاستعادة قوتها، لكن بالإضافة إلى ضغوطات التحالف المصري الميتاني، كانت المملكة الاشورية في منازعات مع الدولة الكشية في بلاد بابل، ولم تخل العلاقات بينهما من حروب ومهادنة وإبرام معاهدات.

    أما في الممكلة الميتانية، فكانت النسبة الأكبر من سكانها من الحوريين تحت زعامة طبقات محاربة ارستقراطية من الآريين، وقد بلغت المملكة الميتانية من القوة والاستقرار الذي أهلها لأن تبسط نفوذها على بلاد آشور لفترة دامت قرن ونصف من الزمان، اضطر خلالها ملك الاشوريين دفع الجزية لملوك المملكة الميتانية. وظلت العلاقات بين مصر والمملكة الميتانية جيدة وقوية حتى عهد اخناتون، حيث نشب صراع جديد بين الحضارتين وتدهورت العلاقات بينهما.

    هذا الصراع أدى إلى تدهور حالة المملكة الميتانية، تزامنًا مع ظهور ملك قوي في المملكة الآشورية وهو «أوبالط الأول»، والذي لم يستطع فقط تخليص مملكته من سيطرة وسطوة المملكة الميتانية، بل أنه استطاع تدمير المملكة الميتانية وإزالتها من الوجود خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، منتهزًا فرصة تردي العلاقات وقطع التحالفات بين مصر والمملكة الميتانية وبهذا انتهت الحضارة الميتانية على يد الآشوريين.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة المملكة الميتانية هل يعطينا الجفاف فرصة لاكتشاف الحضارة الغامضة

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المملكة الميتانية هل يعطينا الجفاف فرصة لاكتشاف الحضارة الغامضة قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المملكة الميتانية.. هل يعطينا الجفاف فرصة لاكتشاف الحضارة الغامضة؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار