نيره وإيمان ضحية أدلجة خطاب حُب الشهوات ...السعودية

صحيفة الأحساء - اخبار عربية

شهد الأسبوع الماضي حدثين مُؤلمين للمجتمع العربي والإسلامي بشكل عام والمصري والأردني بشكل خاص بمقتل الطالبتين نيره أشرف طعنا وذبحا وإيمان إرشيد رميا بالرصاص على بوابة جامعة المنصورة والعلوم التطبيقية ،والأغرب أن يكون الجاني زميل الدراسة والمتعلق بالحب وأن الجاني في مقتل إيمان الأردنية اعتبر قاتل نيره انموذج له في ارتكاب الجريمة ،في حين ذلك انشغل أهالي الضحايا بتضميد جراحهم النفسية وبالمطالبة بتطبيق أقصى العقوبة على الجُناة لهذا الغدر الشنيع بفلذات أكبادهن ،وانطلقت صيحات اجتماعية وإعلامية وحقوقية في حملة ” أنا الضحية القادمة ” لتوجيه الرأي العام نحو المزيد من حماية النساء من التعرض للعنف والإيذاء والقتل.

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نفهم طبيعة تحول ذلك الحُب الذي يدعيه الجُناة نحو المغدور بهن وبهذه البشاعة ،فالافتراض المثالي للحُب أنه حَرَمٌ آمن للمحبوب في قلب المُحب ،وحُصن ودرع أمين له يحميه ويرعاه ويبذل كل ما في وسعه لسعادته ،ويُضحي بنفسه من أجله سواء كان معه أو مع غيره ،فلماذا أقدم الجُناة على فعلتهم التي تتنافي مع الفطرة الإنسانية السليمة والذوق العام والشهامة الاجتماعية والحد الأدنى من الأخلاق العامة والخوف من العقاب؟

    إن ما أطرحه من تساؤل بوجه عام يستدعي محاولة البحث الجاد عن جُذُور مُسببات المشكلة في العقل الذكوري العربي والمسلم اتجاه ظاهرة العنف المتأصلة والكامنة اتجاه المرأة بكافة أشكاله وأنواعه ،والتي أدت إلى تفاقم الوضع حتى وصل ببعض الجُناة كما في نيرة وإيمان ،والاحتراف في تنفيذ الجريمة دون مراعاة للإنسانية وقيمها الفطرية ،وبمحاولة مُتجردة أجد أن الإيدلوجية العربية والإسلامية التي بَنت في العقل الجمعي خَلْق المرأة من ضلع الرجل وأنها شهوة ومتاع له ،وأن وظيفتها خدمته وطاعته واشباع غرائزه هي الدافع نحو العنف (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ) 223 البقرة (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) 14آل عمران (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) ،(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ) 34النساء وحتى في تكريم الرجل في الجنة يكون بالنساء (وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) 52 الطور ،وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: يا مَعْشَرَ النِّساءِ، تَصَدَّقْنَ وأَكْثِرْنَ الاسْتِغْفارَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ منهنَّ جَزْلَةٌ: وما لنا يا رَسولَ اللهِ، أكْثَرُ أهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، وما نُقْصانُ العَقْلِ والدِّينِ؟ قالَ: أمَّا نُقْصانُ العَقْلِ: فَشَهادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهادَةَ رَجُلٍ فَهذا نُقْصانُ العَقْلِ، وتَمْكُثُ اللَّيالِيَ ما تُصَلِّي، وتُفْطِرُ في رَمَضانَ فَهذا نُقْصانُ الدِّينِ.

    نحن أمام مشهد المفاهيم المُتأزمة في تأويل نصوص القرآن والسنة والتي تم توظيفها في خطاب أدلجة العقل العربي والإسلامي اتجاه المرأة ودورها في الحياة ،وهي المسؤولة بامتياز عن تشكل مفاهيم العنف والجريمة ضد المرأة ودونيتها ،وأن الادعاء بوجود الحب والغرام والاحترام والتقدير لها هو ادعاء حُب الشهوات المرتبط بإشباع غرائز الرجل الذي يتحول إلى عنف ويتطور إلى جريمة في حال عدم انصياعها للعبودية الزائفة والطاعة الوهمية ،فهل نحن مستعدون لمراجعة الفهم الذكوري للمرأة في النص القرآني والسنة من أجل حمايتها التي عجزت عنها القوانين والأنظمة والمعاهدات الإنسانية؟

    الكاتب / بكر عبدالله العبدالمحسن

    26-11-1443هـ

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة نيره وإيمان ضحية أدلجة خطاب ح ب الشهوات

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ نيره وإيمان ضحية أدلجة خطاب ح ب الشهوات قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الأحساء وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، نيره وإيمان ضحية أدلجة خطاب حُب الشهوات.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار