مقالات السوسنة - 27/06/2022 22:44
الإنسان يحب البقاء على قيد الحياة ، ويصارع من أجلها ، ويأمل أن يعيش عمراً طويلاً؛ يعشق الأيام والليالي ، ويستمتع بها على طريقته ، ويطمح للكثير منها ، ويزداد جمالها وسحرها كلما تجوّل في نواحيها وتعرّف على مغرياتها.
الموت هو الأساس ، وتبدأ منه وتنتهي به الحياة ، وكل إنسان يعلم أنه مهما طال أجله فهو ميت لا محالة ، ولكن متى ؟ وكيف ؟ واين ؟ بمرض أو فجأة ؟ بهدوء أو بألم ؟ وماذا بعد الموت وإلى اين ؟ وكيف الحساب ؟ وما هي النتيجة التي لا يعلمها إلا الله ؟ وأين سيكون الخلود؟ في الجنة أم في النار ؟.
الموت ينتظرنا على مفترق طريق نجهله ، معظمنا يتناسى هذه الحقيقة ، مع إنها باقية في النفس ، ويزداد التفكير فيها مع العمر ، والكثير منا يحذر طرق باب الحديث عن الموت ، لأن الفكر الذي تربينا عليه لا يحبذ ذكر الموت ، ففي ذلك استحضاراً له ، وهنالك قصص كثيرة تؤكد ذلك ، حيث مات الكثير وكان آخر حديثهم عن الموت ، الذي لبى النداء وحصد أرواحهم.
التفكير في الموت يعلمنا كيف نكون أكثر قدرة على المواجهة وتقبّل الألم والمرض ومآسي الحياة ، ومن الممكن في بعض الأحيان أن يكون بالموت الخلاص والراحة الأبدية ، وتكون نهاية الأحزان والآلام ويكون هو الحل الجذري.
نحن نخاف الموت لأننا نخاف أن نخسر أحبّائنا ونخاف الفراق ، نخاف الموت لأننا نخاف من المجهول ، نخاف الموت من شدة خوفنا على فقدان الحياة ، نخاف الموت لأننا نخاف من القبر ، نخاف مما في الحياة الآخرة ، نخاف من الحساب ، و نخاف من العذاب ، جنة أم نار ؟
عندما نرفض تقبل الموت ، فإن ذلك يدفعنا الى العيش بمعاناة مستمرة ، وندخل دائرة الشقاء والحزن والأسى وعدم الراحة ، ويصبح الطريق متعرجاً ، ويكون الخوف من كل شيء يمر بنا ، مما يجعل الحياة مكدرة مليئة بالهموم والمتاعب ، ويفقدها قيمتها ، ويقيّد تصرفاتنا ، ويمنعنا من الإنجاز ، ويغلق طريق الأمل والسعادة أمامنا.
يجب أن ننظر إلى الموت بإيجابية أكبر وقناعة وعدم الخوف من اقترابه ، وذلك في اللجوء إلى الدين والإيمان بالحياة الأبدية ، وبأن الروح ترجع إلى ربّها في نعيم ونقاء.
اليقين بالموت يمكن أن يكون له تأثير إيجابي قوي ، وممكن أن يؤدي إلى تحول جذري في المواقف والأفكار لدى الفرد ، فتكون القناعة بأن القلق بشأن المستقبل أو الندم على الماضي هو مجرد إضاعة للوقت.
الأفضل في حالة الشعور بإقتراب الموت ، أن يُسارع الإنسان المقبل على الموت بالتصالح مع الأهل وجمع شمل ما فرقته الحياة طوال السنوات الماضية ، ويضع الحزن واليأس جانباّ وينظر للحياة بمنظور آخر على أنها سوف تنتهي مهما طالت ، فيجعل التفاؤل والأمل نصب عينيه ، ويقوم بأعمال تملأ أيامه بالحسنات ومحبة الناس والمسامحة ، ولا ينتظر عطفاً أو اهتماماً أو شفقةً من الآخرين ، وبذلك يختم الإنسان حياته بوفاة طيبة وجميلة.
بعض الناس يسألون عن ألم الموت عندما تفارق الروح الجسد ، حيث تسمى هذه اللحظات بالمنازعة بسبب نزع الروح عن الجسد ، وكان الناس يجتمعون حول من ينازع ليدعوا له بأن تؤخذ روحه بسهولة وسرعة دون ألم ؛ ويرتاح الجميع عندما تصعد روحه الى السماء . والحقيقة لا يمكن لأحدٍ أن يُجيب على هذا السؤال بشكلٍ مؤكّد ، لأنّ من مات لا يعودُ للحياة الدنيا ليخبرنا عن شعوره بِدقّة عند الإحتضار وخروج الرُّوح . قد يكون الموت مؤلماً ، وقد يكون راحةً من آلام الجسد قبله ، والتي تنتج من أسباب عضوية تسبقُ مرحلة خروج الرُّوح، وترتبطُ بأعراض تلَفِ الأعضاءِ والأنسجة الحية.
وسيبقى الموت أمراً مُحيّراً للعقل الإنساني مهما كان هنالك من نظريات وتطمينات ، وأسوأ ما فيه انتظاره والخوف منه وليس حدوثه؛ ولا شكّ أن التحرّر من الخوف من الموت يـُمكن أن يضمن لنا قدْراً كبيراً من الطُّمأنينة النفسية والأمل بالأيام القادمة. الحياةُ نفسُها قد تؤلم أكثر من الموت الذي ينهي الشّعور بالمكابدة والألم والعناء . إن غياب الإدراك في السّاعات الأخيرةِ للاحتضار يجعل طريق النهاية إلى الموت سالكة بسهولة ويُسر.
يجب علينا ألا نجعل التفكير في الموت يقلل من اهتمامنا بالحياة ، وأن نفكر بالموت على انه الحقيقة الحتمية التي لا مفر منه ، وأن ننتظر ذلك اليوم بإيجابية ، وأن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً ، وننظر إلى الحياة وكأنها استمرارية لا انقطاع فيها ، سواء كنا فيها أو تركناها ، فالحياة لا تختفي من الوجود أبداً ، لأنها تنتقل من جيل إلى جيل : من الآباء إلى الأبناء.
مشاهدة التقدم بالعمر والخوف من الموت د يوسف العجلوني
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ التقدم بالعمر والخوف من الموت د يوسف العجلوني قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة السوسنة وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، التقدم بالعمر والخوف من الموت / د.يوسف العجلوني.
في الموقع ايضا :
- التعادل السلبي يحسم الشوط الأول بين ليستر سيتي وليفربول
- الموعد والقنوات الناقلة لمباراة نهضة بركان وشباب قسنطينة
- إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة عاجل