كيف يستغل مودي وحزبه العلم الزائف لتعزيز القومية الهندوسية؟ ...الأردن

ساسة بوست - اخبار عربية
كيف يستغل مودي وحزبه العلم الزائف لتعزيز القومية الهندوسية؟

صاغ العالم البريطاني فرانسيس جالتون مصطلح علم تحسين النسل، والذي يهدف إلى تحسين جينات الأنواع البشرية، إذ بنى أفكاره على نظرية داروين في التطور، ليقترح أن تزاوج الأجناس المتفوقة ستنجب رجالًا متفوقين دون عيوب وراثية.

ورغم اعتراض داروين على تلك الأفكار، فإن المجتمع العلمي في بريطانيا أغرته النظرية وبدأ في مناقشة تقنيات تساهم في تحسين النسل البشري، وفي تلك الأثناء لوحظ أن فكرة تحسين النسل ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالحركات التقدمية.

    تبنته ألمانيا والولايات المتحدة عام 1910، على يد عالم الأحياء تشارلز دافنبورت والأب الروحي لحركة تحسين النسل الأمريكية.

    صنف المجتمع العلمي الأمريكي علم تحسين النسل بأنه علم زائف بعد الحرب العالمية الثانية، لأن العديد من الصفات التي سعى لتجنبها لم تكن صفات وراثية.

    وبعد ذلك التصنيف الصارم لتحسين النسل علمًا زائفًا، بأكثر من قرن، عاد ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند وحزبه «بهاراتيا جاناتا» الحاكم، في ظل تفشي القومية والخرافة في المجتمع الهندي، ليستغلا العلوم الزائفة في تعزيز القومية الهندوسية وتقسيم المجتمع الهندي.

    إنجازات متخيلة: الهنود القدماء والجراحة التجميلية

    ألقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خطابًا أثناء افتتاح مستشفيات «ريلاينس» في بومباي أمام مجموعة من الأطباء والمهنيين، عن ضرورة تحسين مرافق الرعاية الصحية في الهند، ثم تطرق إلى الحديث عن إنجازات الأسلاف والنصوص التي ترجح أن الهنود القدماء عرفوا الجراحات التجميلية وعلم الوراثة قبل آلاف السنين.

    فقد قال: «يجب أن نشعر بالفخر بالإنجازات التي حققتها بلادنا في مجال العلوم الطبية قديمًا، فقد قرأنا ما ورد عن كارنا -إله الحرب الهندوسي- في ملحمة المهابهاراتا، وإذا تأملنا نصوصها، سندرك أن كارنا لم يولد من رحم أمه، وهذا دليل على معرفة القدماء بعلم الوراثة، ولهذا تمكن كارنا من النجاة خارج رحم أمه»، ثم تابع: «نحن نعبد الإله غانيشا، لا بد أن أحد جراحي التجميل أجرى له جراحة تجميلية بوضع رأس فيل على جسم إنسان».

    مجموعة من الهندوس يحملون الإله «غانيشا» في مهرجان «غانيش تشاتورثي» مصدر الصورة: التلغراف

    تحكي ملحمة «المهابهاراتا» أن الآلهة «غانداري» خضعت لعملية إجهاض، فلفظ رحمها قطعة كبيرة من اللحم، وعندما رآها الحكيم دوي بيان فياس، أشار بقطع قطعة اللحم إلى 100 قطعة، وحفظ كل قطعة منفصلة في 100 خزان مليء بالسمن، عقب مرور عامين ولد الملك كامرافا.

    صرح رئيس جامعة كلية العلوم الاجتماعية في جامعة جواهر لال نهرو أديتيا موخيرجي لصحيفة «إن دي تي في» الهنديةـ معترضًا على آراء مودي بأن قال: «لا ينبغي لرئيس الوزراء أن يخلط بين التاريخ والأساطير، توجد العديد من الحكايات عن أشخاص خارقين، ويطيرون، لكن لا يمكن عدها جزءًا من التاريخ».

    تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، فعندما كان ناريندرا مودي حاكمًا لولاية غوجارات، كتب مقدمة كتاب «تيجو ماي بهارات-جمهورية الهند المجيدة»، ثم ألزم المدارس الابتدائية والثانوية بتدريسه، وهو كتاب ألفه الأمين العام السابق لمنظمة «شيشكا باتشاو إندولان ساميتي» الهندية اليمينية لتغيير توجهات التعليم الهندي، وإزالة المحتوى الذي يناهض القومية الهندية، ويؤذي مشاعر الهندوس، كما يتعامل الكتاب مع الأساطير الهندية بوصفها حقائق تاريخية.

    راقت تصريحات مودي للقوميين الهندوسيين المتعصبين، فقد أشار نائب رئيس جامعة «أندرا» في جنوب الهند «ناجيشور راو»، إلى الحكاية نفسها، للاستدلال على أن تقنيات الخلايا الجذعية والطائرات عرفتها الحضارة الهندية منذ آلاف السنين.

    وقال في خطابه في مؤتمر العلوم الهندي السنوي الذي عُقد عام 2019: «تبين لنا القصة أن الهنود القدماء اكتشفوا الأساس العلمي لعملية أطفال الأنابيب، فما حدث قبل آلاف السنين يدل على أن هؤلاء القوم كانوا متقدمين علميًّا، إذ تنص ملحمة المهاباترا على أن 100 بويضة قد خُصبت ووضعت في 100 وعاء فخاري، ألا يوحي ذلك بأن القدماء أجروا أبحاث الخلايا الجذعية منذ آلاف السنين»، وأضاف أن «قصة اللورد رام في ملحمة الرامايانا، دليل قاطع على أن القدماء امتلكوا الصواريخ الموجهة، فقد استخدم الإله رام أسلحة تطارد الهدف ثم ترتد مرة أخرى».

    احتقنت الأجواء داخل جمعية «المؤتمر العلمي الهندي»، وهي منظمة علمية رائدة في الهند تهتم بمناقشة القضايا العلمية، عقب انتشار هذه الآراء، فصرح السكرتير العام للجمعية، بريميندو ماثور، لوكالة «فرانس برس»: «إننا لا نؤيد آرائهم، وننأي بأنفسنا عن تصريحاتهم، وهذا مؤسف للغاية، لأن مثل هذه التصريحات تثير قلق المسئولين».

    تهدأ موجة الاحتقان عند هذا الحد، إذ أدانت، جمعية «بريكثرو ساينس»، وهي جمعية تعليمية خيرية هندية، ادعاءات «ناجيشور راو»، فأعربت عن استيائها من طرح هذه الآراء المتعصبة قائلة: «لقد تطورت أبحاث الخلايا الجذعية وأطفال الأنابيب والصواريخ المواجهة بتسلسل، ولا يمكن الوصول إلى أي إنجاز علمي دون اكتشاف النظرية المتصلة به، فبناء صاروخ موجه يتطلب كهرباء ومعادن وميكانيكا ورادارات وأجهزة استشعار للحركة، ولا يوجد أي دليل على أن الهند القديمة عرفت هذه الركائز الأساسية للمعرفة العلمية».

    وزراء يناهضون نظريات علمية مُثبتة

    انتقد عضو مجلس الشعب «ساتيا بول سينج» نظرية التطور، أثناء إلقائه خطابًا في مجلس الشعب الهندي حول مناقشة تعديل قانون حماية حقوق الإنسان، إذ قال: «لا أرغب بالإساءة إلى الذين يعتقدون أننا أبناء القردة، لكن وفقًا لثقافتنا إننا أبناء الريشي، وهم الحكماء أو العظماء المذكورون في العديد من النصوص الهندوسية الفيدية».

    وقد دأب «سينج» على القول إن نظرية التطور خاطئة علميًّا، واقترح تغييرها في المناهج الدراسية، وقد صرح للصحافيين في «أورانج آباد»، بأنه «منذ خلق الإنسان على الأرض وهو إنسان، ولم يذكر أسلافنا من قبل أنهم رأوا قردًا يتحول إلى رجل».

    دعَّم الأمين العام لحزب «بهاراتيا جاناتا»، رام مادهاف، تصريحات ساتيا بول سينج، وغرد على موقع «تويتر»، بمقال من موقع «evolution news»، يدعم حملة أمريكية تدعو إلى دراسة نظريات مناهضة لنظرية التطور.

    اعترض ألفا عالم على تصريحات سينج، ووقعوا عريضة تصفها بأنها «تصريحات مضللة وتفتقر إلى أي أساس علمي»، علاوة على ذلك رفض وزير التنمية والموارد البشرية، براكاش جافاديكار، خطط سينج لعقد مؤتمر حول نظرية التطور، وصرح لوكالة «برس ترست» الهندية قائلًا: «لقد طلبت منه عدم الإدلاء بمثل هذه التصريحات، لن نقوم بتمويل أي حدث ولا نية لدينا لعقد ندوة وطنية لإثبات خطأ داروين، هذا تخصص العلماء، وعلينا أن نفسح لهم المجال من أجل تقدم البلاد».

    ادعى وزير العلوم والتكنولوجيا، هارش فاردان، في افتتاحية «مؤتمر العلوم الهندي 105» في حضور حشد كبير من الباحثين والمهتمين بالعلوم، كان من ضمنهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أن عالم الكونيات ستيفن هوكينج قال إن حكماء الفيدا توصلوا إلى معادلة أفضل من معادلة «e = mc ^ 2» (الطاقة= الكتلة * مربع سرعة الضوء)  التي تلخص نظرية النسبية، وغرد على موقع «تويتر» مدافعًا عن تصريحه قائلًا: «كل عادات وطقوس الهندوسية تنبع من أسس علمية، وكل إنجاز هندي معاصر ما هو إلا امتداد لإنجازنا العلمي القديم».

    أثنى عالم الفيزياء جيجاثالا كريشنان، على الوزير هارش فاردان، وأقر بأنه سيصبح في المستقبل عالمًا أفضل من رجل الصواريخ عالم الفضاء الهندي «عبد الكلام».

    وتمادى كريشنان في تصريحاته، فشكك في فهم إسحاق نيوتن لقوة الجاذبية، وادعى أن أينشتاين ضلل العالم بنظريته النسبية، كما اقترح أن تسمى موجات الجاذبية بموجات ناريندرا مودي وعدسة الجاذبية باسم تأثير هارش فاردان.

    ساتيا بول سينج مصدر الصورة: إنديان إكسبرس

    وأثارت هذه التصريحات أيضًا استياء 37 أستاذًا جامعيًّا، من معاهد التعليم العليا، إذ أصبح المؤتمر العلمي صرحًا للأساطير والعلوم الزائفة، فكتبوا رسالة إلى رئيس جمعية الكونجرس الهندي للعلوم، ليكون أكثر حرصًا في اختيار المتحدثين.

    وجاء في نص الرسالة التي وقَّع عليها الباحثون: «نشعر بالانزعاج من الادعاءات العلمية الكاذبة المستندة إلى الأساطير، التي ذُكرت في مؤتمر العلوم الهندي، إن مثل هذه الادعاءات تشوه صورة الهند على مستوى العالم، فالقصص والملاحم ذات لغة شاعرية، وغنية بالقصص الخيالية والممتعة، التي تحمل مغزى أخلاقيًّا، لكنها لا تستند إلى أساس علمي، ونأمل أن تنتقوا المتحدثين المناسبين لمخاطبة الجماهير، والتخطيط بعناية لتعزيز قضية العلم في المؤتمر».

    بول البقر يشفي من السرطان

    تعد البقرة رمزًا مقدسًا في الديانة الهندوسية التي تتربع على رأس الديانات التي يعتنقها الهنود، فهي تمثل الخير الإلهي والأمومة في الطبيعة، ويُحرم ذبحها أو تناول لحمها، لذا لا يتوان الهنود عن إظهار كل التبجيل إليها، فيتبركون ببولها وبرازها، لكن هل يمكن أن يشفي بولها المرضى من السرطان؟

    صرحت بأن خليطًا من بول البقر ومنتجاتها الأخرى كان سببًا في شفائها من السرطان.

    وقالت: «كنت مريضة بالسرطان وعالجت نفسي بتناول بول البقر وأعشاب الأيورفيدا المختلطة من البانتشجافيا» (وهي خليط من خمس منتجات حليب البقر والروث والبول واللبن الرائب والسمن، تستخدم في الطقوس الهندوسية الدينية).

    التقليد مستمرة لأكثر من 5 آلاف عام وفق «الأيورفيدا» (تعاليم الطب البديل التي نشأت في شبه القارة الهندية).

    وعلى مر السنين، اقترح العديد من المؤمنين الهندوس أن شرب بول البقرة البكر له فوائد عظيمة وأن تناوله في الصباح الباكر على معدة فارغة يمكن أن يعالج الكثير من الأمراض، وفي عام 2014، كان هناك بعض الأشخاص الذين شهدوا أن بول البقر قد عالج أشخاصًا يعانون من مرض السكري والأورام والسل ومشكلات في المعدة.

    كتب جاديش بوراني، أحد مؤيدي العلاج ببول البقر، على موقعه الإلكتروني أن الكلمة السنسكريتية «شيفوما» تعني الماء المفيد، والتي تشير إلى الاستشفاء بالبول، كما أشار إلى أن الإله شيفا طالما أثنى على فوائده لزوجته بارفاتي، فقد ورد في نصوص الدمار تانترا، أن البول يشفي جميع الأمراض ويحافظ على الصحة والقوة.

    نصح بانكاج نارايان بانديت، مؤسس إحدي الجمعيات الخيرية في ولاية ماهاراشترا، بشرب معلقة صغيرة من بول البقر مرتين يوميًّا للتعافي من فيروس كورونا والسرطان، ونفى بانكاج وجود أية آثار جانبية لاستهلاك البول.

    انتشرت بعض الأبحاث العلمية التي تمولها الحكومة الهندية بأن لبول البقر قدرة شفائية، إذ زعم فريق من علماء التكنولوجيا الحيوية في جامعة جانجاد الزراعية أن بول البقر نجح في محاولتهم الأولى لقتل الخلايا السرطانية التي تم الحصول عليها، ورغم ذلك ما زال هذا البحث مشكوكًا في نتائجه، ولا يوجد دليل علمي على صحته.

    كبسولات من بول البقر، مصدر الصورة: مجلة ساينس

    غضب العلماء الذين لا يتبعون الإيديولوجية القومية الهندوسية من هذا البحث، وطالبوا الحكومة بعدم إهدار المال العام، في الوقت الذي يعاني فيه البحث العلمي في الهند من أزمة مالية، كما استهجن الأطباء هذا التصريح وتلك الادعاءات.

    فقال الدكتور بيسوا جيوتي، من مستشفى أرتميس، جورجاون: «لم أصف قط بول البقر لعلاج السرطان، كما أنه لا يوجد سجل مرضي يثبت أن شرب بول البقر أو غيرها من منتجات الأبقار تشفي المرضى، نحن دائمًا نصف الأدوية الكيمائية، وفي الواقع إن المرضى الذين يخضعون للعلاج البديل، تسوء حالتهم بشدة».

    قال رئيس وزراء الولاية الحالي تريفندرا سينج، إن البقرة هي الحيوان الوحيد الذي يمكنه استنشاق الأكسجين ثم زفره، لذا فإن العيش بقربها يعالج من مرض السل.

    رد سوما جزراي الأستاذ المساعد في قسم الحيوان بالجامعة الهندوسية على تلك التصريحات بقوله: «جميع الكائنات الحية بما في ذلك البقر، تزفر غاز ثاني أكسيد الكربون مع الغازات الأخري، وتستنشق الأكسجين».

    نستشف أنه عقب اكتساح حزب «بهاراتيا بها جايا» بأغلبية ساحقة، وتولي ناريندرا مودي رئاسة الوزراء عام 2014م، انتشرت العلوم الزائفة، وانحسرت قيمة العلم، إذ طالما اعتز الحزب بدعمه لقضية «الهندوتوفا»، وهي أيديولوجية هندوسية قومية شبه عسكرية، تسعى لإقامة دولة هندوسية قومية تعيد النظام الاجتماعي الهندوسي القديم. وتحول الهند من دولة علمانية إلى دولة هندوسية.

    ويعزو الأستاذ بي راجندران، في مركز جواهر لال نهرو للبحوث العلمية المتقدمة ببنغالور، انتشار هذه الخرافات والعلوم الزائفة إلى تقلص مساحة «المزاج العلمي»، وهو مصطلح أطلقه رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو على طريقة التفكير العقلانية والمنطقية والقدرة على الانفتاح، وقد حذَّر راجندران أيضًا من أن تقلص هذه المساحة سيقوض التقدم العلمي والتكنولوجي للهند، فكما ساهمت إيران في العصر الذهبي للإسلام، ها هي تختنق من قيود الأصولية الإسلامية، وفق قوله.

    قال أنوراغ ميهرا، المهندس الكيميائي والمحلل بمعهد الدراسات السياسية في «الأي الأي تي» ببومباي، إن الافتراض القائم على أن إزالة كل ما لا يتناسب مع القومية الهندوسية سيعيد الأمة إلى أوج قوتها، افتراض ساذج، فهو من الناحية السياسية علم زائف، وإضفاء الشرعية على هذه الإنجازات بوصفها علمًا، أملًا في أن نصبح عظماء مرة أخرى يثير السخط، والانقسامات بين المجتمع، فتمجيد الحقبة القديمة، يحمل رسالة ضمنية بأن المجتمع الهندي مجتمع طبقي مقصور على الهندوس. لذا فمن واجبنا أن ندحض هذه الادعاءات التي تجذب الكثير من الناس الذين لا يستطيعون التمييز بين الحقائق التاريخية والأساطير».

    حقوق إنسان

    منذ أسبوعين كيف استفاد النظام الهندي من الأزمة الأوكرانية لتعزيز قبضته الطائفية؟

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة كيف يستغل مودي وحزبه العلم الزائف لتعزيز القومية الهندوسية

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ كيف يستغل مودي وحزبه العلم الزائف لتعزيز القومية الهندوسية قد تم نشرة ومتواجد على ساسة بوست وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، كيف يستغل مودي وحزبه العلم الزائف لتعزيز القومية الهندوسية؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار