يبدو بوريطة وهو يتحدث إلى صحيفة لوبوان الفرنسية عقب زيارة إيمانويل ماكرون إلى الرباط واثقا من تحقيق تقدم في مهمته الجديدة التي ستكون عودة فرنسا إلى حديقتها الإفريقية ولاسيما بالساحل.
ومع أن رئيس الدبلوماسية المخزنية حاول خلال هذا الحوار الفصل بين الأهداف المغربية والفرنسية بخصوص الساحل إلا أن التقاطعات المتواجدة في هذا الملف والتي لن تغيب عن "غويتا وتراوري وتشياني" ستجعل رحلات بوريطة إلى إفريقيا مستقبلا محفوفة بالمخاطر.
وقال بوريطة أن "فرنسا (كما المغرب) منخرطة على مستوى المنطقة وتواصل تحقيق أهدافها ولكن وفق مقاربتها الخاصة" قبل أن يضيف بأن "الهدف المشترك يضل تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل في إطار الاحترام القوي لخيارات شعوبها والإرادة الراسخة للنهوض بتنميتهم."
ولأنه تلقى فعلا من نظيره الفرنسي التعليمات بخصوص هذا الملف يريد بوريطة أن يبدو مدافعا عن أطماح المجالس العسكرية الثلاث لا بل وشريكا لها في أطماعها حين يعرض ما يسمى المبادرة الأطلسية ويربطها مباشرة بمشروع الصحراء الفرنسية التي تهدد موريتانيا بالدرجة الأولى وباقي الإقليم.
ولكن ماهي مهام بوريطة الجديدة؟
يحمل رئيس الدبلوماسية المخزنية هذه المرة إلى جانب الملفات القديمة ملف إعادة فرنسا إلى حديقتها الإفريقية ولاسيما في الدول الثلاث النيجر ومالي وبوركينافاسو.
وتعاني فرنسا منذ وصول العسكر إلى الحكم في العواصم الثلاث وطرد قواتها من الساحل من صعوبة في التواصل مع الحكام الجدد الذين يظهرون بشكل واضح معاداتهم لفرنسا باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة وراعي الديكتاتوريات الافريقية في سنوات ما بعد الاستعمار.
فرنسا غائبة في الساحل
وإلى جانب ذلك، تسببت هذه الحالة في غياب تام لفرنسا في الساحل وهو ما أصبح يهدد ما بقي من مصالحها هناك. وفي هذه الحالة يبرز دور المغرب كمناول وكواجهة للمقاول من الباطن.
وفي هذا الصدد ذكرت إحدى القنوات الفرنسية أن الوضع في النيجر مثلا قد عرف في الأشهر القليلة الماضية تغييرات كبيرة ولاسيما مع إنزال لسفارة الفرنسية في نيامي للعلم الفرنسي بسبب المظاهرات العنيفة المناهضة للفرنسيين.
وزيادة على السفارة المغلقة بعد طرد السفير الفرنسي السابق سيلفان إيتيه تم غلق أبواب الملحقية الدبلوماسية ومدرسة لافونتين الثانوية الفرنسية.
وبخصوص هذه الوضعية الشاذة قالت الخارجية الفرنسية أن هذا سبب هذا الإغلاق هو "العوائق الخطيرة" التي يواجهها الفرنسيون في النيجر ولاسيما محاصرة السفارة وقيود السفر التي أدت في النهاية مثلا إلى نقل المركز الثقافي الفرنسي إلى نيجيريا المجاورة مع حمله لاسم جديد.
وبشكل أقل تبدو الوضعية في باماكو وواغادوغو أقل حدة لكن العمل الدبلوماسي والنشاطات القنصلية الأخرى تسير هناك أيضا ببطء شديد.
ومع أن القائم بالأعمال يدير مختلف النشاطات في هذه العواصم فإن وكالة التنمية الفرنسية قد أوقفت جميع مشاريعها في البلدان الثلاثة والتي تبلغ قيمتها 2 مليار يورو.
باماكو أولا
ومن المؤكد لن تكون نيامي في البداية، فالدبلوماسية الفرنسية تعول على الوزير المغربي من أجل الاقتراب من باماكو أولا.
ومن خلال استغلال الوضع المتأزم مع الجزائر من جهة، ومع مرتزقة فاغنر من جهة أخرى تقوم المقاربة الفرنسية على فكرة التواصل مع باماكو في البداية ولاسيما أن المجلس العسكري الذي يقوده غويتا يبدو أكثر تنظيما.
ومن خلال استعمال ورقة بازوم للمقايضة أو كوسيلة ضغط تحاول باريس إقناع نيامي بالجلوس على طاولة التفاوض بينما تناوش تراوري بالخلاف المفتعل على الحدود مع كوت ديفوار.
وعن بعد سيراقب الفرنسي (من تشاد وكوت ديفوار والصحراء الغربية) مساعي المغربي الذي ستكون مهمته كسر الجدار وإيجاد الثغرة في الحصن المنيع الذي أنشأته الدول الثلاث مؤخرا وهو اتحاد دول الساحل.
وبالمصالح الاقتصادية تارة، وبالقوة الناعمة تارة أخرى تعول باريس على خدمات الدولة الوظيفية في شمال إفريقيا من أجل إنهاك هذا المد الوحدوي الإفريقي الذي لا يخدم مصالحها ولا مصالح حلفائها ولاسيما بعد تبنيه لقيم الاستقلال، الوحدة والتضامن وهي أفكار يحاربها المستعمرون القدامى والجدد.
وفي جميع الحالات يعتقد اللاعب على رقعة الشطرنج أن الجغرافيا السياسية للمنطقة ستخدمه وأنه قد قام باختيار جيد لقطعه مع وضعها في موقعها المناسب. قبل أن يفاجئه النافذ الرئيسي داخل هذا الإقليم (الجزائر) ولا يبقي له، بيدقا أو فارسا، لا فيلا ولا قلعة ولا ملكا. كش ملك.
لطفي فراج
مشاهدة المهمة الجديدة لبوريطة عودة فرنسا إلى الساحل
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المهمة الجديدة لبوريطة عودة فرنسا إلى الساحل قد تم نشرة ومتواجد على الحراك الإخباري وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المهمة الجديدة لبوريطة: عودة فرنسا إلى الساحل.
في الموقع ايضا :
- موقع أمريكي: صواريخ اليمن استهدفت الدمام و أبوظبي وتل إبيب
- ياسين السقا يحتفي بفيلم والده الجديد.. عاد الملك
- طقس حار نسبيا حتى السبت
تابعونا على جوجل نيوز