الترافع الرقمي عن القضية الوطنية في الإعلام الإلكترونية ضروري لمواجهة أطروحة الخصوم..
مجلس الأمن الدولي كرست سمو مبادرة الحكم الذاتي وأقبر مخطط التسوية الذي يتضمن آلية الاستفتاء*العلم: الرباط
بحضور الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ نزار بركة، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، والأستاذ عبد الواحد الفاسي نجل الراحل علال الفاسي وعضو لجنة الأخلاقيات والسلوك، وعدد من مناضلات ومناضلي الحزب، وفاعلين إعلاميين، ألقى الأستاذ حسن عبد الخالق عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والسفير السابق درسا افتتاحيا في لقاء نظمته الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين يوم الثلاثاء 19 نونبر 2024 بالرباط، حول موضوع: "الاعلام المغربي وقضية الوحدة الترابية للمملكة.. نظرات متقاطعة". وقبل إلقاء الأستاذ عبد الخالق هذا الدرس، تقدم رئيس رابطة الصحافيين الاستقلاليين الزميل سعيد الوزان بكلمة تأطيرية، في بداية هذا اللقاء الذي أدارت فعاليته الإعلامية مريم بوتوراوت. وقد رحب الزميل الوزان بالحضور، وشكرهم على تلبيتهم دعوة الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين، كما توقف بإيجاز عند الأدوار الاستراتيجية التي يمكن أن يلعبها الإعلام بكل أنواعه خدمة للقضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة. ونظرا لأهمية مضامين مداخلة الأستاذ عبد الخالق نبقي عليها كما قدمها العارض. يعتبر الإعلام إحدى الأدوات الأساسية في مواجهة المخططات التي تستهدف الوحدة الترابية للمملكة ولا تقل المعركة في الساحة الإعلامية أهمية عن المعارك التي تخوضها بلادنا في الساحة الدبلوماسية ،بعد أن حسمت المعركة العسكرية ضد المشروع الانفصالي.
وفي غمرة النزاع المفتعل، كان الإعلام الوطني ولا يزال مدافعا عن القضية الوطنية، بما تنشره الجرائد اليومية و الأسبوعيات وقنوات التلفزة والإذاعة ،لكن مع تطور التكنولوجيا تطورت وسائل الإعلام وتعددت منابره التي أصبحت في جزء كبير منها إلكترونية ،مما طرح تحديا جديدا أمام الإعلام في كيفية خدمة القضية الوطنية.
شرعية الدفاع عن الحقإن القضية الوطنية التي تعني حق بلادنا المشروع في تثبيت وحدتها الترابية هي قضية بلد بأكمله بشعبه وقيادته، بينما هي في البلد المجاورفقط قضية نظام يطمع في إضعاف بلدنا وبسط نزعته للهيمنة في المنطقة، مما يمنحنا الشرعية للدفاع عن حقنا بكل السبل المشروعة، ومن بينها الإعلام ولذلك وجب أن يكون إعلامنا الوطني في مستوى الدور المنوط به ،يقظا في التصدي للإعلام المناوئ للموقف المغربي.
إن قضية الصحراء بالنسبة لنا نحن المغاربة قضية وجود، كما قال جلالة الملك محمد السادس، إنها قضية الدفاع عن كيان المغرب ووحدته ونمتلك بالتالي كل العناصر والمقومات للانتصار فيها وحسمها ، في مواجهة قضية نظام في بلد مجاور، لا يعلن الشعب فيه أن أولى انشغالاته هي مناصبة العداء للمغرب ووحدته الترابية، بل يريد الاستفادة من عائدات المحروقات والعيش الكريم وتجنب الطوابير بحثا عن المواد الغذائية ،التي يعاني ندرتها.
ويقتضي قيام الإعلام الوطني بدوره تكوين الإعلاميين المغاربة في ملف الصحراء المغربية وإطلاعهم على المستجدات المتعلقة بها، وتمكينهم من آليات الترافع في هذا الملف، علما أن هناك من يعتبر أن تكوين الصحفيين في القضية الوطنية هو في أهمية تكوين إفراد الجيش على استخدام الأسلحة المناسبة للدفاع عن الأرض المغربية.
الدفاع عن وجاهة الموقفوالمؤكد أن التزام الإعلام بالمهنية بالرصد والمتابعة والاستئناس بآراء الخبراء والمختصين في هذا الملف سيساهم في تقديم الخدمة المطلوبة للدفاع عن وجاهة الموقف المغربي، على ألا تقتصر وظيفة الصحافة على ترديد ما يصدر عن الفاعل الرسمي المسؤول في الداخل أو الدبلوماسي في الخارج من تصريحات ، بل تتعداها إلى القيام بكل المبادرات الضرورية ،من أجل مواجهة التضليل والأخبار الزائفة والمغالطات في هذه القضية وإطلاع الغير بحقائق الوضع في المنطقة.
ومن الضروري أن يكون الإعلامي المغربي متسلحا بالمعرفة القانونية والعلمية الأساسية لمواجهة الخصوم في بعض القضايا المثارة في النزاع المفتعل، أخص منها ،على سبيل المثال ،ثلاثة قضايا هي: أولا دفع خصوم بلادنا بضرورة تطبيق الأمم المتحدة آلية الاستفتاء لتمكين الشعب الصحراوي المزعوم من ممارسة الحق في تقرير المصير.
وفي هذا الصدد يصر الإعلام الجزائري طوال عقود النزاع ،على ترويج أطروحة نظامه القائمة على تحريف مبادئ وقرارات الأمم المتحدة، بادعائه أن تقرير المصير في الصحراء يقترن فقط بالاستفتاء، بينما لم تذكر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514، و 1541، و 2625، أية آلية من شأنها أن تفضي إلى تقرير المصير وتركت اختيار الآلية المناسبة لاستشارة السكان، للأطراف التي لديها كامل الحرية في تحديدها من خلال المفاوضات.
وسبق للممثل الدائم للمملكة في الأمم المتحدة، أن سجل أنه من أصل 64 حالة تتعلق بأراضي غير مستقلة أو تقع تحت الوصاية، تمت تسويتها من قبل الأمم المتحدة منذ سنة 1945، هناك أربعة فقط تم حلها عبر آلية الاستفتاء، و أن اثنتين من الحالات الأربع تسببتا في حروب أهلية، مما يدل على المخاطر التي تنطوي عليها هذه الآلية.
ومن المهم هنا تأكيد أن قرارات مجلس الأمن الدولي كرست سمو مبادرة الحكم الذاتي وأقبر مجلس الأمن مخطط التسوية الذي يتضمن آلية الاستفتاء ،التي ينادي بها النظام الدولي واقتصر مجلس الأمن في قراره 2756 الصادر في 31 أكتوبر المنصرم على القرارات التي أصدرها منذ سنة 2007 ،بما يؤكد سمو مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها بلادنا في تلك السنة وتنص في مادتها 27 على أن" یكون نظام الحكم الذاتي للجھة موضوع تفاوض، ویطرح على السكان المعنیین بموجب استفتاء حر، ضمن استشارة دیمقراطیة. ویعد ھذا الاستفتاء، طبقاً للشرعیة الدولیة ومیثاق الأمم المتحدة وقرارات الجمعیة العامة ومجلس الأمن، بمثابة ممارسة حرة من لدن ھؤلاء السكان، لحقھم في تقریر المصیر".الموقف الحازم للمغرب.
وتنصب القضية الثانية التي تروجها الآلة الإعلامية للنظام الجزائري على استغلال الثروات الطبيعية في الصحراء، في محاولة يائسة للمس بعدالة قضيتنا الوطنية ،بينما واقع الصحراء المغربية ينطق بصورة مخالفة، يطبعها إشراف جلالة الملك على إطلاق البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي بلغ غلافه المالي 80 مليار درهم، بهدف إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية، مستجيبا بذلك لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية، علما أن جلالة الملك أكد أنه منذ استرجاعها في 1975،يستثمر المغرب في صحرائه 7 دراهم مقابل كل درهم من مداخيلها ، في إطار التضامن بين الجهات وبين أبناء الوطن الواحد. كما أن مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة، سنة 1975، كانت أقل ب6 بالمائة من جهات شمال المغرب، وب51 بالمائة مقارنة بإسبانيا. أما اليوم، فهذه المؤشرات بالأقاليم الجنوبية، تفوق بكثير المعدل الوطني لباقي جهات المملكة.
وتتعلق القضية الثالثة التي يجب أن يتصدى لها إعلامنا الوطني ،بحقوق الانسان في المنطقة التي يحاول النظام الجزائري توظيفها في اتجاه حمل مجلس الأمن على أن يسند لبعثة المينورسو مسألة الإشراف عليها ومراقبتها، غير أن موقف المغرب الحازم أفشل هذا المخطط منذ 11 سنة، مستندا إلى أن بعض البعثات المماثلة للأمم المتحدة في بقاع العالم لا تمتلك هذه الصلاحية وإلى سجله في مجال احترام حقوق الإنسان ،مقابل ما تعانيه ساكنة مخيمات تندوف من اضطهاد وحرمان من أبسط حقوق اللاجئين في التنقل والعيش الكريم، علما أن الأمين العام للأمم المتحدة يحيط في تقاريره إلى مجلس الأمن، بجهود وإنجازات المغرب في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الصحراء المغربية وبالدور الكبير للجنتين الجهويتين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في العيون والداخلة ففي هذه الجهود.
حقائق مغربية الصحراءوفضلا عن هذه القضايا الثلاثة ، تطرق كتاب "مغربية الصحراء حقائق وأوهام حول النزاع"، الذي أصدرته الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني في 2019 إلى قضايا أخرى يمكن للإعلام الوطني أن يرافع بشأنها في مواجهة أطروحات خصوم الوحدة الترابية.
وسيكون العمل الإعلامي مجديا في الدفاع عن الوحدة الترابية بتسليطه الضوء على مظاهر التنمية في الأقاليم الجنوبية والدينامية التي تشهدها المنطقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مقابل الوضع المأساوي لمخيمات تندوف. وهنا وجبت العناية بالإعلام الجهوي وضمنه قناة العيون والإعلام الجهوي ،لمواصلة دوره في مواجهة الدعاية الانفصالية وتعزيز الوحدة وترسيخ الانتماء للوطن .
ولا بد أيضا من وضع قضية الصحراء في بعدها الوطني ، بالتركيز على التنمية التي يشهدها المغرب في جميع المجالات ودوره المحوري في المنطقة وفي القارة الإفريقية وتنوع علاقاته مع مختلف دول العالم، التي تعتبره شريكا موثوقا به .
ومن المفيد أن نستحضر دائما في تعاطينا إعلاميا مع قضيتنا الوطنية أنه من واجبنا مواجهة نهج الأذرع الإعلامية للنظام الجزائري في القطاع العمومي والمحسوبة على القطاع الخاص، القائم على إنكار وتبخيس كل المكتسبات التي تحققها بلادها في تثبيت وحدتها الترابية، ومن ذلك زعمها أن اعتراف الإدارة الأمريكية في عهد ترامب بمغربية الصحراء، هومجرد تدوينة في الفضاء الأزرق ،رغم تسجيله في الجريدة الرسمية الأمريكية وأنه لا قيمة لفتح قنصليات عامة لدول من القارة الإفريقية وغيرها في العيون والداخلة ولا قيمة أيضا للاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
وفي ظل الانتشار المحدود للصحف الورقية ، أصبح الترافع الرقمي عن القضية الوطنية في وسائل الإعلام الإلكترونية ضروريا لمواجهة أطروحة الخصوم بما يتطلبه من امتلاك لغات أجنبية و مهنية وتكوين معرفي، لمواصلة إبراز تطورات قضية الصحراء ،ارتباطا بما حققه المغرب من مكتسبات وحالة الاستقرار والتنمية في الأقاليم الجنوبية مع تسليط الضوء على الواقع المزري في مخيمات تندوف .
والمؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في إبراز واقع التنمية في المغرب و الوضع المعيشي الكريم لساكنة الصحراء ،كما سلطت الضوء على موجات تذمر واحتجاج سكان مخيمات تندوف.
ويجب تعزيز إحداث منصات رقمية للترافع عن القضية الوطنية بمختلف اللغات والابتكار في هذا الترافع بنشر المحتوى المصور الذي يكون بلغات أجنبية، وفي هذا الشأن تأتي دعوة أحد الأساتذة الجامعيين إلى تحويل الأوهام التي تضمنها كتاب "مغربية الصحراء.. حقائق وأوهام في النزاع " إلى أشرطة وثائقية وكبسولات رقمية وإخضاعها لمنطق التفاعل والتسويق.
الترافع الرقمي حول قضية الصحراء المغربيةومن المهم في هذا الشأن أن تواصل وزارة التواصل الإشراف على مبادرة التأهيل من أجل الترافع الرقمي حول قضية الصحراء المغربية، وأن تشمل أيضا الصحفيين ،لتعزيز قدراتهم في هذا المجال.
; وفي هذا الشأن يعرض الكاتب الصحفي سعيد رحيم بعض النصائح ،التي استخلصها من عمله مديرا لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء لثلاث سنوات في السمارة ويعتبرها أساسية في فعالية الإعلام الوطني في تناوله قضيتنا الوطنية ،هي أهمية التكوين الأكاديمي في التاريخ والسوسيولجيا المتعلقين بالمنطقة والممارسة الإعلامية بكل أجناس الكتابة الصحفية والإلمام بآليات الحرب الإعلامية وكيفية التعامل مع الأخبار والإشاعات التي تنتجها الجهات المعادية وعدم السقوط في دعايتها. وأذكر أن رحيم ألف قبل ثلاث سنوات رواية "حدائق الجنوب" التي اعتبرها بعض النقاد من الروايات التي اشتغلت على الحرب الإعلامية ،المرافقة لقضية الصحراء المغربية.
وبالانتقال إلى التعاطي الإعلامي للنظام الجزائري مع المغرب وقضية وحدته الترابية، يتبين أن هذا النظام الذي يتحكم في كل دواليب المنظومة الإعلامية في الجزائر، من خلال التشريع واحتكار الإعلان، وطباعة الصحف، والإعانات المختلفة لوسائل الإعلام جعل من الحرب الإعلامية ضد القضية الوطنية ركنا أساسيا في عقيدة عدائه للمغرب ووحدته ...
مشاهدة ذ حسن عبد الخالق النظام العسكري يمنع الجزائريين من الحديث إيجابيا عن المغرب
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ ذ حسن عبد الخالق النظام العسكري يمنع الجزائريين من الحديث إيجابيا عن المغرب قد تم نشرة ومتواجد على جريدة العلم وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، ذ. حسن عبد الخالق: النظام العسكري يمنع الجزائريين من الحديث إيجابيا عن المغرب.
في الموقع ايضا :
- تدشين بدء التسجيل والقبول في مدرسة_المناهل_الأهلية_النموذجية بمديرية المشنة
- الأخضر يسعى لحسم التأهل لربع النهائي.. معلق مباراة المنتخب السعودي اليوم ضد ترينداد وتوباغو
- الديوان الملكي: وفاة صاحب السمو الأمير فيصل بن خالد بن سعود بن محمد آل سعود بن فيصل آل سعود