ناادن فيلدمان صحيفة «هآرتس» العبرية
ترجمة خاصة إيـاد الشرفـي / لا ميديا -
في ليلة 19 يوليو/ تموز، انقضت طائرة بدون طيار فوق شواطئ تل أبيب، مما أسفر عن مقتل يفجيني فريدر أثناء نومه على مقربة من مبنى السفارة الأمريكية. لقد فوجئت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بهذا الأمر. لم يكن أحد ليتصور أن طائرة صغيرة بطيئة كئيبة، انطلقت على مسافة تزيد عن 2000 كيلومتر (1200 ميل)، من اليمن، ستكون قادرة على التهرب من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، والتحليق حول تل أبيب، وقتل شخص واحد، وإصابة 10 آخرين، وإثارة الذعر.
لقد أظهر الهجوم القدرات العملياتية للحوثيين في اليمن الذين أصبحوا منذ الربيع العربي وكيلا ممولاً ومسلحاً بشكل جيد لإيران في صراعاتها مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل. كما أجبرت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية -التي تركت حتى ذلك الحين للولايات المتحدة وبريطانيا مهمة التوصل إلى رد عسكري على الحوثيين- على إدراك أن إسرائيل لا بد أن تجد حلولها الخاصة لهزيمة التهديد اليمني.
وأدركت إسرائيل أيضا أنها لن تكون قادرة على إرسال طائراتها المقاتلة في غارات طويلة ومكلفة على اليمن في كل مرة تنفجر فيها طائرة حوثية بدون طيار تبلغ قيمتها 20 ألف دولار داخل البلاد، وخاصة أن من المعتقد أن الحوثيين يمتلكون أحد أكبر مخزونات الطائرات بدون طيار في العالم. ولذلك، كان لزاما على إسرائيل أن تبحث عن بدائل أكثر كفاءة.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، اكتسبت بريطانيا وإيطاليا السيطرة على المجال الصومالي، فأقامتا أرض الصومال البريطانية -التي تقابل أرض الصومال الحديثة- كمحمية.
ومن بين هذه البدائل دولة صغيرة نائية، محرومة من الاعتراف الدولي، أصبحت خلال العام الماضي ساحة لصراع إقليمي متفجر، مليء بالمصالح الجيوسياسية. إن هذا المكان هو أرض الصومال، وهي منطقة تحكمها عشيرة عيسى المسلمة، والتي انفصلت عن الدولة الأم الصومال في عام 1991 وأعلنت استقلالها دون ضمانات دولية. ومنذ ذلك الحين، تحاول أرض الصومال الحصول على اعتراف الدول في حين تحصن نفسها ضد التهديدات الإقليمية، وفي المقام الأول الصومال، التي تسعى إلى استعادة السيطرة على الإقليم.
ولا يعترف القانون الدولي بأرض الصومال إلا باعتبارها منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الصومال، وحتى عام 2024 لم تعترف بها أي دولة كدولة مستقلة، باستثناء تايوان، وهي دولة غير معترف بها.
وهذا له آثار اقتصادية كبيرة. فلا تستطيع أرض الصومال المشاركة في التجارة الدولية، ولا تستطيع الحصول على مساعدات مالية من منظمات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولا بد أن تعمل كاقتصاد مكتف ذاتيا. ولهذا السبب، فإن أحد المجالات المزدهرة في الإقليم هو القرصنة البحرية.
يعود تاريخ المطالبة باستقلال أرض الصومال إلى العصر الاستعماري في أفريقيا. ففي أواخر القرن التاسع عشر، اكتسبت بريطانيا وإيطاليا السيطرة على المجال الصومالي، فأقامتا أرض الصومال البريطانية -التي تقابل أرض الصومال الحديثة- محمية. وفي الحرب العالمية الثانية، احتلت القوات البريطانية أرض الصومال الإيطالية، التي كانت آنذاك جزءاً من إيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني، فوحدت المنطقتين في دولة واحدة تعمل كوحدة سياسية داخل الإمبراطورية البريطانية. وفي عام 1960، نالت أرض الصومال المتحدة استقلالها وتأسست جمهورية الصومال. وأدى انهيار الحكومة المركزية في البلاد في عام 1991 والحرب الأهلية المستعرة إلى انفصال أراضي أرض الصومال عن الدولة الأم.
بالنسبة لأرض الصومال، فإن اعتراف إثيوبيا هو خطوة مهمة يمكن أن تساعد البلدان الأخرى في أفريقيا وخارجها على أن تحذو حذوها.
على عكس الصومال، التي عانت لعقود من الحروب الأهلية القاتلة وحكمت لجزء من هذه الفترة من قبل المليشيات الإسلامية، وخاصة حركة الشباب، تمكنت أرض الصومال، التي يبلغ عدد سكانها 6.2 مليون نسمة، من ترسيخ نظام ديمقراطي فعال، بما في ذلك الانتخابات العادلة والحرة والمؤسسات الديمقراطية المستقرة، دون إراقة دماء. إن الفوضى النموذجية لمقديشو، عاصمة الصومال، تتناقض بشكل حاد مع سلمية هرجيسا، عاصمة أرض الصومال.
يمكن القول إن إسرائيل وأرض الصومال متشابهتان في طريقتين أساسيتين: كلاهما ديمقراطيات صغيرة وضعيفة، تقع في مناطق مليئة بالأنظمة الاستبدادية والحروب القاتلة. كما يعاني كلاهما من قضايا السيادة تجاه المجتمع الدولي، وكلاهما لديه أعداء يسعون إلى تدميرهما.
الخطوة الإثيوبية
في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد موقع «ميدل إيست مونيتور» الإخباري الموالي لقطر بأن إسرائيل اقتربت سراً من أرض الصومال، الواقعة عبر خليج عدن من مدينة عدن اليمنية، بمقترح من شأنه أن يخدم الطرفين: ستنشئ إسرائيل قاعدة عسكرية في أرض الصومال تسمح لها بمهاجمة وردع أهداف الحوثيين، في مقابل الاعتراف الرسمي بالبلاد والاستثمارات المالية فيها.
وفقاً للتقرير، الذي يعتمد على مصادر دبلوماسية، فإن الإمارات تتوسط بين البلدين، ولم تقنع أرض الصومال بالسماح ببناء القاعدة العسكرية فحسب، بل ستمولها أيضاً. إن الإمارات، الموقعة على اتفاقيات إبراهيم 2020 مع إسرائيل، لديها مصلحة واضحة في مثل هذه الصفقة، حيث أصبح الحوثيون يشكلون تهديداً أمنياً لها أيضاً، ومن المؤكد أن القوات العسكرية الإسرائيلية في أرض الصومال ستساعدها في محاربتهم.
في السنوات الأخيرة، سمحت أرض الصومال للإمارات باستخدام ميناء بربرة ومطارها كقاعدة لنشاطها العسكري في اليمن، مقابل استثمار إماراتي بقيمة 440 مليون دولار في ميناء بربرة، وفقًا لوسائل إعلام أجنبية. تأتي وساطة الإمارات في أعقاب تعاونها العسكري مع إسرائيل، حيث ورد أن الدولتين أنشأتا قاعدة عسكرية استخباراتية مشتركة في أرخبيل سقطرى، إحدى أكثر جزر العالم بعدًا وتنوعًا بيئيًا، وتقع في خليج عدن بالقرب من اليمن.
يشير أحمد فيفا ريندي، الباحث في معهد الشرق الأوسط بجامعة ساكاريا التركية، والذي كان أول من أبلغ عن الاتصالات بين إسرائيل وأرض الصومال، إلى أن «هناك العديد من المزايا لإسرائيل في الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة».
«تشمل هذه المزايا تعزيز أمنها القومي، ومواجهة التهديدات الإقليمية، وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتحسين العلاقات الدبلوماسية، ودعم الحكم الديمقراطي في المنطقة. وفي منطقة تتنافس فيها العديد من القوى على حصة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواردها، من المتوقع أن تدخل إسرائيل السباق من خلال شريك محلي أرض الصومال، والذي تستبعده العديد من البلدان».
بالنسبة للقوى الإقليمية المحلية، فإن موقع أرض الصومال في القرن الأفريقي يمنحها أهمية استراتيجية إلى جانب الجاذبية الاقتصادية. تقع اليمن عند مدخل مضيق باب المندب، الذي تمر عبره ثلث حمولات العالم البحرية، ويوفر لها ساحلها الطويل على طول الخليج إمكانية الوصول البحري المتنوعة إلى شرق إفريقيا والشرق الأوسط وبحر العرب ومن هناك إلى المحيط الهندي.
العنصر الأكثر أهمية في هذا النسيج البحري هو مجال البحر الأحمر، الذي أصبح خلال العام الماضي نقطة محورية للتوتر الدولي بسبب هجمات الحوثيين على طرق الشحن في البحر الأحمر والتي تؤثر على التجارة العالمية بأكملها. في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اضطرت العديد من الشركات إلى وقف الشحن بالقرب من البحر الأحمر. كانت ميرسك هي الأولى، بعد أن هاجم الحوثيون سفينتين لها. وتبعتها شركة OOCL الصينية، وهاباغ لويد الألمانية، وسي إم إيه سي جي إم الفرنسية، وشركة ميديترينيان شيبينغ (MSC)، أكبر شركة شحن في العالم.
في 14 ديسمبر 2023 أعلن الحوثيون إغلاق مضيق باب المندب، وبعد شهر واحد بالضبط أطلقوا صاروخا من ميناء الحديدة اليمني على سفينة أمريكية، وتم إسقاط الصاروخ. وجاء إطلاق الصاروخ الحوثي بعد أن هاجمت القوات الأمريكية الميناء لتمكين استئناف حركة الملاحة البحرية المنتظمة. وواصل الحوثيون أنشطتهم الإرهابية إلى جانب جهودهم لضرب أهداف في إسرائيل باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
في 18 يوليو/ تموز، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا هجوما مشتركا على مطار الحديدة الدولي، وبعد يومين نفذ سلاح الجو الإسرائيلي هجوما على ميناء الحديدة بالتنسيق مع الأمريكيين والسعودية. كل هذا حدث على خلفية القلق الإسرائيلي من محاولات إيران الحصول على موطئ قدم في ساحة البحر الأحمر. وقد اتخذت هذه المحاولات شكل زيادة الأنشطة الإرهابية الحوثية فضلا عن وجود السفن الحربية والاستخباراتية الإيرانية.
المتنافسون الرئيسيون
على الرغم من التوترات مع الحوثيين، فإن إسرائيل ليست سوى لاعب ثانوي في الساحة المزدحمة بالمصالح حول أرض الصومال. اللاعبون الرئيسيون الثلاثة في الصراع هم الصومال وإثيوبيا وتركيا، مع مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والسودان وجيبوتي المجاورة أيضًا تحتفظ بأيديها في القدر. في الأعلى تحوم القوتان العظميان في العالم، الولايات المتحدة والصين.
الخوف الكبير هو أن تشتعل الأزمة التي نشأت بين الصومال وإثيوبيا حول مستقبل أرض الصومال في صراع دموي يجذب دولًا إضافية. وقد يحدث هذا في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران مع وكيلها الحوثي في اليمن، ووجود مليشيات إسلامية قاتلة في منطقة القرن الأفريقي، والتاريخ الدموي للصومال وإثيوبيا. وللبلدين تاريخ من الصراعات الإقليمية، بما في ذلك حربان في أواخر القرن العشرين.
كانت الخطوة التي أدت إلى نشوء الأزمة الحالية بينهما قد حدثت في اليوم الأول من عام 2024. فقد وقعت إثيوبيا، التي تحد الصومال ولا تتمتع بأي منفذ بحري، اتفاقية تاريخية مع أرض الصومال تمنحها إمكانية الوصول إلى خليج عدن عبر ميناء بربرة، في مقابل اعتراف إثيوبيا في نهاية المطاف باستقلال أرض الصومال.
بالنسبة لإثيوبيا، التي تنظر إلى نفسها كقوة إقليمية في أفريقيا ولكنها تعاني من ضعف اقتصادي وفقر واسع النطاق، فإن الوصول إلى البحر هو مفتاح مهم للنمو المالي والقوة الجيوسياسية الأكبر. مع أكثر من 130 مليون نسمة، تعد هذه الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم بدون منفذ بحري.
تسمح الاتفاقية لإثيوبيا باستئجار قاعدة بحرية عسكرية في ميناء بربرة والتجارة منها. وذكرت وكالة فرانس برس أن أرض الصومال وافقت على تأجير 20 كيلومترا (12 ميلا) من ساحلها لإثيوبيا لمدة 50 عاما، والسماح لإثيوبيا بإنشاء قاعدة بحرية وميناء تجاري هناك.
كما أصبحت هذه الخطوة ممكنة بفضل الإمارات، التي كانت تعمل على تطوير ميناء بربرة في السنوات الأخيرة لصالحها.
مشاهدة مخطط إماراتي laquo إسرائيلي raquo لإنشاء قاعدة عسكرية في laquo أرض
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مخطط إماراتي إسرائيلي لإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال للتصدي لـ الحوثيين قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة لا وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مخطط إماراتي - «إسرائيلي» لإنشاء قاعدة عسكرية في «أرض الصومال» للتصدي لـ«الحوثيين».
في الموقع ايضا :
- مؤتمر اسطنبول البرلماني يؤكد دور الوصاية الهاشمية في الحفاظ على هوية القدس
- طيارون إسرائيليون يروون ما خفي من حرب غزة عاجل
- حماس تجدد استعدادها للتوصل لاتفاق ينهي العدوان على غزة عاجل