لم تشهد السينما السعودية من قبل هذا القدر من الانصهار بين الجمهور وشخصياته. فبعد أسبوع واحد فقط من عرضه، استطاع فيلم "هُوبَال" أن يخترق قلوب المشاهدين، ليصبح حديث الساعة في كل مكان. وكأن الفيلم قد فتح نافذة على عالم آخر، عالم من الأحاسيس المشتركة والتجارب الحياتية التي وجد فيها الجمهور انعكاسًا لذاته. هذه الظاهرة النادرة، التي تجاوزت كل التوقعات، تؤكد أن السينما السعودية قادرة على إنتاج أعمال فنية تلامس أعمق أوتار المشاع.
عقب مشاركته في عدة مهرجانات فنية، حيث حصل على إعجاب الجمهور والنقاد، يخوض الفيلم الآن تجربة جديدة في دور العرض التجارية. يبقى السؤال حول ما إذا كان سيحقق نفس النجاح الذي وجده في المهرجانات، وهو ما سيتم تحديده خلال الأيام القادمة. سنستعرض في السطور المقبلة تفاصيل عن الفيلم وما يعزز فرص نجاحه في المنافسة التجارية.
يدخل "هُوبَال" المنافسة التجارية مجهزاً بعناصر جذب تجعل منه واحداً من أبرز المفاجآت السينمائية المنتظرة في عام 2025. شهد الفيلم عرضه الأول في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث تحمل صناعه وأبطاله آمالاً كبيرة في نجاحه تجارياً، مستذكرين مشاهد الازدحام والإشادات التي حصل عليها أثناء عرض المهرجان.
تدور أحداث الفيلم في السعودية بعد حرب الخليج الثانية، حيث تسلط الضوء على عائلة بدوية تختار العزلة في عمق الصحراء، وذلك بسبب اعتقاد "الجد ليام" (إبراهيم الحساوي) بقرب قيام الساعة نتيجة ظهور علامات تؤكد مزاعمه.
تتعرض هذه العزلة لاختبار صعب عندما تصاب حفيدته بمرض مُعدٍ، مما يتطلب عدم الاقتراب منها. في إطار سري، تحاول والدتها (ميلا الزهراني) تحدي قوانين الجد لإنقاذ ابنتها، وهو ما يواجه معارضة قوية من زوجها "شنار" (مشعل المطيري).
الناقد السينمائي أحمد العياد كان من الأوائل الذين حرصوا على متابعة ردود فعل الفيلم منذ يومه الأول في دور السينما، حيث توقع له تحقيق نجاح تدريجي وزيادة في الإيرادات في الأسابيع القادمة، بالإضافة إلى منافسة قوية مع أفلام أخرى تُعرض في نفس التوقيت.
على الرغم من أن العائلة اختارت العزلة في الصحراء، إلا أن المطيري يشير إلى أن "هُوبَال" لا يمكن تصنيفه ضمن سينما الصحراء بالمفهوم التقليدي، بل يتمتع بتصنيف مختلف. ويرى أن الفيلم يتناول فترة التسعينات، مع تأكيده على أن الشخصيات لم تنفصل تماماً عن المدينة، حيث كانت حياتهم مرتبطة بالتجارة والأسواق.
ويؤكد المطيري أن الصحراء كانت اختياراً ضمن القصة وليس واقعاً مُسلماً به، مشيداً بكيفية تعامل المخرج مع تفاصيل الحياة الصحراوية بدقة، مما أعطى الفيلم عمقاً واقعياً. ويعتقد المطيري أن هناك الكثير من الحكايات المستلهمة من الصحراء تنتظر المعالجة السينمائية.
وفقاً للأرقام التي أعلنها منتجو الفيلم، يُحقق "هُوبَال" مبيعات مذهلة تصل إلى عشرة آلاف تذكرة يومياً، مما يجعله في طريقه لتحقيق أرقام قياسية في السينما السعودية. يُعرض الفيلم في عشرة عروض يومياً في الرياض، مما يعكس الإقبال المتزايد على مشاهدته.
"هُوبَال" هو تعاون جديد بين المخرج عبد العزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل، ويضم مجموعة من الممثلين المميزين مثل إبراهيم الحساوي، ومشعل المطيري، وحمدي الفريدي، ودريعان الدريعان.
خلال فترة التصوير، خضع فريق العمل لتجربة الحياة في الصحراء، حيث تم تدريبهم على لهجات أهلها. تعكس هذه الجهود التزامهم بتقديم عمل يعكس التنوع الثقافي والبيئي في السعودية، مما جعل "هُوبَال" يُعتبر ملحمة سينمائية بامتياز، كما وصفه بعض النقاد.
برس بي - زينب ياسر
في الموقع ايضا :
- بكلمات مؤثرة.. حاجة مصرية تروي معاناتها لتحقيق حلم الحج
- موازين يعد جمهوره بدورة “زاهية” في عشرينيته
- نيجيريا تدعو لتمويل خط الغاز نحو المغرب بـ25 مليار دولار