لماذا أصبحت عملات الشرق الأوسط نقطة جذب للمتداولين من جميع أنحاء العالم؟

اخبارنا برس بي - أقتصاد
لماذا أصبحت عملات الشرق الأوسط نقطة جذب للمتداولين من جميع أنحاء العالم؟

لقد تطور مجال التداول في الشرق الأوسط من مجرد مجتمع صغير مبتدئ ليصبح مؤسسة قوية في سوق الفوركس العالمي. حيث أظهرت نسب التداول المؤخرة نموًا ملحوظًا بنسبة 50% على أساس سنوي منذ عام 2011. حتى أصبح سوق عملات التجزئة في منطقة الشرق الأوسط الآن 8% من إجمالي نسب تداول الفوركس على مستوى العالم، والذي بلغ 5.3 تريليون دولار في شهر إبريل عام 2013. حيث لم يُعد اقتصاد الشرق الأوسط معتمدًا فقط على عائد النفط، بل يبحث عن طرق جديدة لربح المال وهذا سيساعد في جعل العملات ذات قيمة أقوى في مجال الفوركس العالمي وظهور منصة التداول الجديدة يوم بعد يوم. وقد لعبت الجهود المبذولة في التنوع الاقتصادي والإطارات التنظيمية المتقدمة في المنطقة أدوارًا رئيسية في هذا التطور. لذلك، هيا بنا لنقوم بإلقاء نظرة فاحصة حول الأسباب التي جعلت عملات الشرق الأوسط أمرًا جذابًا للمستثمرين من جميع أنحاء العالم وأمثلة على بعض الدول في هذه المنطقة وكيف تطور تطبيق التداول في كل من هذه الدول.

برنامج "رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030" على استقرار الريال

يُعتَبَر برنامج "رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030" هو أساس التحول الاقتصادي الذي شهدته مما جعل الريال السعودي عملة أقوى في سوق الفوركس. تهدف هذه الاستراتيجية إلى جعل المملكة العربية السعودية قوة استثمارية عالمية من خلال استخدام إمكانات استثمار قوية لتعزيز الاقتصاد وخلق المزيد من مصادر الدخل المتنوعة.

ويلعب القطاع المالي لهذا البرنامج دورًا حاسمًا في خلق فرص تمويل واستثمار مختلفة تجعل مكانة الريال أقوى في السوق التجاري، بعض هذه الأدوار تشمل:

    دفع الشركات الكبرى للنمو على المستوى العالمي.

    تسهيل حصول الشركات الصغيرة والمتوسطة على التمويل بهدف تحقيق 20% من إجمالي التمويل بحلول عام 2030.

    بيع الأصول التابعة للدولة لخلق مصادر دخل جديدة.

    وقد انتهى برنامج الاستدامة المالية قبل الموعد المحدد وتم إنشاء هياكل إدارة مالية دائمة حافظت على استقرار عملة الريال حتى الآن. كما زادت الإيرادات المالية إلى 458 مليار ريال سعودي في عام 2023، ارتفاعًا من 186 مليار ريال سعودي في عام 2016، وبالطبع فإن هذا التحول يشكل قفزة أقوى في الاقتصاد ويحافظ على استقرار عملة الريال في سوق الفوركس.

    تطور القطاع المالي في الإمارات العربية المتحدة يجعل الدرهم أقوى

    لقد نما القطاع المالي في الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ، وهذا جعل الدرهم عملة أكثر جاذبية لمتداولي الفوركس وخاصةُ على منصة التداول Exness. حيث ارتفع إجمالي أرباح التجارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 11.9% في عام 2023 مقارنةً بعام 2022، ليصل إلى 2,426 مليار درهم. ومن خلال متابعة المتداولون لسعر صرف الدرهم، فقد ارتفع سعر الصرف الفعلي بنسبة 4.2% في أبريل 2024 مقارنةً بالعام الماضي. هذا بفضل انخفاض التضخم مقارنةً بالشركاء التجاريين الآخرين. كما يتولى مركز دبي المالي العالمي الآن أصول بقيمة 105 مليار درهم، مما يساهم في بناء ثقة المتداولين بعملة الدرهم الإماراتي.

    مميزات التداول في دورات الفوركس العالمية

    تعمل أسواق الفوركس على مدار 24 ساعة في اليوم، خمسة أيام في الأسبوع، مع ثلاث جلسات تداول رئيسية: آسيا والمحيط الهادئ، أوروبا، والولايات المتحدة. تساعد هذه الاستمرارية على تسهيل الصفقات المالية بين البلدان والسماح للمستثمرين بالاستفادة من التغيرات التي تحدث في قيم العملات المختلفة عن طريق تعديل استراتيجياتهم حسب حالة السوق المختلفة والتفاعل مع الأحداث العالمية على تطبيق التداول في أي وقت. تحتل منطقة الشرق الأوسط مكانة رئيسية في قائمة تداول الفوركس على مستوى العالم، ويزيد موقعها من سهولة الوصول إلى الأسواق، حيث تربط المنطقة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وتربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. شكلت هذه الميزة الطبيعية دورها كمركز تجاري، وبذلك أصبح الشرق الأوسط مقرًا حيويًا لصفقات الفوركس العالمية وبالطبع عملات دول الشرق الأوسط، حيث أظهرت نموًا ملحوظًا في عمليات التداول.

    استراتيجيات استقرار ربط العملة

    تعمل فكرة ربط العملة كعوامل استقرار رئيسية للعالم الاقتصادي الخاص بالشرق الأوسط، وكذلك تحافظ معظم دول مجلس التعاون الخليجي على أسعار صرف ثابتة لعملات دول الشرق الأوسط مقابل الدولار الأمريكي. حيث تبنت هذه الدول مثل هذه الترتيبات منذ عقود لكن تم اعتمادها رسميًا في عام 2003. ويجذب هذا الأساس المالي مستثمري الفوركس الذين يبحثون عن عوائد يمكن التنبؤ بها عند تقلب الأسواق العالمية.

    مقارنة بين عائد أرباح الشرق الأوسط مقابل الأسواق الأخرى

    تقدم صفقات التداول الشرق الأوسط مزايا أفضل عن غيرها من الأسواق الأخرى بسبب عوائدها التي تم تعديلها حسب المخاطر. حيث تبلغ أرباح الأسواق المحلية من الأسواق الناشئة حوالي 7%، وهو ما يزيد بنحو 400 نقطة أساس عن سندات الخزانة الأمريكية. هذا يخلق فرصًا أكبر لمتداولي الفوركس لأن الأسواق الناشئة تميل إلى التفوق على سوق السندات الأمريكية عندما تكون عوائد ديونها المحلية أعلى من سندات الخزانة الأمريكية. كما شهدت أسواق الدخل الثابت في دول مجلس التعاون الخليجي انخفاضًا ثابتًا في هوامش الائتمان مما يعكس النمو الاقتصادي الإيجابي وثقة المستثمرين.

    مميزات عمليات التداول بعملات الشرق الأوسط عن الأسواق الناشئة الأخرى

    توقعات نمو قوية: حيث أنه من المتوقع أن تنمو المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بأكثر من 4% سنويًا حتى عام 2028 - أي أعلى بنحو 1.5 مرة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

    الخصائص الدفاعية: حيث أظهرت السندات الخليجية قوة حتى عندما انخفاض أسعار النفط.

    تصنيفات ائتمانية قوية: حيث تحتفظ العديد من دول مجلس التعاون الخليجي بتصنيفات استثمارية، على عكس الأسواق الأخرى.

    الاستقرار المالي: حيث تعاني دول مجلس التعاون الخليجي من عجز في الحساب الجاري أقل من الأسواق الناشئة الأخرى، مما يساعد على مواجهة ضغوط سوق الفوركس بقوة، وبذلك ستخلق هذه المزايا فرصًا أفضل للتداول.

    تأثير صندوق الثروة السيادية على أسواق العملات في الشرق الأوسط

    أصبحت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط قوة مستقرة في أسواق الفوركس العالمية. حيث تعمل احتياطيات هذه الصناديق الضخمة كمرتكزات للعملة أثناء التقلبات الاقتصادية. وقد قام عمالقة الاستثمار في جميع أنحاء المنطقة ببناء أصول بقيمة 47.74 تريليون درهم إماراتي بدايةً من عام 2024. تسمح هذه القوة المالية بتشكيل تقييمات العملات وأنماط التداول من خلال توظيف رأس المال.

    كيف توفر صناديق الثروة السيادية الدعم أثناء التقلبات الاقتصادية؟

    تظهر صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط قدرات لا مثيل لها في تحقيق الاستقرار في أسواق العملات عندما حدوث ضغوط اقتصادية من خلال ما يلي:

    البحث عن باستثمارات استراتيجية عند انخفاض قيم العملات في الأسواق وتراجع المستثمرون الآخرون.

    توفير سيولة حيوية أثناء ضغوط السوق.

    التعامل مع صفقات العملات الكبيرة دون التسبب في حدوث تقلبات مفرطة.

    الحفاظ على استقرار قيم العملة المحلية من خلال الإجراءات المستهدفة.

    كما تسعى البنوك المركزية ومتداولي الفوركس إلى متابعة أنشطة صندوق الثروة السيادية باستمرار، والتي يمكن أن تحرك حالة السوق بشكل مؤقت.

    كلماتنا الأخيرة

    وبعد أن رأينا كيف تحولت عملات الشرق الأوسط من لاعب هامشي لتصبح قوة رئيسية في سوق الفوركس العالمي. يأتي هنا دور صناديق الثروة السيادية الضخمة لتحقيق استقرار السوق داخل منطقة الشرق الأوسط من خلال التوظيف الدقيق لرأس المال. حيث تقوم أسواق الدخل الثابت بتوليد عوائد كبيرة وجذب تدفقات استثمارية ثابتة. وستستمر عملات الشرق الأوسط في تحقيق عوائد قوية متغيرة على الرغم من عدم انعدام المخاوف المستمرة.

     

     

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في أقتصاد


    اخر الاخبار
    قبل 3 ساعة و 6 دقيقة