عبدالله فهمي
مصفاة المازوت في حضرموت بحسب الكثيرون أنها تمثل إنجازاً مهماً في تعزيز استقرار خدمة الكهرباء وتنمية الموارد المحلية للمحافظة، المشروع الذي بدأته السلطة المحلية في حضرموت منذ نحو عشرين شهراً، يأتي في وقت حرج، حيث يعاني سكان المحافظة من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود، وأكدت السلطة المحلية بحضرموت أن الهدف من إنشاء المصفاة هو ضمان توفر مادة المازوت بشكل مستدام لتشغيل محطات توليد الكهرباء في الساحل، ما سيسهم في تقليل الاعتماد على استيراد الوقود من الخارج، وبالتالي فأن هذه الخطوة ستوفر مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة.
في أبريل 2024م، تم الإعلان عن نجاح التشغيل التجريبي لوحدة تكرير زيت الوقود الثقيل (المازوت) التي تم إنشاؤها بواسطة شركة بترومسيلة، وقد أكدت الشركة في بيان لها على أن هذا المشروع يعد جزءاً من خططها لتوسيع وتنويع أنشطتها بعد توقف تصدير النفط، مع تأكيد أن الإنتاج المحلي من المازوت سيسهم في تغطية احتياجات محطات الكهرباء في ساحل حضرموت، وبالتالي ضمان استقرار الكهرباء للمواطنين. كما أُعلن عن بدء ضخ أول شحنة من الوقود المكرر في مارس 2025م، وهو ما أثار موجة من التفاؤل لدى المواطنين بأن المشروع سيسد العجز في الكهرباء في المناطق التي تعاني بشكل مستمر من الانقطاع.
وتتزايد التوقعات بأن هذه المصفاة ستوفر لمؤسسات الطاقة في حضرموت كميات من الوقود تمكنها من تغطية احتياجاتها بكفاءة أكبر، ما سيقلل من معاناة المواطنين، وفي الوقت نفسه، يتطلع المواطنون إلى المزيد من المشاريع التنموية الموازية، مثل تعزيز خدمات الصحة والتعليم وتطوير البنية التحتية، خاصة في مجال الطرق والمواصلات، لضمان أن عوائد هذا المشروع تُستثمر بشكل يعود بالنفع على مختلف القطاعات.
ومع كل هذه التفاؤلات، هناك بعض الاستفسارات حول كيفية استمرار تدفق الوقود للمحطات بشكل مستدام، وهل ستتمكن هذه المصفاة من تلبية احتياجات الكهرباء في ظل زيادة الطلب خاصة في فصل الصيف؟ كما تبرز تساؤلات حول جدوى توسيع المشروع ليشمل إنتاج الغاز المنزلي وغاز السيارات في المستقبل، بالإضافة إلى دور السلطة المحلية في ضمان الشفافية في إدارة المشروع واستخدام عائداته بشكل يتناسب مع احتياجات المحافظة.
لطالما اعتبرت السلطة المحلية في حضرموت الشراكة مع شركة بترومسيلة نموذجًا يُحتذى به في استثمار الموارد المحلية، وتعتبرها خطوة أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة، وقد أكدت ذلك في عدة بيانات رسمية، وبحسب مراقبون فأن هذه الشراكة تتجاوز الأساليب التقليدية التي اعتمدتها السلطات السابقة، وتفتح آفاقًا واسعة للتحولات الكبيرة في قطاع الكهرباء والخدمات الأخرى، مضيفين ان استثمار السلطة المحلية بحضرموت مواردها من الديزل المدعوم في إنشاء مصفاة المازوت بالشراكة مع بترومسيلة خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود لمحطات كهرباء ساحل حضرموت.
ويرى أخرون ان شراكة السلطة المحلية بحضرموت وشركة بترومسيلة في إنشاء مصفاة المازوت ستعالج واحدة من أعقد القضايا في المحافظة المتمثلة في عدم توفر الوقود لمحطات التوليد بشكل مستمر، موضحين بأن مثل هذه الشراكات من شأنها أن تعزز دور السلطات المحلية في مواجهة التحديات في ظل المرحلة الراهنة التي تشهدها البلاد.
المصفاة.. نواة لتشغيل الكهرباء في مدن الساحل
في تصريح خاص لموقع السدة نيوز الاخباري، قال المدير العام لمكتب وزارة الأشغال العامة والطرق، المدير العام لمديرية مدينة المكلا المهندس صالح العمري، أن محطة مصفاة المازوت تعتبر النواة لتشغيل الكهرباء في مدن ساحل حضرموت، حيث تعتمد هذه المدن على محطتين رئيسيتين للدولة تعملان بوقود المازوت، وهما محطة الفقيد السقطري ومحطة الريان، والتي تمثل الثقل الأكبر في توفير الطاقة.
وأضاف في حديثه للموقع أن المصفاة تنتج حوالي مليون وخمسمائة ألف لتر يوميًاـ وبالنظر إلى القدرة الحالية لمحطات التوليد التي تعمل بوقود المازوت، فإنها تحتاج حوالي سبعمائة ألف لتر يوميًا، مما يعطينا فائضًا بحوالي ثمانمائة ألف لتر يوميًا، وبناءً على ذلك، يمكننا تشغيل ثلاث محطات توليد إضافية باستخدام المازوت لتغطية العجز في كهرباء ساحل حضرموت بشكل كامل، على أن يتم توفير الوقود بشكل مستمر من قبل شركة بترومسيلة.
وأعرب العمري، عن شكره لقيادة السلطة المحلية في محافظة حضرموت وقيادة شركة بترومسيلة على تنفيذ مثل هذه المشاريع التي تخدم المجتمع بشكل مباشر، والتي سيكون لها الأثر الملموس في حياة المواطنين.
وأردف في سياق حديثه، بأن حضرموت كانت تعاني لسنوات طويلة من عدم استقرار توفر وقود تشغيل محطات الكهرباء، وكنا دائمًا نبحث عن الوقود من مصادر خارجية، لكن مع وجود هذا المشروع، سنتمكن من ضمان استمرارية الوقود دون انقطاع في المستقبل، وتابع بأن مثل هذه المشاريع تدفعنا للتطلع إلى استكمال مشاريع أخرى في شركة بترومسيلة، مثل إنشاء منشأة لتوفير الغاز المنزلي وغاز السيارات، والتي تعد من المشاريع الاستراتيجية الهامة في المحافظة، معربا عن أمله في إنشاء مصفاة لمادة البترول لتغطية السوق المحلية.
وقال العمري، أن العائدات التي ستتحقق من إنتاج مادة المازوت محليًا وتقليل الاستيراد يجب أن تُوزع وفقًا للاحتياج في القطاعات المختلفة، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء، الذي يتطلب توسعة لمحطتي الريان والسقطري لتوليد طاقة لا تقل عن 200 ميجاوات، مع البحث عن محطات طاقة بديلة، ثم يأتي قطاع الصحة الذي يحتاج إلى دعم كبير لتحسين وتعزيز الخدمات المتاحة، وتمنى في السياق، إنشاء مستشفى مركزي في المناطق الشرقية ومستشفى رئيسي في مديريتي حجر والضليعة، وأخيرًا، يأتي قطاع الطرقات الذي يحتاج إلى دعم وتدخلات ملحة لتحسين بنيته التحتية.
المصفاة ستوفر للمحافظة مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة
وقال الدكتور محمد الكسادي رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية بكلية العلوم الإدارية جامعة حضرموت، لموقع السدة نيوز، إن إنشاء مصفاة للمازوت في محافظة حضرموت سيسهم بشكل كبير في توفير مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة التي كانت تُنفق لشراء المازوت من الخارج.. وأضاف أن هذه المصفاة تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي للمحافظة في هذا المجال الحيوي، حيث ستسهم في تلبية احتياجات السوق المحلي وتخفيف الاعتماد على استيراد المازوت من الخارج.
وأوضح الدكتور الكسادي أن المبالغ التي سيتم توفيرها من خلال الإنتاج المحلي للمازوت ستُستخدم في تحسين خدمات قطاع الكهرباء، خاصة في تغطية احتياجات المؤسسة من زيوت المحطات، التي تعتبر من المواد الأساسية لعمل محطات التوليد، كما سيتم توجيه جزء من هذه المبالغ لتوفير قطع الغيار اللازمة لصيانة مولدات الكهرباء، وهو ما سيسهم في تحسين أداء الشبكة الكهربائية في المحافظة.
وأشار أيضًا إلى أن هذا المشروع سيكون له دور كبير في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في حضرموت، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتعزيز قدرة المحافظة على مواجهة التحديات المتعلقة بالطاقة، وبفضل هذه الخطوات، يُتوقع أن تزداد قدرة المحافظة على تأمين احتياجاتها من الطاقة، ما سينعكس إيجابًا على جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية في المنطقة.
إنتاج المازوت محليًا خطوة لتقليل الاعتماد على الاستيراد
وفي حديثة لموقع السدة نيوز عن إنتاج مادة المازوت محليًا، وصف الصحافي صالح مبارك الجعيدي، بالخطوة الإيجابية خاصة إذا كانت ستساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتقليص التكاليف، مشيراً إلى أنه إذا تم توجيه هذا الإنتاج لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء بسعر مناسب فسيكون له أثر مباشر في تقليل الانقطاعات وتحسين استقرار التيار الكهربائي، مما سينعكس على تحسين الخدمات الأخرى المرتبطة بالكهرباء، مثل الصحة والمياه والاتصالات.
وقال حول القطاعات التي ينبغي توجيه العائدات لتطويرها، "العائدات التي ستتوفر من تقليل الاعتماد على المازوت المستورد يجب أن تُوجه إلى قطاعات استراتيجية مثل قطاع الكهرباء لتطوير البنية التحتية وإنشاء محطات جديدة تعمل بالطاقة المتجددة، قطاع التعليم لدعم الجامعات والمدارس، وتحسين بيئة التعليم والتأهيل المهني، قطاع الصحة لتوفير مستشفيات مجهزة وتطوير الخدمات الصحية، بالإضافة إلى الطرق والمواصلات لتحسين شبكة الطرق الداخلية وربط المدن والمناطق الريفية بالمراكز الحضرية، دعم المشاريع الصغيرة لتوفير فرص عمل وتشجيع الاستثمارات المحلية".
وبشأن تقييم دور السلطة المحلية وشركة بترومسيلة في هذا المشروع، أكد على أن قيادة السلطة المحلية بحضرموت وشركة بترومسيلة تستحقان الإشادة على هذه الخطوة، خاصة إذا تم تنفيذ المشروع بشفافية وكفاءة، مع ضمان الاستفادة المباشرة منه لخدمة أبناء حضرموت، وذكر بأن الأهم هو أن يستمر الالتزام بتطوير هذه المشاريع وعدم الاكتفاء بالإنجاز الأولي.
وبخصوص إن كانت تستحق هذه الخطوة الإشادة والدعم المستمر، فكان جواب الجعيدي نعم، تستحق الإشادة والدعم، مرفقا ذلك بشرط أن يكون هناك متابعة حقيقية لتأثيرها الفعلي على استقرار الكهرباء وتحسين الخدمات، وأن يتم استثمار العائدات بحكمة في مشاريع تنموية مستدامة.
وفي كلمة أخيره له، قال" أرى أن هذا المشروع يمكن أن يكون نقطة تحول إذا تم إدارته بشكل جيد، ولكن من الضروري أن يكون هناك إشراك للمجتمع في الرقابة والتقييم، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتحقيق التنمية الحقيقية في حضرموت".
مصفاة المازوت.. خطوة إيجابية يجب توسيعها
أعرب عبدالله جمال الحداد، أحد ملاك المحال التجارية في مدينة المكلا، لموقع السدة نيوز عن ترحيبه بمشروع مصفاة المازوت الذي يعتبر خطوة إيجابية نحو تحسين إمدادات الوقود لمحطات التوليد التي تعمل بالمازوت، وأشار إلى أن هذا المشروع يعد من الحلول الفعالة لتفادي انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في الطلب على الطاقة.
وأضاف الحداد أن استمرار تدفق الوقود للمحطات يعتبر أمراً حيوياً لاستقرار شبكة الكهرباء في المحافظة، وهو ما يساهم في تقليل معاناة المواطنين من الانقطاعات المستمرة التي تؤثر على حياتهم اليومية، داعيا السلطة المحلية بحضرموت إلى التحرك نحو قطاع الكهرباء لمعالجة كل الإشكالات القائمة.
وأكد الحداد أن توسيع نطاق هذا المشروع سيكون له تأثير إيجابي على تحسين الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون بشكل رئيسي، ومن شأنه أن يساهم في تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة ملائمة للاستثمار، وشدد على أهمية استمرار الجهود لتطوير البنية التحتية للطاقة، مع توفير حلول مستدامة لتلبية احتياجات المواطنين والمرافق العامة في المستقبل.
مشاهدة مصفاة المازوت إنجاز في مجال استقرار خدمة الكهرباء وتنمية موارد حضرموت
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مصفاة المازوت إنجاز في مجال استقرار خدمة الكهرباء وتنمية موارد حضرموت قد تم نشرة ومتواجد على السدة نيوز وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مصفاة المازوت إنجاز في مجال استقرار خدمة الكهرباء وتنمية موارد حضرموت.
في الموقع ايضا :
- كأس العالم للأندية : الهلال السعودي يتعادل سلبيا مع سالزبورغ النمساوي
- الديوان الملكي: وفاة صاحب السمو الأمير فيصل بن خالد بن سعود بن محمد آل سعود بن فيصل آل سعود
- مناظرة لانتداب تلامذة ضباط صف مباشرين لجيش الطيران.. الآجال وشروط الترشح