بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، تبرز الفنون التقليدية السعودية كجسر ثقافي يربط الأجيال ويجسد الهوية الوطنية بكل تفاصيلها، ومن هنا جاء تأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية ليكون أكثر من مجرد مؤسسة تعليمية، بل منصة وطنية لإحياء الإرث السعودي وتحويله إلى مصدر إبداعي وثقافي حي في ظل دعم حكومي متصاعد، وسعي حثيث لتوثيق وتطوير الموروث الثقافي، وأصبح المعهد لاعباً رئيسياً في المشهد الثقافي السعودي، عبر مبادرات نوعية تعكس فهمًا عميقًا لأهمية التراث كأصل حضاري ومورد معرفي واقتصادي مستدام، ومنذ انطلاقه عام 2020، لم يكتفِ المعهد بوضع الخطط، بل بادر بتفعيلها ميدانيًا عبر برامج ومبادرات أصيلة، من أبرزها برنامج «رحلة إرث»، الذي أعاد إحياء مفهوم التلمذة الحرفية التقليدية، يوفر البرنامج تجربة تعليمية مباشرة يتلقى فيها المتدربون المهارات من الحرفيين المحترفين في مجالات مثل السدو، الفخار، النحت، بأسلوب يحاكي طرق التعلم القديمة ويعزز استمرارية الحرف عبر الأجيال، ودشن المعهد هويته المؤسسية الجديدة «ورث»، والتي جاءت مستلهمة من عناصر بصرية تقليدية كالسدو، والآلات الموسيقية، ونقش الزهرة المستخدم في العمارة السعودية، والأزياء والتطريز، ويتجسد في الهوية التوازن بين الأصالة والموروث، حيث يربط بين الرموز التاريخية للمملكة، وبتناغم يعبر عن رؤية المعهد في أن تكون الفنون التقليدية حية، متجددة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، الشعار لا يمثل مجرد هوية بصرية، بل هو تعبير عن رسالة المعهد في صون التراث وإبرازه كقوة ناعمة تعزز من الانتماء والفخر الوطني، كما وسع المعهد نشاطه الجغرافي بافتتاح أول فرع له خارج الرياض في مدينة جدة، ليستوعب التنوع الثقافي الغني في المنطقة الغربية، ويوفر بيئة تعليمية وتمكينية تواكب احتياج المجتمع المحلي، وفي إطار تمكين الطلبة والمبدعين، وأقام المعهد معرض بنان، الذي عرض من خلاله طلابه مجموعة من الأعمال المستلهمة من الفنون التقليدية، في تجربة جسدت نجاح برامج التعليم والتأهيل التي ينفذها المعهد على أرض الواقع، ولم يتوقف النشاط عند الداخل، بل مد المعهد جسور التعاون الثقافي خارجياً، عبر توقيع اتفاقيات مع جهات أكاديمية دولية مرموقة مثل الكلية الملكية للفنون في المملكة المتحدة، بهدف تبادل الخبرات وتطوير مناهج تعليمية تتماشى مع المعايير العالمية، ما يفتح آفاق التعاون البحثي والتبادل الثقافي على مستوى عالمي، وأطلق المعهد مبادرة «مجتمع ورث»، التي تهدف إلى إحياء الفنون التراثية وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية من خلال دعم الممارسات الفنية التقليدية وتمكين المواهب المحلية في مختلف مجالات الفنون، وتسعى المبادرة إلى خلق مجتمع فني نابض يعكس روح التراث السعودي بلمسة عصرية، من خلال تسليط الضوء على الحرف اليدوية، والخط العربي، والزخرفة، والنحت، وغيرها من الفنون التي تعبر عن عمق الموروث الثقافي المحلي، وأكد معهد الفنون أن «مجتمع ورث» يأتي ضمن توجهاته الاستراتيجية للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، عبر تمكين الفنون الوطنية وتعزيز حضورها في المجتمع، مشيرًا إلى أن المبادرة ستوفر برامج تدريبية وورش عمل ومعارض فنية ومساحات إبداعية لعرض أعمال الفنانين والحرفيين، بالإضافة إلى شراكات مع جهات محلية ودولية تهتم بالفنون والتراث، ويأتي «مجتمع ورث» كمنصة جامعة للفنانين والمهتمين بالفنون التراثية، لتعكس التنوّع الثقافي الغني في المملكة، وتفتح المجال أمام جيل جديد من المبدعين ليحملوا راية التراث بروح المستقبل، ويؤكد المعهد الملكي للفنون التقليدية أنه ليس فقط مركزًا لحفظ التراث، بل منصة فعالة لإعادة صياغته بشكل معاصر وتقديمه كرافد ثقافي متجدد يخدم الحاضر ويؤسس لمستقبل أكثر اتساعاً للفنون السعودية.
المشغولات اليدوية حياكة البشت الحساويمشاهدة المعهد الملكي للفنون التقليدية مهد الإبداع والابتكار
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المعهد الملكي للفنون التقليدية مهد الإبداع والابتكار قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المعهد الملكي للفنون التقليدية.. مهد الإبداع والابتكار.
في الموقع ايضا :
- نجل حسني مبارك يشن هجوما على الفنان محمد رمضان
- خبير: الصمود الفلسطينى يدفع بمزيد من عدوان الاحتلال وتنفيذ التمدد الاستيطانى
- لقطات "مؤلمة" من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة حول اللحظات الأخيرة