إذا كانت الحكومة اللبنانية جادةً فعلًا في استعادة سيادتها وتنفيذ التزاماتها الداخلية والخارجية، فإنه لا مجال لأيّ تمييع إضافي حول مسألة نزع سلاح “الحزب” أو غيره من الميليشيات المسلحة. كتبت إليونور اسطفان لـ”هنا لبنان”: مرةً جديدةً، يُطلّ علينا وزير في حكومة القاضي نوّاف سلام ليُفرغ جوهر السيادة من معناها، وهذه المرّة عبر تصريح مفاجئ لوزير الثقافة غسان سلامة. فسلامة، الذي يُفترض أن يكون حارسًا على الهوية الوطنية والثقافية، اختار أن يلعب دور المبرّر السياسي، حيث عمد إلى تمييع مسألة نزع سلاح “حزب الله” عبر ربطها بسياقات إنشائية ومواقف “مفهومة” من وجهة نظره، وكأنّ سلاح “الحزب” مسألة تحتمل النقاش، وليس خرقًا واضحًا للدستور اللبناني ومبدأ حصرية السلاح بيد الدولة. الأخطر في كلام سلامة أنّه ربط ضرورة نزع سلاح “حزب الله” بمواد دستورية وقانونية تعترف بضرورة فرض سيادة الدولة، إلّا أنه وقع في فخ المواربة عندما تحدّث عن كيفية تنفيذ هذا المطلب، فبدلًا من أن يكون حديثه حازمًا في تأكيد ضرورة تنفيذ ما ينصّ عليه اتفاق الطائف، والدستور اللبناني، والقرارات الدولية، سعى إلى إغراق المسألة في تعبيرات غير حاسمة تُخفي وراءها تردّدًا في تطبيق المبادئ الأساسية للسيادة الوطنية. هذه التصريحات تُعيدنا إلى مواقف نائب رئيس الوزراء طارق متري، الذي سبق له أن استخدم اللغة الرّمادية عينها حين حاول تبرير وجود سلاح غير شرعي خارج سلطة الدولة. فهو كان قد أكد أنّ “الجيش بحاجة إلى تجهيز قبل أن يتمكّن من نزع السلاح”، وهو ما يناقض تمامًا مع ما يجب أن يكون الموقف الحاسم من أي مسؤول لبناني: لا سيادة من دون احتكار السلاح بيد الدولة، ولا دولة إذا ما بقي السلاح خارج سيطرتها. إعادة إنتاج هذا الخطاب من قبل سلامة، في ظلّ الظروف الراهنة، لا يخفّف من العبء الذي يحمله لبنان، بل يعزّز الانقسام ويضعف قدرة الدولة على فرض سيادتها، وبالتالي إذا كانت الحكومة اللبنانية جادةً فعلًا في استعادة سيادتها وتنفيذ التزاماتها الداخلية والخارجية، فإنه لا مجال لأيّ تمييع إضافي حول مسألة نزع سلاح “حزب الله” أو غيره من الميليشيات المسلحة. كما ّأن الوضع في لبنان أصبح أكثر من مجرّد مسألة سيادة، إنّه معركة على هوية الدولة نفسِها، فلا يمكن للحكومة أن تظلّ صامتةً أو مترددةً أمام سلاحٍ يشكّل تهديدًا للكيان اللبناني برمته، وعليها أن تتّخذ موقفًا حازمًا للخروج من هذا المأزق.
تصريحات غسان سلامة… تمييع للسيادة في لحظةٍ حرجة هنا لبنان.
مشاهدة تصريحات غسان سلامة hellip تمييع للسيادة في لحظة حرجة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تصريحات غسان سلامة تمييع للسيادة في لحظة حرجة قد تم نشرة ومتواجد على هنا لبنان وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تصريحات غسان سلامة… تمييع للسيادة في لحظةٍ حرجة.
في الموقع ايضا :
- تقلبات جوية حادة تشمل أمطار غزيرة..حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة في السعودية اليوم الخميس 17 أبريل
- تحذيرات هامة وعاجلة من أمطار وسيول جارفة في المحافظات اليمنية اليوم الخميس
- أول تعليق من كارلو أنشيلوتي بعد وداع ريال مدريد لـ دوري أبطال أوروبا