في يناير 2004، كتبتُ في جريدة الرياض مقالة بعنوان "الحرة بتتكلم عربي!"، علّقتُ فيها على انطلاقة قناة "الحرة"، القناة الأمريكية التي قررت أن تفكّر نيابة عن العرب، وتنقل لهم الحرية باللكنة المصرية والخليجية والشامية، وفق مبدأ "التمثيل النسبي". حينها، قال مؤسس القناة اللبناني الأصل موفق حرب إنهم اختاروا المذيعين العرب حسب جنسياتهم كنسبة وتناسب، فتم عند الانطلاقة اختيار 4 مذيعين مصريين لإرضاء السوق المصري! وكنتُ يومها أتساءل: هل هذا تمثيل أم تهريج إعلامي؟
اليوم، بعد أكثر من عقدين على انطلاق البث، تسدل "الحرة" الستار – لا باحتفال، بل بصمت مؤلم، حيث يتباكى موظفو القناة على منصة التوظيف "لينكدإن"، يعلنون نهاية مشوارهم برسائل مؤثرة: "انتهت رحلتي مع الحرة… أبحث عن عمل"، "بعد 15 عامًا من العمل.. اليوم أصبحت عاطلاً".
فمن أستوديوهات فرجينيا إلى طوابير العاطلين، نجد ان القناة التي وُلدت بدعم أمريكي سياسي وإعلامي مفتوح، أنفقت على مدى عمرها أكثر من 1.5 مليار دولار، بحسب تقديرات المؤسسات الإعلامية الأمريكية، منها نحو 100 مليون دولار سنويًا في فترات الذروة، وكانت تحت مظلة شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN)، والممولة من وكالة الإعلام الأمريكي (USAGM)، التي طلبت وحدها في 2025 ميزانية تجاوزت 950 مليون دولار للإعلام الخارجي فقط، ذهب جزء كبير منها لقناة "الحرة" ومنصاتها الرقمية.
لكن، ورغم كل هذا الدعم، لم تفلح القناة في كسب ثقة المشاهد العربي، ولا حتى في منافسة القنوات الإقليمية، لأنها ظلّت تتحدث بلغة رسمية خشبية، ومصطلحات مستوردة، بينما المشاهد يبحث عن شاشة تشبهه… لا تُعيد عليه خطب واشنطن المترجمة، والمفارقة الطريفة أن القناة التي رفعت شعار "الحرية"، لم تستطع حماية موظفيها من نهاية قاسية، بلا ضمانات، بلا تعويضات، بل برسالة بريد إلكتروني تُبلغهم بانتهاء العلاقة الوظيفية، وهكذا، تحوّلت الحرية من شعار على الشاشة.. إلى حيرة على "لينكدإن".
وأخيرًا…من "قناة العدالة" التي اقترحتُ تسميتها ساخرًا قبل 21 عامًا على قناة "الحرة"، إلى قناة "الوداع الإلكتروني" التي يختتم موظفوها مسيرتهم برسائل استغاثة وظيفية، اثبتت أن "الحرّة" لم تكن يومًا حرّة فعلاً، بل مشروعاً سياسياً بوجه إعلامي، انتهى بانتهاء الغرض، وخرجت من البث بلا عودة.
مشاهدة الحرة بدأت من أمريكا وتوقفت على لينكدإن
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الحرة بدأت من أمريكا وتوقفت على لينكدإن قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، "الحرة".. بدأت من أمريكا وتوقفت على لينكدإن!.
في الموقع ايضا :