إذا تكلّم الأردن، صمتت الألسن وانحنت الروايات. ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
إذا تكلّم الأردن، صمتت الألسن وانحنت الروايات.
 إذا تكلَّم الأردن، خرسَ الضجيج، وارتجفت الأقلام، وسَكَنَ الحبر في محبرته خجلاً من مجدٍ لا يُروى، بل يُعاش. الأردن… بلدٌ ليس بحجم الخريطة، بل بحجم الموقف. بلدٌ صغيرٌ في مساحته، عظيمٌ في رسالته، فقيرٌ في موارده، غنيٌّ بمواقفه. يمشي على الشوك حافياً، ويُطعم الجائع، ويُكْني اللاجئ، ويعانق الباكين على حدود التاريخ. صمتَت العواصم، وتلكأت النوايا، وتقوقعت المبادئ، إلّا هو… وقف، تقدّم، أعلن، واحتضن. فتح قلبه قبل حدوده، ورفع رايته لا ليُشاهَد… بل ليُحتذى. قالوا: الأردن يبالغ… فقلنا: نعم، نُبالغ في الشهامة، ونُفرط في الكرامة، ونغرق في الوفاء. قالوا: الأردن مقصّر… فقلنا: نعم، مقصّر في النفاق، ضعيف في التلوّن، فاشل في التخاذل. هنا وُلدَ الفوتيك من رحم الجندية، لا كزيٍّ عسكري، بل كثوبٍ من كبرياء، وراية من نارٍ لا تخبو. هنا يقف الشعب كتفاً بكتف، صامتين حين يصيح الوطن، صارخين حين يصمت الجبناء. الأردن ليس محطة انتظار، بل قطار من الشرف لا يتوقّف، لا يُباع، لا يُشترى. تاريخه ناصع، وسجله شريف، ووجهه أبيض لم تلوثه رياح المصالح ولا رياح العواصف. ولأن في كل وطنٍ أعيناً لا تنام، وسواعد لا ترتخي، فإننا نقف وقفة إجلالٍ وشموخٍ واعتزاز، أمام أجهزتنا الأمنية الباسلة… تلك العيون الساهرة التي تُمسك الليل من عنقه، وتقرأ الخطر في عتمته، وتُجهض الفتنة في رحمها. إليهم، إلى الرجال الذين لا يُعرَفون بأسمائهم، بل بأفعالهم، لا يبتغون مجداً شخصياً ولا كاميراتٍ ولا تصفيقاً، وإنما يزرعون في كل شبرٍ من هذا الوطن طمأنينة، ويشيّدون في كل قلبٍ جداراً من أمان. لقد أفشلوا، بوعيهم وحدسهم وحزمهم، مخططاتٍ آثمة، كانت تُحيك الظلام لهذا البلد النور، وتُضمر له الشرّ، فكانوا كالسيف إذا تجلّى، لا يُبقي حقداً إلا وبتره، ولا فتنة إلا وأطفأها. لكم يا أبطال الأمن، يا من تحرسون المجد باليقظة، وتحملون الراية بلا ضجيج… تحيةٌ تليقُ بمقامكم، وشكرٌ لا يُحصى بكلمات، بل يُزرع في القلب دعاءً وامتناناً لا يفتر. هذا هو الأردن… إذا ما وعد أوفى، وإذا ما صبر انتصر، وإذا ما جُرح نهض من دمه ومضى كأنه لم يُصب. ليس في قاموسه "الحياد” حين يُذبح الحق، ولا في تراثه "الصمت” حين يُستباح الإنسان. فيا من تبحث عن الدهشة… اقرأ الأردن. ويا من تفتّش عن البيان… اسمع الأردن. ويا من تسأل عن العظمة… كن الأردن. فالأردن ليس وطناً فقط… إنه قصيدة من المجد كتبتها الكرامة بحبر الدم. يحيى الحموري .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

مشاهدة إذا تكل م الأردن صمتت الألسن وانحنت الروايات

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ إذا تكل م الأردن صمتت الألسن وانحنت الروايات قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، إذا تكلّم الأردن، صمتت الألسن وانحنت الروايات..

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار