سيكولوجية إسرائيل... السادية والمازوخية والنرجسية عاجل ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
سيكولوجية إسرائيل... السادية والمازوخية والنرجسية عاجل
كتب حلمي الأسمر *  الدول كالأفراد، كما يقول مؤسّس علم الاجتماع، ابن خلدون، تولد طفلةً وتشبّ وتنضج وتشيخ وتموت. وكما تعيش الدولةُ حياةَ البشر في مراحل نموهم، تعاني أيضاً ممّا يعانون من أمراض، في مقاربة قد تحمل شيئاً من التعسّف، لكنّها تشكّل توصيفاً مقارباً لما يحدث في الواقع. الدولة الحديثة، في تصنيفات النظام السياسي والاجتماعي الذي تلتزم به وتطبّقه، هي خليط من نسيج قبلي وعصبي واقتصادي ومصلحي، يحكمه نظام يضعه القوي عدداً أو شوكةً، ثمّ يسمّي هذا حكماً ديمقراطياً وذاك ليبرالياً، وهذا اشتراكياً، وتلك دولة استبداد وحكم فردي، وذاك خليط هجين من كلّ طبخة صحن أو ملعقة. وفي النهاية لا يوجد نظام حكم نموذجي يُعتدّ به، فحتى الديمقراطيات "الحقّة" تنتهج نظاماً وصفه أكثر من مفكّر بأنه أحسن السيئ، بل قال تشرشل عن الديمقراطية إن "لا أحد يدّعي أن الديمقراطية مثالية أو حكيمة"، فإذا كان هذا شأن نظام الحكم الديمقراطي، فكيف يكون مستوى سوء نظام حكم احتلالي إحلالي استعماري متغطرس، كالمتغلغل والمتحكّم بفلسطين؛ "إسرائيل"؟ لقد ابتلينا في الشرق بأسوأ ما يمكن أن يفرزه الحراك البشري، كتلة دولاتية أشبه ما تكون بورم سرطاني، أو بخنجر مسموم في خاصرة الأمة. ومنذ ابتُلينا بهذا المرض لم نكد نعش حياة طبيعيةً كباقي البشر، وواهم من يعتقد أن أثر هذا السمّ الزعاف اقتصر على الجسد الفلسطيني، فقد امتدّت تأثيراته المباشرة وغير المباشرة إلى الجسدَين العربي والمسلم، وإن كان نصيب فلسطين الحصّة الكُبرى من هذا السمّ، بل إن العالم كلّه بمعظمه، يعاني آثاراً مرضيةً في تفاوت، حسب قرب هذا البلد أو ذاك منه. إلى زمن مضى، اعتقدتْ نخبٌ عربيةٌ حاكمة (ولم يزل بعضها تحت تأثير هذا الوهم كرهاً أو طوعاً) أن بالإمكان قيام علاقات طبيعية مع هذا الكيان، ثم مع مضي الوقت والتجربة، ثبت أن حجم الأمراض التي يعاني منها الكيان لا تجعله فقط بعيداً من حياة الأصحاء، بل عاجزاً حتى عن إقامة أيّ شراكة "صحّية" مع محيطه ومع داخله أيضاً، وسنحاول في هذه العجالة التأشير على بعض الأمراض الخطيرة التي يعاني منها، وتجعل منه فعلاً كياناً غير قابل للاستمرار، فهو بتعبيرنا السائر "ليس ابن عيشة"، وبالتالي لن يكون له مستقبل في بلادنا. ومن استحقاقات هذه الحقيقة التي تعترف بها ثلّة من علمائه ومفكّريه وكتّابه، أن أيّ نظام عربي يربط وجوده بوجود هذا الكيان سيكون هو الآخر عرضةً للزوال، وقد بدت بعد "طوفان الأقصى" وارتداداته الكبرى كثير من المظاهر الدالّة على اقتراب نهايته، بل لم يعد الحديث عن نهاية "إسرائيل" حكراً على عالم التنبّؤات والقراءات المستقبلية، وتعدّاه إلى جملة من الوقائع والأحداث السيّارة، التي تتنامى مع استفحالها لتكون براهين داغمة (لا تخطئها العين) على قرب نهاية هذا المشروع الاستعماري الدامي. من النادر أن يجتمع في مجتمع ما أو أو شخص ما مَرضان متضادّان كالسادية والمازوخية، إلا أنهما يجتمعان هنا في هذا الكيان الصهيوني العجيب، فهو يتلذّذ في تعذيب "الآخرين"، ممّن يسمّيهم "الأغيار"، ولا يراعي في الوقت ذاته ما يعانيه أفراد جمهوره من تبعات سياساته المجنونة، بل هناك مشاعر مجتمعية تفترش مساحةً كبيرةً داخل الكيان، تحمل "تلذّذاً" غريباً تجاه ما يصيب فئات أخرى مختلفة أيديولوجيا أو دينياً من جمهوره، ولا أشدّ تعبيراً عن هذا الشعور المَرضي ما يحمله العلمانيون تجاه المتديّنين، والعكس صحيح أيضاً، بل بلغت درجة حدّة المرض أن أطلقت نُخبٌ صهيونية تحذيرات لا لبس فيها من اقتراب الكيان من حرب أهلية، بسبب عمق الشروخ والتناقضات داخل الكيان. إن كياناً كهذا، لا يرحم حتى "أبناءه"، قمين به أن "يبدع" في ارتكاب أفظع الجرائم في صفوف "أعدائه"، وما بشاعة جرائمه المروّعة ووحشيتها في قطاع غزّة والضفة الغربية إلا التعبير الأكثر وضوحاً عن ذهنية "الإسرائيلي" الجرمية، التي فاقت جرائم النازيين. إن حركة التاريخ وديناميكيته العادلة لا يمكن أن تتسامحا مع وجود كيان بمثل هذه البشاعة في قلب أرض كانت مهداً للديانات السماوية، وأرضاً للأنبياء والحضارة البشرية المزدهرة، ويبدو أن مشيئة الله عز وجل كرّمت الشعب الفلسطيني لينال شرف مواجهة عصبة الأشرار هذه، وليكون رأس حربة في إنزال أكثر الهزائم تأثيراً في تاريخه، الأمر الذي ساهم بشكّل مؤثّر في تفجير فقاعة ضخمة من الأكاذيب وأحزمة الأمان التي أحاط بها نفسه. ومن الأمراض التي يعاني منها الكيان أن ديدنه الاستحواذ والاستئثار، وهو مرض تقرأ تأثيره في عدم احترام شركائه (وخدمه وجواسيسه)، بل ترى جرأته العجيبة في خيانتهم والتنكيل بهم وفضحهم، فكم من زعيم خدمهم سرّاً فضحوه علناً وأحرجوه أمام شعبه، وكم من حليف قدّم لهم كلّ ما يريدون، فلم يرعوا حقّه في ردّ الجميل، بل تجسّسوا عليه وحاكوا له الدسائس والمكيدات، هم كيان مجرم، ليس له صاحب إلا مصلحته الآنية، حتى ولو على حساب مصالح أبنائه الإستراتيجية، حتى عصابات القتل والإجرام تترفّع عن الإتيان بمثل هذه الرذائل. وإلى هذا وذاك، تعاني الشخصية الإسرائيلية من نرجسية مفرطة، يتعدّى أذاها أبناء جنسها، ليطاول كلّ ما هو غير يهودي، جشعاً وطمعاً وإجراماً واستباحةً لكلّ ما تواضع عليه البشر الأسوياء، ويكفي أن تقرأ ما تكتبه نخبه، وما تدلي به من تصريحات، خاصّةً هذه الأيّام، لتدرك أيّ شر مستطير يعيشه أبناء هذا الكتلة الدولاتية من صراع يهودي يهودي، فقد جمعتهم جريمة احتلال فلسطين، وفرّقتهم الخلافات العرقية والدينية والسياسية والمصلحية، على نحو لا تجده في أيّ مجتمع بشري سوي، فالكل يُحبّ نفسه ومصالحه، ويحارب ضدّه، داخلياً كان أو خارجياً، في حرب ضروس لا ترحم ضعيفاً أو قوياً. إن كيانا لقيطاً أجرب، بمثل هذه المواصفات البذيئة، لا مستقبل له، ونحسب أن مثل هذه البذاءات تنسحب على كلّ مَن يمدّه بأسباب القوة والمنعة، وسيكون مصيرهما واحداً، طال الزمان أم قصر. * العربي الجديد.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

مشاهدة سيكولوجية إسرائيل السادية والمازوخية والنرجسية عاجل

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ سيكولوجية إسرائيل السادية والمازوخية والنرجسية عاجل قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، سيكولوجية إسرائيل... السادية والمازوخية والنرجسية عاجل.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار