الاختلاف الإنساني حكمةٌ إلهيَّة ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
الاختلاف الإنساني حكمةٌ إلهيَّة
هل خُلِقْنَا لِنَسِيرَ على خُطَى الآخَرين؟ أم أنّنا ذواتٌ مستقلَّة، يحملُ كلٌّ منّا بَصمَتَهُ الخاصَّة في هذا الوجود؟ وهل نعيشُ لإرضاءِ ذواتِنا، أم أنَّ لكلِّ واحدٍ منَّا رِسالةً أوجَدَهُ اللهُ ليؤدِّيَها؟ تتردَّدُ هذه الأسئلةُ في داخِلِنا، خاصَّةً حين نصطدمُ باختلافِنا عن الآخرين، أو حين يُفرَضُ علينا أن نُشَابهَهم لنُصبِحَ "مقبولين" الاختلافُ في ضوءِ الرؤيةِ القرآنيَّة والفكرِ الإسلاميّ تناوَلَ الراغبُ الأصفهانيُّ في كتابِه تفصيلِ النَّشأتين وتحصيلِ السَّعادتين مسألةَ التفاوتِ بين الناسِ من منظورٍ إيمانيٍّ فلسفيٍّ دقيق. فقد بيَّنَ أنَّ الأشياءَ - من حيث أصلُها - متساويةٌ لأنَّها صُنِعَت بالحكمةِ، إلّا أنَّها تختلفُ في خصائصِها ووظائفِها؛ فلكلِّ نوعٍ فائدةٌ واختصاص. وقد استشهدَ بقولهِ تعالى: ﴿ ما تَرَى فِي خَلْقِ الرّحْمنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾ وقولهِ تعالى: (وقد خَلَقَكُمْ أطْوَاراً) ثم فصَّلَ الأسبابَ التي تؤدِّي إلى اختلافِ الناسِ وتفاوتِهم، ومنها: 1. اختلافُ الأمزجةِ والطينةِ والخِلقةِ: فمن الناسِ السَّهلُ، ومنهم الحَزْن، ومنهم الطيِّبُ والخبيث. قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا) 2.اختلافُ حالِ الوالدَيْن في الصلاحِ والفسادِ: قال تعالى: ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾   3. *اختلافُ ما تتكوَّن منه النُّطفه روي عَن عُثْمَان بْنِ أَبِي العاص رضي الله عنه أنه قَالَ: (النَّاكِحُ مُغْتَرِسٌ، فَلْيَنْظُرْ أَيْنَ يَضَعُ غَرْسَهُ، فَإِنَّ عِرْقَ الْسُّوْءِ لَا بُدَّ أَنْ يَنْزِعَ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ) . 4. اختلافُ التربيةِ والتعويدِ على العاداتِ الحسنةِ: كما قال عليه الصلاة والسلام: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ) 5. اختلافُ الاجتهادِ في تزكيةِ النفسِ.   6.اختلافُ مَن يُخالِطُهُ الإنسانُ ويتأثَّرُ به: كما قيل: (عن المرءِ لا تسألْ، وأبصِرْ قرينه) 7. اختلافُ اجتهادهِ في تحصيلِ العلمِ والعملِ عند استقلالِهِ بنفسه أما في علم النفس فقد بين كارل روجرز في نظريتِه حول "الصورةِ الذاتيَّة". فقد رأى أنَّ لكلِّ إنسانٍ إدراكًا خاصًّا للواقعِ ينبعُ من تجربتِه الفرديَّة، ولا يجوزُ الحكمُ عليه بمعاييرَ خارجية. اما من المنظورُ الطاقيُّ والرُّوحيُّ للاختلاف فينظرُ للاختلافِ من زاويةٍ روحيَّةٍ تعتمدُ على الذبذباتِ والحقولِ الطاقيَّة المحيطةِ بكلِّ شخص ويُفسَّرُ هذا التفاوتُ بين الناسِ عبر عدّةِ عوامل گتردد الطاقةِ الشخصيَّة والبرمجةُ الطاقيَّةُ السابقة والوعيُ الرُّوحيُّ للفرد والرسالةُ الرُّوحيَّة والهدفُ من الوجود والبيئةُ الطاقيَّةُ المحيطة فجميع هذه العواملِ تُشكّلُ البصمةَ الطاقيَّةَ الفريدةَ لكلِّ إنسان، مما يجعلُه مختلفًا في تفاعلِه وتوجُّهاتِه . أما رؤيتي للإختلاف فلطما وقعتُ في مواقفَ صعبةٍ بسببِ اختلافي، ومررتُ بفتراتٍ حاولتُ فيها تجاوزَهُ أو تذليلَهُ دونَ جدوى. ولكنني أدركتُ، مع مرورِ الوقت، أنَّ هذا الاختلافَ لم يكن عائقًا، بل كان بوّابةً لفهمٍ أعمقَ للذاتِ ووعيٍ أصفى بالحياة. إنَّ الاختلافَ ليس تهديدًا، بل هو ثراءٌ. ولم نُخلَق نُسَخاً بل خُلِقنا أفراداً لكلٍّ منّا حكايةٌ، وتجربةٌ، ودورٌ في هذا التنوعِ الذي أراده الله حِكمةً وميزاناً. .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

مشاهدة الاختلاف الإنساني حكمة إلهي ة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الاختلاف الإنساني حكمة إلهي ة قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الاختلاف الإنساني حكمةٌ إلهيَّة.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار