المزارعون الأميركيون يتخوفون من فقدان أكبر أسواقهم الخارجية ..أقتصاد

جريدة الرياض - أقتصاد
المزارعون الأميركيون يتخوفون من فقدان أكبر أسواقهم الخارجية

جمدت الصين طلبات شراء فول الصويا والذرة الأمريكية مع توسع الحرب التجارية، مما أدى إلى خفض وارداتها من المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة، وفي المقابل، زيادة مشترياتها من البرازيل والأرجنتين لضمان استقرار الإمدادات، وتشكل هذه الخطوة الانتقامية، ضربة موجعة للمزارعين الأمريكيين، الذين باتوا مقتنعين الآن بأنهم يخسرون سوق تصديرية هائلة، ويتركز إنتاج فول الصويا والذرة في العديد من الولايات الجمهورية، مما سيؤثر سلبًا على الناخبين الذين دعموا ترمب في الانتخابات الرئاسية، ويخشى المزارعون الأميركيون أن تؤدي حرب تجارية مطولة مع الصين إلى قطع علاقاتهم مع أكبر سوق تصديرية لهم.

بحسب مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، فقد صدرت الولايات المتحدة بضائع بقيمة 143.5 مليار دولار إلى الصين في عام 2024، واستوردت من الصين بقيمة 438.9 مليار دولار، وقد أدت الحرب التجارية الأولى مع الصين، التي استمرت من عام 2018 إلى عام 2019، إلى خسائر بمليارات الدولارات للمزارعين الأمريكيين، وللتعويض عن هذه الخسائر، وزع ترمب دعمًا بقيمة 23 مليار دولار من صندوق أنشأته وزارة الزراعة الأمريكية لتحقيق الاستقرار في القطاع الزراعي، وقد استفادت المزارع الكبيرة والمزارعون في الجنوب أكثر من غيرهم، مما أثار مخاوف بشأن العدالة وشعر بعض المزارعين بالتعرض للخداع.

    لطالما اعتمدت الصين على الولايات المتحدة في واردات فول الصويا، ولكن مع فرض رسوم جمركية جديدة باهظة، من المرجح أن تتجه أكثر نحو البرازيل والأرجنتين، وفول الصويا نبات غني بالدهون والبروتين، ويُغذي معظم الماشية في العالم، ويُعد هذا المحصول المتواضع محور الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو من أكثر القطاعات قلقًا بشأن الرسوم الجمركية الحالية، وتُعدّ الصين أكبر سوق لصادرات فول الصويا الأمريكية.

    عندما فرض ترمب رسومًا جمركية على البضائع الصينية خلال ولايته الأولى، ردّت بكين بشراء فول الصويا من دول أخرى، بما فيها البرازيل، وإذا استمر هذا الوضع طويلًا، فسيُفلس عدد كبير من المزارعين، إذ لا تزال آثار الحرب التجارية الأولى تخيم عليهم حتى الآن، وقد حثت جمعية فول الصويا الأميركية، التي تضم 26 جمعية تابعة تمثل 30 ولاية منتجة لفول الصويا، وأكثر من 500 ألف مزارع، حثت إدارة ترمب على إبرام اتفاقية تجارية جديدة مع الصين لتجنب حرب تجارية طويلة الأمد.

    وتبيع الولايات المتحدة للصين فول الصويا، من حيث القيمة، أكثر من أي منتج آخر، وفي العام الماضي، تجاوزت هذه الكمية 27 مليون طن متري، بقيمة 12.8 مليار دولار، أي حوالي تسع سنتات من كل دولار من البضائع التي باعتها الولايات المتحدة للصين، ولكن مع الرسوم الجمركية الضخمة المفروضة بين البلدين، من المرجح أن تتأثر هذه المبيعات، وهذه أخبار سيئة للمزارعين الأمريكيين الذين يزرعون فول الصويا، ولمربي الدجاج والماشية الصينيين، فهذا الأمر تهديد مباشر لأساليب حياتهم، لكنها ربما تكون أخبارًا سارة للغاية للبرازيل الذي يُبدي استعداده للتدخل.

    ويشعر مزارعو فول الصويا الأمريكيون بالقلق إزاء استمرار أكبر زبائنهم في الشراء، وقد ذهب أكثر من نصف صادرات فول الصويا الأمريكية إلى الصين العام الماضي، لكن السعر ارتفع بنسبة 135% بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الصين ردًا على ضريبة ترمب البالغة 145% على الواردات الصينية، وفي حين يقول ترمب إن رسومه الجمركية ستُحدث طفرة في السلع الأمريكية الصنع، يخشى آلاف مزارعي فول الصويا أن تتدمر الزراعة الأمريكية في هذه العملية، في الوقت نفسه، قد يُساعد، دون قصد، مزارعي فول الصويا في البرازيل والأرجنتين، وتُنتج هاتان الدولتان الواقعتان في أمريكا الجنوبية 52% من فول الصويا في العالم، 40% منها تأتي من البرازيل وحدها، مُقارنةً بـ 28% من الولايات المتحدة، ولا تُضاهيهما أي دولة أخرى. يتجه الصينيون لشراء فول الصويا من البرازيل مع دفع المزيد من المال، ويتضمن سوق فول الصويا شبكة معقدة من تجار السلع وشركات الشحن والعقود الآجلة، لذا غالبًا ما تكون الأسعار هدفًا متحركًا، وقد أظهرت أسعار السوق الفورية الأسبوع الماضي أن فول الصويا من أمريكا الجنوبية قد ازدادت قيمته في أعقاب الرسوم الجمركية، وترتفع الأسعار متأخرًا عما كان يرغب فيه المزارعون البرازيليون والأرجنتينيون، حيث انتهى موسم الحصاد في أمريكا الجنوبية، وقد باعوا بالفعل ما يقرب من ثلاثة أرباع مخزونهم، لكن أولئك الذين لم يبيعوا بعد يستغلون الوضع الآن، أو ينتظرون ويراهنون على أن الحرب التجارية ستستمر، مما يعني عملياً ارتفاع الأسعار في المستقبل.

    من جهة أخرى، تسود حالة من القلق بين مزارعي الذرة الأمريكيين، الذين يبيعون حوالي 2% من منتجاتهم للصين، وقد رحبوا بقرار الرئيس تعليق الرسوم الجمركية العقابية على دول أخرى، والتي كان من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الإجراءات الانتقامية ضد المزارعين والشركات الأمريكية الأخرى، لكنهم حثوا الإدارة على التركيز على المفاوضات التي تفتح الباب أمام الوصول إلى الأسواق، وفي بيان، وزع على وسائل الإعلام الأميركية، قال كينيث هارتمان، رئيس الجمعية الوطنية لمزارعي الذرة: "كلما طال أمد حالة عدم اليقين، ازداد قلقنا من أن مزارعينا قد يحصدون مليارات بوشلات الذرة دون أن يجدوا لها أسواقًا موثوقة". وأضاف: "يريد مزارعونا التأكد من أن عملائنا في الداخل والخارج سيشترون منتجاتنا في الأشهر والسنوات المقبلة".

    وكان القلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية واضحاً، عندما أدلى جيميسون جرير، الممثل التجاري للولايات المتحدة، بشهادته أمام لجنة الوسائل والطرق في مجلس النواب، وواجه أسئلة من الجمهوريين الذين كانوا متوترين بشأن الانتقام من الدول الأخرى ضد الصادرات الزراعية الأمريكية، وقال النائب دارين لاهود، وهو جمهوري من ولاية إلينوي، إنه يقدر ما يفعله ترمب لمعالجة الحواجز التجارية القائمة منذ فترة طويلة، لكن ناخبيه كانوا قلقين، وقال "عندما أتحدث إلى المزارعين، أشعر بالكثير من القلق والكثير من التوتر والكثير من عدم اليقين، لأنه عندما ندخل في حرب تجارية، عادة ما تكون الزراعة هي البيدق الأول في الحرب التجارية"، ورد الممثل التجاري للولايات المتحدة، قائلاً إن "جميع الدول تقريبًا أعلنت أنها لن تتخذ إجراءات انتقامية باستثناء الصين.. إندونيسيا والهند والعديد من الدول الأخرى أكدت عدم اتخاذها إجراءات انتقامية، في حين عرضت بعض الدول، مثل فيتنام، من جانب واحد خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية".

    من المتوقع أن تجبر الإجراءات الانتقامية الصينية، إدارة ترمب على إحياء عمليات الإنقاذ للمزارعين الأميركيين التي عُرضت خلال فترة ولاية الرئيس الأولى، وترى وزيرة الزراعة بروك رولينز، أن "مثل هذه الحزمة من المساعدات قيد الدراسة وأن كل شيء مطروح على الطاولة"، وبالرغم من أن المزارعين ومربي الماشية عانوا كثيراً بسبب التضخم وكانوا قلقين بشأن عدم اليقين بشأن التجارة إلا أنهم دعموا الأجندة الاقتصادية لترمب في الانتخابات الرئاسية، ولم يقدم الرئيس الأميركي في تصريحاته الأخيرة الكثير من الوضوح بشأن الهدنة مع الصين، لكنه أعرب عن تفاؤل عام بشأن العلاقة الاقتصادية، وعندما سُئل عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين، قال ترمب إنه يتوقع "أن ننتهي إلى التوصل إلى شيء جيد للغاية لكلا البلدين".

    خلال ولايته الأولى، أشاد ترمب في البداية بالاتفاقية التجارية التي أبرمها مع الصين، ووصفها بالناجحة، إلا أن الصين لم تف بوعودها بشراء كميات كبيرة من المنتجات الزراعية الأمريكية، مما أجبر ترمب على استخدام معظم عائدات الرسوم الجمركية في تخفيف أعباء القطاع الزراعي، ويقاوم المزارعون بشكل عام المساعدات الحكومية، لكن الإغاثة الفيدرالية للمزارعين في هذه الحالة ضرورية لمساعدتهم على البقاء في السوق التصديرية.

    مأزق الهوامش السلبية

    أبلغ المزارعون وزارة الزراعة الأمريكية أنهم يتوقعون زراعة 83.5 مليون فدان من فول الصويا في عام 2025، بانخفاض قدره 3.6 مليون فدان، أي بنسبة 4.1%، عن زراعات العام الماضي، وفي حال تحقيق ذلك، ستكون هذه أصغر مساحة مزروعة بفول الصويا في الولايات المتحدة منذ عام 2020، بعد أن أشار المزارعون في جميع أنحاء البلاد إلى تحولهم عن زراعة فول الصويا لصالح محاصيل أخرى هذا الربيع.

    وفقًا لتوقعات وزارة الزراعة الأمريكية، فإن خسائر عوائد الذرة وفول الصويا لعام 2025 قد تبلغ حوالي 100 دولار للفدان، مع أن الخسارة الدقيقة تختلف باختلاف الموقع والمزرعة، ولكن بشكل عام، دفع انخفاض أسعار التأمين على فول الصويا مقارنةً بالذرة، المزارعين إلى التحوط في رهاناتهم على مساحات زراعة الذرة، وارتفعت مساحة زراعة الذرة بمقدار 4.7 مليون فدان عن العام الماضي لتصل إلى 95.3 مليون فدان، ويعود معظم هذه الزيادة إلى انخفاض مساحات زراعة فول الصويا بفعل اشتداد المخاوف من حرب تجارية طويلة مع أكبر أسواقهم الخارجية.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة المزارعون الأميركيون يتخوفون من فقدان أكبر أسواقهم الخارجية

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المزارعون الأميركيون يتخوفون من فقدان أكبر أسواقهم الخارجية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المزارعون الأميركيون يتخوفون من فقدان أكبر أسواقهم الخارجية.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في أقتصاد


    اخر الاخبار
    قبل 5 ساعة و 14 دقيقة