مع الإعلان الرسمي عن إنجازات التسع سنوات من انطلاق رؤية 2030، وجدنا أن هذه الإنجازات لم تقتصر على أرقام الاقتصاد والاستثمار، بل تصدرت الثقافة والفنون المشهد، بوصفها أحد أعمدة التحول الوطني الكبرى، بعد أن كانت الثقافة والفنون – لعقود – قطاعًا صامتًا، حبيس الهواية والمبادرات الفردية، أما اليوم، ومنذ انطلاق الرؤية، باتت الثقافة السعودية تُقاس بالأثر، وتحضر في المؤتمرات الدولية، وتُنتج أفلامًا ومهرجانات تنافس وتُحترم عالميًا، فمن كان يصدق أن السعودية، التي كان حضورها الثقافي قبل أعوام في المناسبات الرسمية والاحتفالات الموسمية حضوراً رمزيا، تصبح اليوم واحدة من أكثر دول العالم حراكًا في قطاع الثقافة والفنون؟
وهذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج رؤية 2030 التي قررت أن الهوية السعودية لا تُدار بالماضي وحده، بل تُصاغ بالحاضر، وتُروى على الشاشات، وتُجسّد على المسارح، وتُعرض في المهرجانات الدولية، فمنذ انطلاق الرؤية، شهدت المملكة تحولًا جذريًا في المشهد الثقافي والفني، بإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتوفير بيئة داعمة للإبداع.
فحين يُذكر الفن في السعودية، لا يعود الذهن إلى مسرحيات التسعينات ولا إلى المعارض التي كانت تُقام في قاعات الفنادق بخجل، بل أصبح يستحضر واقعًا جديدًا صاخبًا، تتصدر فيه السعودية عناوين الصحف الدولية بكونها «المحور الثقافي الجديد» في المنطقة، واقعٌ لم يصنعه الحظ ولا العشوائية، بل رؤية واضحة وجرأة في التخطيط والتنفيذ، حيث اعتدنا في السنوات الماضية أن تُعامل الثقافة على أنها ترف، والفن على أنه هواية جانبية، لا يُعوَّل عليه اقتصاديًا ولا تنمويًا، لكن الدولة أعادت ترتيب الأولويات، وقررت أن الفنون ليست ترفًا، بل صناعة، والهوية الثقافية ليست مجرد زخارف، بل رأس مال وطني ناعم. فوجدنا وبكل موثوقية واستراتيجية واضحة خلقتها الرؤية على سبيل المثال تحول السينما من «منع» إلى «منصة»، فكان التحول الذي شهدته السينما السعودية هو أحد أبرز وأسرع ملامح التغيير الثقافي، فبعد عقود من الغياب، لا نتحدث اليوم فقط عن دور عرض في كل مدينة، بل عن أفلام سعودية تُعرض في مهرجان «كان»، وتُنافس في «البندقية»، وتُبث عبر نتفليكس وأمازون، فتحولت السينما لدينا إلى قطاع استثماري ومصدر للقوة الناعمة، يستحق أن يُدار كباقي الصناعات الحيوية.
فأصبح هناك إنتاج محلي بمحتوى عالمي، تجاوزت من خلاله صناعة السينما مرحلة «البدايات التجريبية»، إذ باتت السعودية تُنتج أفلامًا بمقاييس احترافية، وتستثمر في كتاب سيناريو ومخرجين ومصورين سعوديين، وأصبح «الفيلم السعودي» عنوانًا للمناقشات الثقافية الجادة في الداخل والخارج، يحمل قضايا المجتمع، ويطرح تساؤلات الهوية والمرأة والتاريخ والتحولات الاجتماعية، ويحظى بإشادة عالمية كما حصل لفيلم «نورة»، الذي تم اختياره رسميًا ضمن قسم «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي، وحصل على إشادة خاصة من لجنة التحكيم. فالثقافة السعودية ليست مجرد «مواسم»، ولا السينما «حدثًا نادرًا»، ولا الفن «ترفًا مشروطًا»، كوننا نعيش مرحلة جديدة تصنع فيها السعودية سرديتها، وتفرض حضورها على خريطة العالم، وهذا – في حد ذاته – ليس إنجازًا مؤقتًا، بل انعكاس لرؤية بعيدة المدى، تعرف أن من لا يملك ثقافته، لن يستطيع أن يحاور العالم.فبعد 9 سنوات من الرؤية يمكننا وبكل فخر أن نؤكد أن الثقافة السعودية خرجت من الظل إلى العالمية، حيث شهدت المملكة العربية السعودية تحولات جذرية في قطاع الثقافة والفنون، حيث أصبحت هذه المجالات من الركائز الأساسية في التنمية الوطنية، فبلغة الأرقام القياسية وخلال هذه الفترة المحدودة تم تنظيم أكثر من 60,000 فعالية ثقافية متنوعة، شملت المهرجانات الأدبية، والمعارض التشكيلية، والأمسيات الشعرية، والعروض الموسيقية، بعد ان كانت هذه الفعاليات محدودة العدد وبأرقام مخجلة، مما أسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتنوع الأنشطة الثقافية، وتم تأسيس «11» هيئة ثقافية متخصصة، بهدف تطوير البنية التحتية الثقافية وتمكين المبدعين، لتكون الثقافة والفنون من الركائز الأساسية في التنمية الوطنية والرؤية المستقبلية للمملكة لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
مشاهدة بعد تسعة أعوام رؤية الثقافة من الظل للعالمية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ بعد تسعة أعوام رؤية الثقافة من الظل للعالمية قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، بعد تسعة أعوام: رؤية الثقافة من الظل للعالمية.
في الموقع ايضا :