سوريا: أنقرة تُحرّك ورقة أذربيجان بوجه تل أبيب؟ ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
سوريا: أنقرة تُحرّك ورقة أذربيجان بوجه تل أبيب؟

د. سمير صالحة - أساس ميديا

معادلة وضع أنقرة وطهران على مسافة واحدة في سياسة إسرائيل السوريّة، وأنّ إخراج إيران من سوريا ينبغي أن يواكبه سدّ أبواب محاولات التوغّل والتمدّد التركيَّين هناك، قابلتها على الفور معادلة تركيّة استراتيجيّة هدفها التلويح بإنهاء التقارب بين تل أبيب وباكو، إذا ما تمسّك بنيامين نتنياهو بالتصعيد العسكري في سوريا.

    أكّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ أنقرة لا تقبل بأيّ وجود مسلّح خارج سلطة الحكومة السوريّة، ولن تسمح بأيّ مساس بوحدة الأراضي السورية. في المقابل يتمسّك بنيامين نتنياهو بتقديم مصالح إسرائيل في سوريا على مصالح بقيّة الدول من شركاء وحلفاء.

    توقيت زيارة نائب رئيس الوزراء الأذريّ سمير شريفوف لدمشق لبحث فرص تعزيز التبادل التجاري، وتوسيع مجالات الاستثمار، وآليّات دعم العلاقات الاقتصادية المشتركة، لا يمكن فصله عن قرار نتنياهو إرجاء موعد زيارته المقرّرة للعاصمة الأذريّة باكو في منتصف الأسبوع الجاري.

    تحدّيات واستفزازات

    يقول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنّ سبب إلغاء الزيارة هو التطوّرات الأخيرة في غزّة وسوريا و”الجدول الدبلوماسيّ والأمنيّ ​​المكثّف”. لكنّ هناك من يردّد أنّ سبب ذلك هو رفض أنقرة السماح لطائرته بالعبور فوق أجوائها. أمّا الدافع الحقيقي فقد يكون التقارب السوري – الأذريّ بدعم وتشجيع تركيَّين للردّ على سياسة تل أبيب التصعيدية في سوريا. لو كان نتنياهو راغباً في الوصول إلى أذربيجان حقّاً، لكرّر ما فعله الوفد الإسرائيلي قبل أسابيع كي يصل إلى باكو. يريد فقط إشعال فتنة سياسية تركيّة – تركيّة عبر انتزاع تنازلات مسبقة تقدّمها حكومة إردوغان، في محاولة لاسترداد بعض شعبيّته المتراجعة في الأشهر الأخيرة.

    تتمسّك إسرائيل باستفزاز وتحدّي أنقرة ودمشق والعديد من العواصم العربية، ومحاولة تحويل الملفّ السوري إلى مأزق إقليمي دائم التوتّر والسخونة. فيأتي الردّ التركيّ من خلال دعم جهود التقارب السوريّ – الأذريّ، وتسريعها وتحويلها إلى تنسيق ثلاثيّ في ملفّات استراتيجيّة تشمل الممرّات التجارية والتعاون في مجال الطاقة، واحتمال الوصول إلى عقود مشتركة لاستخراج وتصدير الغاز السوريّ من شرق المتوسّط.

    كانت أذربيجان، بتوصية من أنقرة، الدولة السبّاقة إلى تجميد علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع نظام الأسد، ليس فقط بسبب انحيازه إلى الجانب الأرمينيّ، بل لإرضاء إسرائيل التي دعمتها في معارك استرداد أراضيها المحتلّة في قره باغ. فهل تنجح أنقرة في تحريك الورقة الأذريّة ضدّ تل أبيب في ضوء الزيارات واللقاءات المكثّفة بين القيادات الأذريّة والسوريّة، والتي تُوّجت بلقاء الرئيسين على هامش أعمال منتدى الدبلوماسية في أنطاليا قبل ثلاثة أسابيع؟

    تراجع الدور الإيراني في معادلة إعادة بناء النفوذ داخل سوريا الجديدة. ساهمت تل أبيب في تقليل هذا التمدّد، لكنّ أنقرة تجد نفسها أمام تحدٍّ لا يقلّ خطورة: أهداف إسرائيل المتمسّكة بسياسة التصعيد ضدّ الجانب التركي في سوريا، واستهداف التقارب والانفتاح الواسعين بين أنقرة ودمشق، والتلويح اليوميّ بلعب ورقة “الأقلّيات” الدرزية والكردية وربّما العلويّة في سوريا.

    صحّة التسريبات التي تتحدّث عن تفاهمات تركيّة – سوريّة باتّجاه تسهيل وجود المقاتلات والمسيّرات التركية في الأجواء السوريّة عند اللزوم، تُرجمت إلى واقع عمليّ ميداني قبل أيّام، عند وقوع الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق. إذاً المواجهة التركية الإسرائيلية في الأجواء السورية اقترب موعدها.

    معاقبة إسرائيل

    يقول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنّ “إسرائيل ستدفع ثمن القرصنة والبلطجة”، في إشارة إلى مهاجمة السفينة “وجدان” على مقربة من مالطا، وهي تتحرّك في المياه الدولية باتّجاه سواحل غزّة لنقل أطنان من الموادّ الغذائية والطبّية.

    لن يقبل أيّ عاقل أن تتحرّك مروحيّة إسرائيلية فوق الأراضي السورية تحت ذريعة نقل المساعدات إلى دروز السويداء، والعودة ببعض الجرحى لمعالجتهم “بدافع إنساني”، فيما تتجاهل تل أبيب حقّ سكّان قطاع غزّة في الحصول على المساعدات الإنسانية التي يصعب وصولها بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

    من يبرّر لإسرائيل تحرّكها في سوريا باسم الأقلّيات وتحت غطاء التدويل وتوفير الحماية لمن يحتاج إليها، عليه أن يتحمّل مسؤوليّة قرار أنقرة التنسيق مع دمشق وباكو لمعاقبة إسرائيل في جنوب القوقاز. قرار أذربيجان توسيع رقعة التعاون التجاري والاستثماري، خصوصاً في مجال الطاقة، جزء من الردّ التركيّ على التحرّك الإسرائيلي في سوريا.

    أعلن وزير الدفاع التركي قبل أيّام أنّ الآليّة المتّفق عليها في قمّة الأردن بين دول الجوار السوري ستدخل قريباً حيّز التنفيذ. تذكير أنقرة بهذه التفاهمات، لناحية خطط الحرب على الإرهاب، والتشدّد في حماية الحدود المشتركة، وتفعيل جهود تسهيل عودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى سوريا عبر دعم المرحلة الانتقالية السياسية والاجتماعية والاقتصادية هناك، خطوة عربية – تركية إضافية في إطار الجهود التي تُبذل لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.

    أعلنت القيادات الإسرائيلية رفضها لخطط التوسّع التركي في سوريا، وبينها إنشاء قواعد عسكرية قريبة من الحدود الشمالية. لكنّ ما تفعله إسرائيل في هذه الآونة يذهب باتّجاه مغاير تماماً، إذ يعطي الأولويّة للدفاع عن الدروز أينما كانوا فوق الأراضي السورية، ويحاول تأليب الأقليّات، والتلويح بأنّ الورقة التالية ستكون في شمال شرق سوريا، في محاولة لإفشال جهود الحوار بين دمشق و”قسد”.

    احتمال كبير أن تكون أنقرة قرّرت إعادة ترتيب أولويّاتها في التعامل مع الملفّ السوري.

    الأولويّة هي للتعاون الإقليمي لمحاصرة محاولات التوغّل وإشعال الفتن والفوضى الإسرائيلية هناك، ثمّ تسريع الخطوة الاستراتيجية المقبلة على خطّ دمشق – أنقرة، والتي ستكون الكشف عن المزيد من الخطط بشقّها العسكري – الأمنيّ.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة سوريا أنقرة ت حر ك ورقة أذربيجان بوجه تل أبيب

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ سوريا أنقرة ت حر ك ورقة أذربيجان بوجه تل أبيب قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، سوريا: أنقرة تُحرّك ورقة أذربيجان بوجه تل أبيب؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار