الأخبار: رلى إبراهيم-
عندما بدأ الحديث عن الانتخابات النيابية، عمدت القوى السياسية في زحلة إلى دراسة واقع المدينة، وتغيّر خارطة العلاقات والتحالفات خلال السنوات الأخيرة فيها.
وحين أراد رئيس البلدية أسعد زغيب تقييم وضعه في المشهد العام، تبيّن له الآتي:
- تجمعه ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، علاقة سيئة جداً، رغم أن بداية انطلاقته كانت من منزل الوزير الراحل إيلي سكاف، لكن سرعان ما تفرّقا في الانتخابات البلدية لعام 2016، بعد خوض الكتلة الاستحقاق ضده.
- رغم أن فوزه كان نتاج تحالف «أوعى خيك» بين «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر، إلّا أنه تصرّف مع التيار «بعنجهية وكيدية»، معطّلاً مشاريع إنمائية له، على حدّ قول العونيين.
- في مقابل علاقته السيئة بالثنائي «حزب الله» وحركة أمل، ثمة علاقة باردة بـ«القوات»، وازدادت برودةً غداة الانتخابات النيابية الأخيرة، مع دعمه للنائب ميشال ضاهر.
- بنتيجة كل ذلك، لم يبق للرّيس أي حليف سوى ضاهر نفسه.
على الضفة الأخرى، خلص تقييم «القوات» لوضعها إلى ضرورة التصرّف على أساس توازن القوى الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ما يعني أن اللائحة البلدية يفترض أن تولد من رحمها ويلتحق بها الآخرون، بما أنها القوة الرئيسية في زحلة. مع العلم أن علاقة «القوات» بضاهر جيدة، وبحزب الكتائب في زحلة أكثر من جيدة، لدرجة لم يعد من المعروف إذا كان النائب السابق إيلي ماروني كتائبياً أم قواتياً... إضافةً إلى ذلك، تمكّنت معراب من نسج علاقة متينة بحزب الطاشناق، مكّنتهما من التحالف في أقضية عدة، وفي زحلة أيضاً.
أما الفريق الثالث المتبقّي وقوامه التيار وسكاف والنائب السابق سيزار معلوف، فكانوا حتى الأمس القريب يسيرون على الموجة نفسها، ويخططون للتحالف معاً، قبل أن تتمكن «القوات» من التفرقة بينهم واستمالة سكاف إليها. وهو ما ألحق بالثلاثي نكسة كبيرة، فباتت زحلة أمام لائحتين:
لائحة أولى برئاسة زغيب ومدعومة من ضاهر، ولائحة ثانية برئاسة سليم زغيب تجمع «القوات» والكتلة، ليقطع هذا التحالف الهجين خط الرجعة بين «القوات» وزغيب،
ويُثير امتعاض «الكتائب»، التي اعتبرت أن جعجع لم يقف على خاطرها أو يراعي الخلاف الدموي بين آل سكاف وشقيق ماروني.
إلى جانب ذلك، رفضت مجموعة من العائلات التقليدية الراغبة بالانضمام إلى اللائحة، بعد رفع حصة الكتلة إلى تسعة أعضاء من أصل 21، من دون إقامة أي حساب لها.
وبالتالي خسرت «القوات» دعم «الكتائب» وحزب الوطنيين الأحرار وآل فتوش وآل الهراوي عند التفاهم مع سكاف، غير أن معراب لم تكترث لتلك الخسارة، التي كانت ستعوّضها من جيب الكتلة. لكنها سرعان ما خسرت الكتلة أيضاً، نتيجة خلافات على المبادئ والحصص، ما أدّى إلى خروج سكاف من اللائحة وبقاء «القوات» وحيدة.
الثنائي يكفيه، وفق ما أبلغ زغيب، أنه يخوض الانتخابات ضدّ «القوات»
يُفترض هنا الإضاءة على نقطتين: قرار سكاف الخروج من تحالفها مع التيار ومعلوف وانضمامها إلى «القوات»، أثار استياء معلوف الذي سارع إلى الانضمام إلى لائحة زغيب، معتبراً أن سكاف استخدمته والتيار لتحسين شروطها في التفاوض مع «القوات». في غضون ذلك، كان ضاهر يتواصل مع الثنائي المُخيَّر بين زغيب و«القوات»، فاختار الأول على مضض. وضاهر على علاقة ممتازة بالأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ويرجّح أن تنال اللائحة المدعومة منه غالبية الأصوات السّنية.
أمّا النقطة الثانية، فهي أن التيار حاول تشكيل لائحة غير مكتملة من ناشطين، قبل دخوله على خط المفاوضات مع لائحة زغيب، التي باتت الأقوى. وقضى «الديل» مع سكاف على التفاوض معاً مع زغيب، إلّا أن ميريام ذهبت بمفردها، ما أبقى التيار خارج اللائحتين.
ثلاثة خيارات أمام التيار
هكذا بدأ العونيون دراسة الخيار الأنسب لهم، منطلقين من قناعة أن اللائحتين شُكّلتا بعقلية عزل التيار. فمن جهة تريد «القوات» تحقيق ربح سياسي عليه. ومن جهة أخرى، يُعيِّرُ زغيب التيار بحلفه السابق مع حزب الله، في حين أنه متحالفٌ مع الثنائي، ولكن مجاناً، إذ سيأخذ أصواته، من دون أن يعطيه أي حصة في المقابل. فالثنائي يكفيه، وفق ما أبلغ زغيب، أنه يخوض الانتخابات ضدّ «القوات». غير أن التيار كان رافضاً لهذه المعادلة حتى مساء أمس، واصفاً طريقة التعاطي هذه بـ«قلة الأخلاق».
في موازاة ذلك، حصل خرق لناحية قيام «القوات» بالتواصل مع التيار، لحثّه على التحالف معها، كما كان يحصل في السنوات السابقة، إذ تحالف الطرفان مع «الكتائب» في عام 1998، وأعادا التحالف نفسه في عام 2004، كلائحة معارضة، ثم تفرّقا في عام 2010 لعدم رغبة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بكسر إيلي سكاف في مدينته، قبل أن يتحالفا مجدداً في عام 2016 ويدعما زغيب.
وبحسب التيار، كان يمكن إعادة الكرّة في عام 2025 لولا اعتبار «القوات» أنها القوة الرئيسية في زحلة، وبوسعها إنجاح مجلس بلدي بمفردها، قبل أن تصطدم بالواقع المغاير. ويقول العونيون إن خلافهم مع «القوات» لن يدفعهم إلى اعتماد الاستراتيجية نفسها التي تعتمدها معراب بإقصائهم متى استطاعت ذلك.
وبالتالي لم يحسم التيار موقفه بعد من اللائحتين: فإذا تحالف مع «القوات» وخسر فسيكون كبّد نفسه هزيمة لا ناقة له فيها ولا جمل. أما تحالفه مع زغيب، فلا يُربِحه شيئاً سوى الاحتفال بهزيمة «القوات». وثمة خيار ثالث أمامه هو دعم لائحة غير مكتملة من سبعة مرشحين، هي الأقرب إليه. ومن المُفترض أن يُصدِر بياناً رسمياً اليوم حول ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن قياس موازين القوى اليوم يُظهِر أفضلية للائحة زغيب مقابل لائحة «القوات» المجرّدة من الشركاء. ومشكلة رئيسها سمير جعجع الأساسية هنا، عدم قدرته على دقّ أجراس زحلة، والتحذير من الخطر القادم على المدينة.
فزغيب طوال فترة ولايته البلدية لم يكن صديقاً للثنائي، لا بل اتّسم موقفه بالعداء تجاهه. ولا قدرة لدى «القوات» أيضاً على المزايدة على الضاهر سياسياً، ولا على «الكتائب» و«الأحرار» والعائلات الزحلاوية.
لذلك تقول المعلومات إن «القوات» لا تزال تسعى إلى إعادة استمالة «الكتائب» و«الأحرار» إليها، ما يعني في المحصّلة، أن المشهد الزحلاوي لم تتضح صورته بشكل كامل بعد.
مشاهدة laquo القوات raquo بلا حلفاء والتيار خارج اللائحتين مفاوضات الساعات
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ القوات بلا حلفاء والتيار خارج اللائحتين مفاوضات الساعات الأخيرة في زحلة قد تم نشرة ومتواجد على Tayyar.org وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، «القوات» بلا حلفاء... والتيار خارج اللائحتين: مفاوضات الساعات الأخيرة في زحلة.
في الموقع ايضا :
- ليبيا على مفترق طرق.. مظاهرات حاشدة ومطالبات بحكومة مؤقتة خلال 48 ساعة
- السعودية تحصد 23 جائزة في مسابقة آيسف 2025
- ترمب: لا أفهم سبب سعي دولة تمتلك كمية هائلة من مخزون النفط إلى امتلاك برنامج نووي مدني