يُعد الحج فريضة عظيمة وركنًا من أركان الإسلام، يؤديها المسلم مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلًا، ونظرًا للأعداد الهائلة التي تتوافد إلى بيت الله الحرام من شتى بقاع الأرض، حرصت المملكة على تنظيم هذه الشعيرة العظيمة بما يضمن سلامة وأمن الحجاج، من خلال نظام تصاريح الحج.
إن شعار "لا حج بلا تصريح" الذي أطلقته وزارة الداخلية لم يأتِ من فراغ، بل هو نابع من حاجة ملحة لتنظيم حركة الحجاج، وتفادي الزحام الشديد الذي قد يؤدي إلى حوادث، أو اختناقات بشرية، فالتصريح لا يُعد مجرد ورقة رسمية، بل هو وسيلة لضمان أن كل حاج لديه سكن، وخدمة صحية، وإعاشة، ومتابعة أمنية تضمن له أداء مناسكه بأمان وسكينة.
حملات وهمية
وأكد مدير الإدارة العامة للإعلام والاتصال المؤسسي والمتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، أن الجهات الأمنية باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء الحج لهذا العام1446هـ، والدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، مضيفاً أن من يضبط مؤديًا أو محاولًا أداء الحج دون تصريح، ومن يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (20000) ريال، ذاكراً أن من تقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وكل من يقوم بنقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو يحاول نقلهم بهدف إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك من يقوم أو يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن -الفنادق، والشقق، والسكن الخاص، ودور الإيواء، ومواقع إسكان الحجاج، وغيرها-، أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم تؤدي إلى بقائهم في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (100000) ريال، مشيراً إلى أنه تتعدد الغرامات بتعدد الأشخاص المخالفين، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات.
ونبّه من الانسياق خلف عمليات النصب والاحتيال التي يتم الترويج لها عبر إعلانات حملات حج وهمية ومضللة، التي تتضمن توفير سكن ونقل للحجاج داخل المشاعر المقدسة، وأداء فريضة الحج عن الآخرين، وتأمين الأضاحي لضيوف الرحمن وتوزيعها، وبيع أساور حج.
الالتزام بالتصريح
وأكدت هيئة كبار العلماء أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، حيث جاءت الشريعة بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وأوضحت أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، ويأثم فاعله، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع.
جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة بناءً على ما عرضه مندوبو وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة، والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، من تحديات ومخاطر عند عدم الالتزام باستخراج التصريح.
وقالت: إن الالتزام باستخراج تصريح الحج مستند إلى ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد، في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم عدد الحجاج بما يمكن هذه الجموع الكبيرة من أداء هذه الشعيرة بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تقرره أدلة الشريعة وقواعدها.
وأضافت أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعددة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرح لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرح لهم كان ذلك محققًا لجودة الخدمات التي تقدم للحجاج، ويدفع مفاسد عظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة.
طاعة ولي الأمر
وبيّنت هيئة كبار العلماء أن الالتزام باستخراج التصريح للحج هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، حيث اطلعت الهيئة على الأضرار الكبيرة والمخاطر المتعددة حال عدم الالتزام باستخراج التصريح، مما يؤثر على سلامة الحجاج وصحتهم، وذلك يوضح أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتب عليه على الحاج نفسه وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وعليه تؤكد هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلاّ تحقيقًا للمصلحة العامة، وقالت الهيئة في بيانها: نوصي جميع المسلمين، ولمن يريد حج بيت الله الحرام أن يتقوا الله عند أداء هذه الشعيرة العظيمة، وأن يصونوا حجهم، وأن يلتزموا بالأنظمة والتعليمات التي صدرت للتمكين من أداء هذه الشعيرة بأمن ويسر وسكينة.
وأكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس -رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي- أن حملة "لا حج بلا تصريح" جاءت وفق مقتضى النصوص الشرعية والمقاصد المرعية، وروعي فيها مصلحة المكان والزمان، وتحقيق قاعدة التيسير، ورفع الحرج عن المسلمين، ومراعاة شرط الاستطاعة للحجاج الميامين، كما جاءت محققة لقواعد الشريعة، وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وتطبيقاً لقاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وقاعدة "الضرر يُزال"، ومراعاة ظروف التزاحم والتدافع، إلى إدارة التفويج وتنظيم الحشود.
المتحدث الأمني: احذروا الانسياق خلف عمليات النصب والاحتيال
خطط استباقية
وقالت د. لمياء البراهيم -كاتبة- (في مقال لها في صحيفة اليوم): إن الحج ركن من أركان الإسلام، وعبادة فريدة يؤديها المسلم في وقت ومكان محددين، قال تعالى: "وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق"، وهي شعيرة تُقام على مدار أيام معدودات، تحتشد فيها الملايين في بقعة جغرافية محدودة لأداء مناسك عظيمة، مضيفةً: "لقد أولت المملكة هذه الشعيرة الجليلة مكانة خاصة منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى يومنا هذا، حيث تبذل جهودًا جبارة، وتستثمر مليارات الريالات، وتُسخّر آلاف الكوادر في مختلف القطاعات، لتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن، ولأن الحج من أعظم مظاهر الحشود البشرية، فإن إدارة هذه الحشود تحتاج إلى دقة عالية وخطط استباقية تعتمد على أرقام واضحة، وتصاريح منظمة، وتقنيات متقدمة"، مبينةً أنه في الأعوام الأخيرة، ومع التوسع في خدمات الحج ورعاية ضيوف الرحمن المتميزة في جوانب عدة ومنها الجوانب الطبية، وتنظيم الحج اللوجستي والتقني، ازداد الإقبال على الحج بشكل لافت، مما استوجب مزيدًا من التنظيم لضمان سلامة الجميع، لكن في المقابل لا يزال البعض يظن أن أداء الحج يمكن أن يتم بالعاطفة، أو التساهل، أو حتى التسلل دون تصريح، وكأن الأمر لا يتعدى كونه قرارًا فرديًا، وهذا اعتقاد خاطئ يحمل تبعات كبيرة على أمن وسلامة الحجيج، ويُربك جهود التخطيط والتفويج والنقل والخدمات الصحية، مشيرةً إلى أن الحج بلا تصريح ليس فقط مخالفة نظامية، بل تجاوز على حقوق الآخرين، وتعدٍ على الترتيبات التي بُنيت على أرقام دقيقة، فحين يتم تجاوز العدد المسموح به، تُصبح إدارة الحشود أكثر خطورة، وتتعرض الأرواح للخطر، وتُستنزف الموارد المُعدة مسبقًا، مما قد يحوّل موسم الحج إلى أزمة -لا قدّر الله-.
منظومة متكاملة
وأوضح جيلاني الشمراني -كاتب- أن الحملات التي تقوم بها وزارة الداخلية ضد المخالفين وفرض الغرامات المشددة بحق من يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن أو التستر عليهم، تؤكد حرص حكومتنا الرشيدة على أمن وسلامة الحجاج وأدائهم لهذه الفريضة بكل يسر وسهولة، والاهتمام بأدق التفاصيل في ذلك، مضيفاً أن المملكة تواصل استعداداتها على أعلى المستويات لاستقبال موسم حج 1446هـ، مستندة إلى خبرات تراكمية عميقة اكتسبتها عبر عقود من خدمة ضيوف الرحمن، في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين، وتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة، مشيراً إلى أن حملة "لا حج بلا تصريح" التي أطلقتها وزارة الداخلية تأتي لحماية ضيوف الرحمن، وضمان سلامتهم، وتنظيم حركة الحشود، وتحقيق أعلى معايير الأمن والانسيابية في المشاعر المقدسة.
وأوضحت مريم الشراري -كاتبة- (في مقال لها عبر صحيفة أخباركم) أن من يؤدي الحج دون تصريح يخالف أمر ولي الأمر، ويُعرّض نفسه وغيره للخطر، ويُسهم في فوضى قد تُفسد على الحجاج حجّهم، مضيفةً أنه سخّرت المملكة كل طاقاتها وإمكاناتها في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، فأنشأت المشروعات، ووفّرت الأمن ونظّمت الحشود، وحرصت على أن يؤدّي الحجيج مناسكهم بأمان وسكينة، ومن تمام شكر هذه الجهود المباركة أن نلتزم بالتعليمات ونمتثل للأنظمة، وألاّ نسلك طريق الحج إلاّ بتصريح رسمي يضمن أداء الفريضة ضمن إطار من النظام والاحترام.
ضبط مخالفين
ومنذ إعلان وزارة الداخلية ببدء منع مخالفي تعليمات الحج من الدخول إلى العاصمة المقدسة، ضبطت قوات أمن الحج عدد من المخالفين لتعليمات الحج، ونذكر منها بعض البيانات الصادرة من "الأمن العام" في حسابه الرسمي، حيث ذكر أن قوات أمن الحج ضبطت مقيمًا لنقله في حافلة 35 مقيمًا، مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج بعدم الحصول على تصريح بالحج، ومحاولة إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة، كما ضبطت مقيمًا من الجنسية الغانية لقيامه بنقل أربع وافدات مخالفات لأنظمة وتعليمات الحج في مركبة يقودها من نوع حافلة، ومحاولته إيصالهن إلى مدينة مكة المكرمة دون حصولهن على تصريح بالحج، وذلك بإخفائهن في المخزن المخصص للحقائب، وضبطت قوات أمن الحج أيضاً (42) وافدًا مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها؛ لبقائهم في مبنى في مدينة مكة المكرمة، كذلك ضبطت مقيمًا من الجنسية اليمنية ومواطنًا، تقدما بطلب إصدار تأشيرات زيارة لأشخاص خارج المملكة عبر كيانات تجارية تواطأت معهما، بغرض تمكينهم من أداء الحج، ومخالفتهما أنظمة الحج وتعليماته. وتواصل قوات أمن الحج حملتها، حيث ضبطت شخصين لنقلهما في مركبة -يقودها أحدهما- سبعة وافدين مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج بعدم الحصول على التصريح، ومحاولتهما إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة، إلى جانب أنه ضبطت مقيمًا من الجنسية المصرية لقيامه بنقل (22) وافدًا مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج في مركبة يقودها من نوع حافلة، ومحاولته إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة دون حصولهم على تصريح بالحج، وأحيلوا جميعهم للجنة المختصة لتطبيق العقوبات المقررة بحقهم. وأخيراً يجب على كل من ينوي الحج أن يستشعر المسؤولية، وألاّ يسعى إلى التحايل على النظام، فالله لا يُعبد بالمعصية، ولن يتحقق الأجر الكامل والسكينة الروحية إلاّ بأداء الشعيرة وفق الأنظمة والتعليمات، فلتكن حملتنا جميعًا "لا حج بلا تصريح"، حماية لأنفسنا، وتيسيرًا لحجاج بيت الله الحرام.
نقاط تفتيش لكشف المخالفين جانب من التواجد الأمني مركز العمليات يتلقى البلاغات على الرقم 911 العقيد طلال بن شلهوبمشاهدة وزارة الداخلية لا حج بلا تصريح
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ وزارة الداخلية لا حج بلا تصريح قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، وزارة الداخلية: لا حج بلا تصريح.
في الموقع ايضا :
- الصفقة الأولى.. ريال مدريد يضم هويسن حتى عام 2030
- الكشف عن سعر تذاكر لقاء الهلال وريال مدريد
- مباشر الآن.. سقوط جديد للريال اليمني أمام الدولار والسعودي (أسعار الصرف اليوم السبت في عدن وصنعاء)