اتصال أم تواصل مؤسسي..؟ ...السعودية

جريدة الرياض - مقالات

أصبحت التقنية توفر لنا إمكانات غير مسبوقة لتعزيز التقارب وتبادل المعلومات، فضلًا عمّا تقدمه من تطورات في إعادة تشكيل طبيعة العلاقات الإنسانية، ونتيجة لذلك تبرز أمامنا مفاهيم عديدة تتعلق بكيفية تفاعل البشر مع بعضهم البعض، ومنها مصطلحا التواصل والاتصال، وعلى الرغم من استخدام الكلمتين أحيانًا كمترادفتين، إلا أن بينهما فروقًا دقيقة تؤثر في فهمنا لمجتمعنا.

فعملية نقل معلومة من طرف إلى آخر باتجاه واحد تسمى الاتصال، وتُركَّز فيه عادةً على نقل الرسالة بدقة وكفاءة، بغض النظر عن تفاعل المتلقي أو استجابته، مثل رسالة بريد إلكتروني تحتوي على تعليمات محددة.

    أما التواصل فهو عملية أوسع وأعمق، لا تقتصر على نقل المعلومة فحسب، بل تشمل أيضًا التفاعل العاطفي وفهم المشاعر وتبادل الأفكار بطريقة تخلق علاقة متبادلة بين الأطراف، فعندما تحكي لصديقك عن يومك وينصت إليك بتفاعل ويعقب على حديثك، فأنتما تمارسان هنا التواصل الحقيقي، الذي يتطلب الإصغاء والرد وبناء نوع من التفاهم المشترك.

    وفي بيئة الأعمال الحديثة، حيث تتسارع التطورات وتتنوع القنوات الرقمية، بات من الضروري أن تتمتع منظمات القطاعين العام والخاص وحتى القطاع غير الربحي، بأنظمة فاعلة لنقل المعلومات وبناء علاقات قوية داخليًا وخارجيًا. فرغم كثافة الرسائل التي ترسلها المنظمات يوميًا، كم مرة يمكن القول إنها تواصلت فعليًا مع جمهورها؟ وفي هذا السياق، يبرز السؤال المحوري: هل تحتاج المنظمات إلى اتصال مؤسسي أم تواصل مؤسسي؟

    الاتصال المؤسسي يُشير إلى الجهد الذي تبذله المنظمات لنقل المعلومات الرسمية إلى جمهورها الداخلي (مثل الموظفين) والخارجي (مثل العملاء والمستثمرين)، مع التركيز على وضوح الرسائل وتعزيز صورة المنظمة وإدارة سمعتها.

    أما التواصل المؤسسي فهو يتعدى ذلك إلى إقامة حوار متبادل بين المنظمة وجمهورها، ويمتد إلى التفاعل والإصغاء وبناء جسور حقيقية مع الموظفين والعملاء، تسمع منهم كما تخاطبهم وتفهم احتياجاتهم، مما يخلق علاقة مستدامة قائمة على الثقة والانتماء، فهو عملية متبادلة تتضمن إرسال الرسائل واستقبال الردود والتفاعل معها، مما يحوّل الجمهور حتى وإن كان متلقيًا سلبيًا إلى طرف فاعل ومؤثر.

    التحول من نموذج الاتصال إلى التواصل يتطلب استراتيجيات تفاعلية، كتنظيم الاجتماعات المفتوحة وإنشاء قنوات للتعليقات والاقتراحات وتبنّي ثقافة مؤسسية مشجّعة على الحوار، تُشعر الجميع بأن صوتهم مسموع ومقدّر. يضاف إلى ذلك استغلال قنوات التفاعل الرقمي، كمنصات التواصل الاجتماعي والمنتديات الداخلية، والأهم من ذلك تمكين القادة ليكونوا مستمعين جيدين داخل المنظمة وخارجها، لا مجرد ناقلين للتوجيهات.

    بين الاتصال والتواصل خيط رفيع لكنه جوهري، فإتقان الاتصال يعني نقل المعلومات بوضوح، أما إتقان التواصل فيعبر عن بناء جسور من الفهم والود والعلاقة المستدامة، وفي زمن الشفافية والمساءلة، لم يعد الاتصال وحده كافيًا لإحداث الأثر المنشود، بل أضحى التواصل هو السبيل الفاعل إلى بناء علاقة أقوى وأكثر إنسانية.

    فالمنظمات الناجحة ليست فقط تلك التي تُجيد فن إرسال الرسائل فحسب، بل تلك التي تتقن فن الاستماع والتفاعل الصادق مع محيطها، وبين الاتصال المؤسسي والتواصل المؤسسي يكمن الفرق بين منظمة تُسمِع صوتها فقط ومنظمة تُقيم حوارًا حيًّا مع عالمها.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة اتصال أم تواصل مؤسسي

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ اتصال أم تواصل مؤسسي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، اتصال أم تواصل مؤسسي..؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في مقالات


    اخر الاخبار
    قبل 2 ساعة و 5 دقيقة