تركيا: “طبخة” بهشلي لبناء تحالف حزبيّ جديد؟ ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
تركيا: “طبخة” بهشلي لبناء تحالف حزبيّ جديد؟

د. سمير صالحة - أساس ميديا

لا بدّ من رياح عاصفة تُبدِّل مسار سفينة “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، الذي يواصل تمدّده وانتشاره في الميادين والساحات التركيّة. فهو بات يُقلق تحالف رجب طيّب إردوغان – دولت بهشلي، وربّما قد يخيّب آمالهما عند أوّل مواجهة انتخابية. فما هي خطّة بهشلي، زعيم “حزب الحركة القومية” اليمينيّ، الذي بدأ يُراجع الخطوط الحمر التي كان يُمسك بها خلال نقاشات الملفّ الكردي في الداخل التركي؟

    يقول بهشلي، بعد اجتماعه بهيئة حزب “الديمقراطية والمساواة بين الشعوب” (ديم) ظهر الثلاثاء المنصرم: “سنوجد تحت سقف البرلمان بعد نهاية عطلة عيد الأضحى”. أمّا الرئيس المشارك في حزب “ديم”، تونجر باقرهان، فيردّ على سؤال عن احتمال التنسيق مع خصمه السياسي “تحالف الجمهور” في ملفّات سياسية ودستورية، بالقول إنّ جهود السلام والمسار الديمقراطي فوق الجميع، ويضيف: “نحن نرفض الحسابات السياسية الضيّقة ولغة المصالح، وسنواصل حوارنا مع بقيّة الأحزاب”.

    يردّد بهشلي أنّ “عصر أُخوّة جديداً مقبلٌ في الطريق”. أمّا باقرهان فيرى المسألة من جانب آخر: “نحن الطريق الثالث في الخارطة السياسية التركية”. لن يكتفي “تحالف الجمهور” بابتعاد حزب “ديم” عن “حزب الشعب الجمهوري”، بل يريده إلى جانبه عند انطلاق عجلة التعديلات الدستورية.

    لهذا لا بدّ من السؤال: ما الذي سيناقَش تحت سقف البرلمان بعد أيّام: تعديلات دستورية؟ أم تعديل قوانين؟ أم إقرار بمواصلة المسار الذي بدأ قبل أشهر في الملفّ الكردي؟ وهل تتبنّى قواعد اليمين واليسار الشعبية، وتحديداً في حزب “ديم”، هذا المسار من دون مؤشّرات وتعهّدات سياسية واضحة باتّجاه التغيير الحقيقي الذي تريده وتطمح إليه؟ وما هو موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزبه حيال كلّ ذلك؟

    تحليل كلام إردوغان

    تواصل الأصوات والأقلام المحسوبة على الحكم والمعارضة تفسير وتحليل العبارة التي أطلقها إردوغان قبل أيّام، وهو يتحدّث عن أولويّاته في الداخل التركي، وعلى رأسها صناعة دستور مدنيّ جديد: “لا يشغلني موضوع إعادة انتخابي أو الترشّح مرّة أخرى للرئاسة”. وبانتظار أن يُفسّر إردوغان قصده، وهو سيفعل ذلك عاجلاً أو آجلاً، جاءت ردّة الفعل الأولى من قبل حليفه بهشلي، الذي رفض الفكرة: “لا يمكنك المغادرة على هذا النحو وتركيا تعيش عصرها الجديد”. زعيم المعارضة أوزغور أوزال اختصر إجابته أيضاً: “لا يمكننا التعاون في مسألة إعداد دستور تركيّ جديد، لا تُطبّق فيه قرارات المحكمة الدستورية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية”.

    وصف الكثير من المحلّلين رسالة إردوغان البراغماتي، الذي يرصد الواقع الميداني جيّداً ويتحرّك على أساسه، بأنّها تعبير عن حذر قبل الإقدام على أيّ خطوة تنعكس سلباً على تاريخه السياسي والحزبيّ الطويل. لكنّ هناك من رأى فيها طمأنة للقواعد والشركاء بأنّ حزب “ديم”، المدعوم من الناخب الكرديّ، سيكون خشبة الخلاص التي يُعوِّل عليها بهشلي لصناعة متغيّرات دستورية، وربّما وقوف “ديم” إلى جانبه عند الذهاب إلى انتخابات مبكرة يُقرّها البرلمان، خصوصاً بعد المتغيّرات الحاصلة في مسار الملفّ الكردي.

    ما يتوقّف عنده البعض في صفوف المعارضة هو أنّ إردوغان يريد الذهاب إلى انتخابات يُقرِّب موعدها، لا إلى انتخابات مبكرة. الفارق هنا هو أنّ إردوغان، في الحالة الأولى، سيتفاهم مع حزب “ديم” وبعض الأصوات التي يحتاج إليها لتسهيل صدور قرار برلمانيّ بانتخابات يُقرّب موعدها، وهو ما يمنحه فرصة الترشّح لمعركة الرئاسة من جديد.

    أمّا في الحالة الثانية، فقد يُمارس صلاحيّاته الدستورية فيحلّ البرلمان ويقود البلاد إلى انتخابات مبكرة لا يحقّ له المشاركة فيها. فلماذا يُغامر إردوغان في الذهاب وراء سيناريو “خلطة تفاهم ثلاثي” من هذا النوع، قد يكون بهشلي عماده، وهو يدرك أنّ الناخب التركي قد لا يقبل بها؟

    تسجيل اختراقٍ ما في صناعة دستور تركيّ جديد مرتبط، حسب المعارضة التركية، بمحاولة التقريب بين “تحالف الجمهور” وحزب “ديم”، وتسهيل إعادة ترشيح وانتخاب إردوغان. لكنّ تجاوز عقبة الـ400 صوت لتمرير التعديلات الدستورية من دون العودة إلى استفتاء شعبي قد يكون من الصعب تحقيقه. الممكن هو الوصول إلى رقم 360 صوتاً برلمانيّاً يُسهّل الذهاب إلى الاستفتاء.

    السؤال هو: هل يدعم المواطن التركي مثل هذه التعديلات؟ وهل يُسَهِّل ذلك ولادة تحالف ثلاثي يجمع أقصى اليمين التركي وأقصى اليسار الكردي مع حزب إسلامي في الوسط؟

    العودة إلى القواعد الشّعبيّة

    إردوغان الذي نعرفه لن يُقحم نفسه في مخاطرة من هذا النوع. وقلب الطاولة لن يكون من خلال توسيع رقعة التحالفات الحزبية والسياسية، بل من خلال العودة إلى القواعد الشعبية التي يُحرّكها هو منذ أكثر من ثلاثة عقود.

    يتساءل الإعلامي التركيّ المعارض يلدراي أوغور عن إمكان أن تتحوّل جبال قنديل في شمال العراق، التي تُعدّ قاعدة تمركز لعناصر “حزب العمّال الكردستاني”، إلى مركز تزلّج سياحي بعد حسم نقاشات الملفّ الكردي في تركيا. بالمقابل، هناك من يتحدّث عن ثمن لا بدّ من تقديمه لإرضاء حزب “ديم” عند دعمه لتحالف ثلاثيّ جديد من هذا النوع. فأيّ مسوّدة دستور جديد سترضي القيادات الكردية التي تتطلّع صوب تغييرات سياسية واجتماعية وثقافيّة؟

    إذا ما سألنا إردوغان عن الواقع الذي يقبل به، فسيتوقّف مطوّلاً عند مشاهد الحشود التي تقف خلف حزب الشعب في الميادين بشكل أسبوعي، وهي تهتف: “حقّ، حقوق، عدالة”.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة تركيا ldquo طبخة rdquo بهشلي لبناء تحالف حزبي جديد

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ تركيا طبخة بهشلي لبناء تحالف حزبي جديد قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، تركيا: “طبخة” بهشلي لبناء تحالف حزبيّ جديد؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار