الديار: عبد المنعم علي عيسى-
بدأت « مقتلة « العلويين ، التي يقصد بها هنا عمليات القتل الجماعي الممنهج التي نفذتها مجموعات مسلحة متحالفة مع قوات الحكومة السورية أيام 6 و 7 و 8 و 9 آذار المنصرم، وقد وثقتها منظمات حقوقية عدة كان أبرزها « المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي ذكر في تقرير له 6 نيسان إن عديد تلك « المقتلة» قد بلغ « 1783 مدنيا من العلويين» ، والراجح هو أن الرقم الحقيقي يفوق ذلك الرفم بأضعاف ، إذ لطالما أعلن المرصد أن « الأرقام التي ذكرها لا تعني بالضرورة أنها تمثل الحصيلة النهائية « ، وبمعنى آخر فإن الأرقام المذكورة هي حقيقية بالتأكيد لكنها لا تمثل كل الحقيقة بالتأكيد أيضا ، والشاهد هو أن صفحات القرى ، التي تعرضت لتلك الحملة ، كانت قد أصدرت لوائح بأعداد ضحاياها تتضمن الإسم الثلاثي ومكان تاريخ الولادة ، وعلى سبيل المثال ذكرت صفحة» المختارية»، وهي قرية تقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية على طريق الحفة - صلنفة، أن عدد الضحايا من أبنائها بلغ 207 ضحية»، وذكرت صفحة « صنوبر جبلة»، وهي قرية تقع على مسافة 10 كم جنوب اللاذقية، أن عدد ضحاياها « بلغ 317 نجمة زينوا سماء جبلة» ، في حين أن الأعداد التي وردت في تقارير المرصد حول تينك المجزرتين تقول أنها كانت عند 53 في المختارية و 135 في صنوبر جبلة ، من دون أن يعني ذلك تشكيكا بمصداقية التقارير الصادرة عن المرصد الذي أثبت أنه يتمتع بحرفية عالية.
بعد أيام ، من المقتلة ، نفى الرئيس السوري أحمد الشرع « مسؤولية حكومته عن الهجمات» ، ثم تعهد بـ « محاسبة أي شخص متورط في سفك دماء المدنيين» ، قبيل أن يعلن عن « تشكيل لجنة مستقلة هدفها تحديد المسؤولين عن أعمال العنف « ، واللجنة التي أعلنت بمرسوم صادر يوم 9 آذار المنصرم كانت ملزمة بتقديم تقريرها خلال مدة لا تزيد عن الشهر الواحد ، لكن جرى التمديد لها لشهرين لاحقين.
وعلى الرغم من أن مدة الأشهر الثلاثة قد انتهت يوم 6 حزيران الجاري ، إلا أن شيئا لم يذكر عن تقريرها المزمع رفعه إلى رئيس الجمهورية ، والذي يجب أن ينشر على الملأ ، ناهيك عن أن أداء اللجنة كان فيه الكثير مما يقال فيه ، الأمر الذي أثبتته عشرات الصفحات التي يديرها ناشطون من موقع الحدث .
بالتأكيد كان غياب» العدالة» و» المساءلة» سببين أسياسيين في استمرار أعمال العنف والقتل ، فعندما يأمن المجرم الإفلات من العقاب يصبح « سوق الدم» رخيصا ، هذا إن لم يصبح بلا ثمن في ذلك السوق ، والمؤكد اليوم هو أن العلويين يرون أن دماءهم باتت محكومة ، ومسعرة ، عبر تلك « البورصة» التي تفتح يوميا على انخفاض أسهمها ، ثم تغلق مساء على انخفاض آخر ، وهكذا دواليك .
نفذت» قوات الأمن» السورية يوم الأربعاء 4 حزيران « عملية أمنية في قريتي الدالية وبيت عانا بريف جبلة وفقا لما ذكره» المرصد السوري لحقوق الإنسان» ، وقد أسفرت العملية ، وفق المصدر السابق ، عن» مقتل شابين ( أحدهما من ذوي الإحتياجات الخاصة) ، كما عثر على جثة شاب ثالث من قرية بطموش».
وأضاف المرصد أن « الأخير قتل على الأرجح خلال عملية الإقتحام» ، أما محافظة اللاذقية فقد أعلنت عن» عملية أمنية هدفها مطاردة الضالعين في هجوم استهدف مركز الإتصالات في قرية الدالية» ، وقد أعلنت المحافظة في بيان لها عن» اعتقال العديد من الضالعين في الهجوم» ، كما جرى الإعلان عن « حظر التجول في القرية حتى إشعار آخر « ، لكن أهالي القرية الذين تواصلت معهم» الديار» أكدوا أن مركز الإتصالات كان فارغا ، وهو لم يتعرض لأي هجوم على الإطلاق .
وفي اليوم ذاته ، الأربعاء 4 حزيران ، قام حاجز أمني بالقرب من قرية « ربيعة» بريف حماة بتنفيذ إعدام بحق 8 مدنيين بعد إطلاق النار على « سرفيس» كانوا يستقلونه ، كما أصيب 5 آخرون في تلك الحادثة ، وقد حاول محافظ حماة توجيه الحدث نحو مطارح أخرى ، فقد قال إن « ما حصل كان نتيجة الإنفجار الحاصل في مستودع للذخيرة عائد لكتيبة الدفاع الجوي القريبة من الحاجز « ، لكن « المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد على إن» عملية القتل وقعت قبيل حدوث الإنفجار» .
هناك اليوم الكثير من العناصر ، والفصائل ، المتفلتة ، وهي ترى نفسها فوق أي محاسبة ، والراجح هو أن رؤية هذي الأخيرة تمثل» عين الصواب» ، انطلاقا من قراءتها للتوازنات التي تقوم عليها السلطة الحالية ، والأخيرة تراها على درجة عالية من الهشاسة ، بل بدرجة تفرض عليها الركون في وضعية» من كفت يداها» ، ولربما كانت السلطة تنظر إلى تقارباتها مع الغرب ، واسرائيل ، على أنها « دثار» يقيها من التداعيات المحتملة لكل ذلك التفلت الذي لم يبلغ مداه الأقصى كما يبدو .
مشاهدة حرب الإبادة ضد العلويين التي لم تبلغ ذروتها بعد
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ حرب الإبادة ضد العلويين التي لم تبلغ ذروتها بعد قد تم نشرة ومتواجد على Tayyar.org وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، حرب الإبادة ضد العلويين التي لم تبلغ ذروتها بعد.
في الموقع ايضا :
- مقتل زوجة عميد سابق في نظام الأسد على يد ابنها.. من هي هند زهر الدين؟
- كيف تُتابع المملكة صحة رجال الأمن في الحج ؟
- صدمة في الوسط الفني.. الموت يخطف كرارة