ودّعت مواكب الحجيج أمس الاثنين مكة المكرمة بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام.
وفي لحظات روحانية تفيض بالخشوع والانكسار، أدى الحجاج طواف الوداع في المسجد الحرام، مودعين الكعبة المشرفة بقلوب دامعة وأرواح مفعمة بالإيمان، بعد أن أتموا مناسكهم وأيامهم المباركة في مكة المكرمة، حيث وقفوا في البيت العتيق للمرة الأخيرة قبل مغادرتهم.
وفي أروقة الحرم المكي، امتزجت مشاعر الرهبة بالمحبة، والفرح بالحزن، فبينما يشعر الحاج بالسعادة لأداء الفريضة، تتسلل إلى قلبه مشاعر الأسى وهو يغادر أطهر بقاع الأرض، وقد علت وجوه كثير منهم علامات التأثر، وسالت دموعهم في صمت وهم يطوفون ببطء حول الكعبة، كأنهم لا يريدون أن تنتهي هذه اللحظة.
وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناقاً وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعتهم في هذا المكان حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان.
وتبادل ضيوف الرحمن في ختام النُّسك التهاني بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التي يشعر بها الحجاج، منى البيضاء التي تميّزت بأفضل الممارسات الحضرية على مستوى العالم من حيث توفير المسكن واحتضانها الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام وأنفقت عليها الدولة المليارات بسخاء دون مِنّة أو رياء جسّدت كل معاني البياض، بياض الوجوه التي تشع نوراً وإيماناً، بياض الإحرام وبياض الخيام وبياض القلوب.
قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصص جميلة وملأها الحب والسعادة عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب.
ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات لمشعر منى منظر مهيب تخلج كل أهل منى شعور بألم الفراق وحرقة الوداع لهذه الأراضي المباركة.
وشهدت حركة جموع الحجيج المودعة لمكة المكرمة أمس موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم برمي الجمرات ثم التحرك صوب طرقات المسجد الحرام بانسيابية تنظِّمها سواعد مخلصة من رجال الأمن البواسل التي واصلت ساعات التنظيم تلك تحت لهيب أشعة الشمس، متمركزين في مداخل منى جنوبًا حتى مخارجها بالتقاء مكة المكرمة شمالًا لحماية ضيوف الرحمن التي حاطت بهم الرعاية الأمنية من كل صوب، فالطائرات العمودية والرحلات الاستطلاعية لم تفتأ تواصل المراقبة الجوية من المشاعر إلى رحاب البيت العتيق، فيما ظلت كاميرات الرصد موزعة بين غرف القيادات والمراقبة تحت أنظار البواسل الدقيقة ترصد كل تحركاتهم من المشاعر إلى مكة المكرمة.
وخلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم التي ستُمحى من ذاكرة منى على أمل أن تلتقي ضيوفها العام القادم، فيما جد العاملون بالمخيمات التابعين لمؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل التحرك السريع لِلَمْلمة كامل محتوياتها وتنظيف الخيام.
وباشرت أمانة العاصمة المقدسة من جهتها تكثيف فرق النظافة الميدانية وتحريك آليات لرفع وسحب حاويات الضغط الكبيرة التي تحوي أطناناً كبيرة من النفايات.
أعاد الله على بيته كل جموع الحجيج وذلل لهم كل الصعاب لتحقيق مرادهم في أداء فريضة الحج.
إلى ذلك بدأت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من المصاحف الشريفة، على الحجاج المتعجلين أثناء مغادرتهم عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية.
ويبلغ عدد النسخ المخصصة للتوزيع هذا العام (2,521,380) نسخة من المصحف الشريف، من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، بمختلف الأحجام وترجمات معانيه بعدة لغات عالمية، بما يضمن إيصال هذه الهدية المباركة إلى مختلف الجنسيات.
وتأتي هذه الجهود في إطار تجسيد عناية القيادة الرشيدة -أيدها الله- بكتاب الله الكريم، وحرصها على توديع ضيوف الرحمن بأسمى الهدايا، تعبيرًا عما حظوا به من اهتمام ورعاية منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم، بما يُجسد رسالة المملكة في خدمة الحجاج ورعاية شؤونهم على أعلى المستويات.
من جهة أخرى، غادر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والبالغ عددهم 2443 حاجًا وحاجة من 100 دولة حول العالم، إلى المدينة المنورة، لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بعد أن أدَّوا مناسك الحج بيسر واطمئنان وسط الخدمات المتكاملة التي قدمتها الوزارة لجميع المستضافين في البرنامج.
وأعرب ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة المغادرون إلى المدينة المنورة عن سعادتهم بما منَّ الله عليهم به من أداء مناسك الحج والوقوف على صعيد مشعر عرفات والنفرة إلى مشعر مزدلفة والمبيت ليالي أيام التشريق ورمي الجمرات بمشعر منى طيلة أيام التشريق، حتى أداء طواف الوداع.
ورفع ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على كرم الضيافة وعلى ما قدم لهم من خدمات أسهمت في أداء مناسك الحج بكل يسر، معربين عن سعادتهم الغامرة بزيارة المسجد النبوي الشريف، سائلين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، وأن يجزيهما خير الجزاء ويجعل هذه الأعمال في ميزان حسناتهما.
وأكد الضيوف لدى مغادرتهم إلى المدينة المنورة أن ما وجدوه خلال رحلة الحج من عناية واهتمام منذ اللحظات الأولى لوصولهم إلى المملكة يأتي ضمن الخدمات الجليلة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لخدمة الإسلام والمسلمين، ونوهوا بالجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ لتقديم أرقى الخدمات والعناية العظيمة، بكل ما من شأنه التيسير على الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.
مشاهدة الحمد لله على التمام وحسن الختام
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الحمد لله على التمام وحسن الختام قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الحمد لله على التمام وحسن الختام.
في الموقع ايضا :
- رئيس العميد الجديد.. من هو فهد سندي المرشح لرئاسة نادي الاتحاد السعودي؟
- نتيجة مباراة المغرب وبنين اليوم.. فوز صعب لأسود الأطلس بهدف الكعبي في الودية التحضيري
- حرب تسريبات حول أوسيمين بعد انسحاب الهلال نهائيا من الصفقة