من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق قلم : محمد بونوار ...المغرب

ازيلال 24 - اخبار عربية
من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق قلم : محمد بونوار

من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق   

 

     

     

     

    قلم : محمد بونوار

     

     

     

     

     

    في كل سنة يموت أطفال في عمر الزهور في مياه الاودية و السواقي الاصطناعية في المغرب العميق  ، ويمر الخبر ممر الكرام ، وتتكرر المقولة المشهورة – انا لله وان اليه راجعون – دون الحديث عن الاسباب وعن الحلول وعن البدائل وعن المسؤوليات الاخلاقية والسياسية والاجتماعية .

    هناك معطيات لابد من ذكرها حتى يعرف الرأي العام مدى اليأس والاحباط  والهشاشة التي يعاني منها أطفال المنطقة  ، ومن جهة أخرى هي مناسبة أخرى لتحريك  ما يسمى بالسياسات العمومية والتي هي صمام الامان لمواجهة جميع متطلبات المواطنين خاصة الذين يمسهم التهميش بشكل مباشر ، وهنا وجبت الاشارة الى ضعف الدخل وذالك بحكم أن سكان هذه الجهة يعتبرون من أفقر الجهات في المغرب ،  الترتيب الاخير مقارنة مع الجهات الاخرى .

    نحن اليوم نتكلم على سكان المغرب العميق والذين يعانون الامرين ، الاول هو قلة الشغل ، وضعف المداخيل ، والثاني هو قلة البنيات التحتية والتي لها علاقة مباشرة  بالمواطن واحتياجاته اليومية كالمسابح والملاعب والطرقات والنقل ودور الثقافة وحواجز الامان في الطرقات وعلى جوانب الاودية الاصطناعية ، وعلى ذكر المسابح ، تعرف المنطقة حرارة مفرطة في فصل الصيف ، كما تعرف المنطقة تدفق مياه غزيرة من الجبال ، لكن فكرة اٍنشاء مسابح مجانية لا تدور في فكر المجتمع المدني ولا في برامج المنتخبين ، مع العلم أن هؤلاء هم من يتحملون موت الاطفال في مجاري قنوات المياه والتي تتكرر كل سنة .

    الاشكالية هنا ، هو أن المياه موجودة والضحايا موجودة ، والاسباب موجودة ، أما الحلول فهي موجودة أيضا لكنها تبقى بعيدة المنال ، والسبب هو غياب المجتمع المدني ، والذي لا يرقى الى درجة المرافعة و الدفاع عن حقوق المواطنين خاصة الطبقة التي تعاني في صمت نظرا لغياب السياسيات العمومية والتي تكون عادة من اقتراح المنتخبين .

    كتبنا مقالا في الايام الماضية وشرحنا فيه أسباب تأخر التنمية في المغرب العميق والتي تعود الى المجتمع المدني ، والذي يتوارى الى الوراء في مثل هاذه الحالات ، وكذالك  الجسم الصحافي والذي تهيمن عليه المحابات ، حيث يتجنب الحديث عن هذه المواضيع الحساسة لانها تمس مباشرة  الطبقة المنتخبة .

    فاٍذا كان المجتمع المدني غائب والجسم الصحافي يتغاضى عن مثل هذه الظواهر ، والمنتخبون لا يعيرون أدنى اهتمام  لايجاد حلول مرضية وناجعة ، كل هذه الامور تجعل التنمية المستدامة بعيدة عن أرض الواقع ، وتجعل المواطن كشاهد على التاريخ ، عوض أن يكون مساهما فيما يسمى بالديموقراطية التشاركية .

    كل هذه الامور تجرنا الى مايسمى بالتطبيع مع الركود السياسي والركود الثقافي وأيضا الركود الاجتماعي ، وهذه الامور مجتمعة تدفعنا الى تحصيل واحد يسمى بالفساد لدى المسؤولين وسوء التسيير والتدبير . مع العلم أن الفساد لا يعني فقط  اختلاس الاموال العامة  فقط ، حيث أن سوء التسيير والتدبير يعتبر أيضا فساد اٍداري محض وخالص  .

    هذا الركود السياسي يجعل كل ما هو ثقافي مشلول لا يقدر على المواكبة ، ويساعد على تنامي الشعور بالاحباط واليأس بين الساكنة كما يساهم في فقدان الامل وفقدان الثقة في كل الخطابات السياسية  وفي كل مبادرة كيفما كانت  ، وهنا بالدليل والحجة لم يتقدم ولو مواطن واحد من مراسلة عامل الاقليم ولا والي الجهة ، ولا وزير الشباب و الثقافة والاتصال ولا المديرية الجهوية للشباب ، مع العلم أن هناك برنامج يسمى  - جواز الشباب  - وهو برنامج طموح يسعى لتقريب خدمات الثقافة والرياضة والتسلية والترفيه من الشباب  في ربوع المملكة ، وعلاوة على كل هذا تلح وزارة الشباب والرياضة والاتصال على ضرورة انخراط المجتمع المدني في استغلال الفرص التي تتيحها الديناميكية الاقتصادية في افق سنة 2030 .

    في كل سنة مع اقتراب فصل الصيف تخصص أموال طائلة لتنظيم مهرجانات لتثمين كل ماهو ثقافي وسياحي ،  ولا احد ينكر أهمية الحفاظ على الثقافة والتراث ، لكن يجب ان يكون توازن بين الحقوق الثقافية والحاجيات الاجتماعية ، ومنها ما ورد في المقال : كالمسابح والملاعب والطرقات والنقل ودور الثقافة وحواجز الامان في الطرقات وعلى جوانب الاودية الاصطناعية وتنظيم الاسواق   واللائحة طويلة .

    كل ما  في الامر أن مراكز القرارات المركزية لديها جميع الارقام وجميع المحاضر وجميع التقارير وجميع الاحصائيات ، وأملنا كبير ، أن تكون اٍعادة النظر في مثل هذه الامور بجدية كبيرة ، مع العلم أن المرافق العامة تعكس تطور وازدهار الدولة ، هذه المرافق أساسية لتنمية المجتمع ، وتساعد على جودة الحياة وتعزيز الاساقرار.

     

     

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    Apple Storegoogle play

    مشاهدة من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق قلم محمد بونوار

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق قلم محمد بونوار قد تم نشرة ومتواجد على ازيلال 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، من يتحمل مسؤولية موت أطفال في أودية المغرب العميق قلم : محمد بونوار.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار