الضربة القادمة... تركيا؟ ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
الضربة القادمة... تركيا؟

ترك برس

تناول مقال تحليلي للكاتب والصحفي التركي إسماعيل ياشا، تصاعد التهديدات الإسرائيلية في المنطقة، مركّزًا على الضربة الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، وأسفرت عن اغتيال عدد من كبار القادة والعلماء، في هجوم استخدمت فيه إسرائيل طائرات أف-35 وطائرات مسيّرة.

    وحذر الكاتب في مقاله بصحيفة "عربي21"، من أن تركيا قد تكون الهدف التالي، في ظل تصريحات إسرائيلية معادية وتخوّف من تصاعد نفوذ أنقرة العسكري والإقليمي.

    كما استعرض المواقف التركية الرسمية التي أدانت العدوان الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة استخلاص الدروس من التجربة الإيرانية، خاصة في ما يتعلق بتحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الردع الدفاعي، ومواجهة الاختراقات الاستخباراتية.

    وفيما يلي نص المقال:

    شن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة الماضية، سلسلة من الغارات الجوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، كما قام باغتيال عدد من القادة العسكريين الكبار، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي اللواء غلام علي رشيد، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين الإيرانيين.

    الجيش الإسرائيلي استخدم في هجماته طائرات أف-35 الحربية، وطائرات مسيرة أطلقها عملاء الموساد داخل الأراضي الإيرانية، ليتم اغتيال عدد كبير من القادة الكبار والعلماء النوويين بعد تحديد أماكنهم بدقة، ودون أن تواجه الطائرات الإسرائيلية تصديا يذكر أثناء تحليقها فوق المدن الإيرانية، على رأسها العاصمة طهران. وأثار هذا الاختراق الكبير دهشة كثير من المتابعين.

    أنقرة أعلنت إدانتها بشدة للعدوان الإسرائيلي على إيران، وقالت إنه يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي، واستفزازا يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية الرامية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما صرح رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، بأن تلك الهجمات لا تثير قلق الإيرانيين فحسب، بل ستكون لها آثار أوسع نطاقا، كما وصف رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الخطر الأكبر على الأمن الإقليمي". وأما حليفه، رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، فيرى أن الهدف النهائي من الفوضى في المنطقة هو تركيا، ويقول إن إسرائيل تسعى إلى محاصرة بلاده وعرقلة مسار "تركيا خالية من الإرهاب"، داعيا إلى كبح جماح الكيان الصهيوني عبر استخدام القوة.

    معظم الأتراك يتفقون مع بهتشلي ويرون أن الدور سيأتي على تركيا، عاجلا أو آجلا، لأن إسرائيل لا تريد أن ترى أي دولة قوية في المنطقة، وأنها تعادي تركيا التي يقودها أمثال أردوغان، كما تخاف من تصاعد دور أنقرة في الملفات الإقليمية، والقفزة النوعية التي حققتها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية. ويعكس هذا الخوف حديث نتنياهو عن ثقته بعدم عودة الدولة العثمانية، وطلبه من الولايات المتحدة منع الجيش التركي من إقامة قواعد عسكرية في سوريا.

    تركيا مستهدفة، سواء سقط النظام الإيراني أم لم يسقط. وبالتالي، عليها أن تدرس الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، كيلا تقع في الأخطاء التي وقعت فيها الأخيرة. ولعل أول درس يجب أن تتعلمه، عدم التساهل في تحصين الجبهة الداخلية والتصدي بحزم لمحاولات الاختراق، في ظل سؤال يطرح نفسه، وهو: "هل إسرائيل تستطيع أن تشن هجمات مفاجئة على تركيا، على غرار هجماتها التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران؟".

    قوات الأمن والاستخبارات التركية كشفت في السنوات الأخيرة عن عدة خلايا تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي في البلاد. كما قامت تركيا بتطهير جيشها وقوات أمنها وجهاز استخباراتها من خلايا الكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن الموالية لإسرائيل. ومع ذلك، لا بد من اتخاذ تدابير إضافية تحسبا لمحاولات الموساد لتشكيل خلايا جديدة وتوظيف عملاء جدد، كما أن هناك مجموعات وقوى أخرى، غير جماعة غولن، مستعدة للتنسيق والتعاون مع إسرائيل لضرب تركيا وإضعافها وإسقاط حكومتها المنتخبة التي تعبر عن إرادة شعبها.

    الدرس الثاني الذي يجب أن تتعلمه تركيا هو أنها تقع في منطقة ملتهبة تفرض عليها التسلح الكافي لحماية نفسها، كما أنها بحاجة إلى منظومة متكاملة للدفاع تشمل طائرات، ودبابات، وسفن حربية، وصواريخ مختلفة، ودفاعات جوية، وأنظمة حرب إلكترونية، دون أن تترك أي فراغ يمكن أن يتسلل من خلاله العدو لتدمير قدراتها العسكرية بهجمات مفاجئة، على غرار الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة الماضية، مستغلا ضعف الدفاعات الجوية الإيرانية.

    تركيا أدركت مؤخرا أهمية اعتماد قواتها البرية والبحرية والجوية على منتجاتها الوطنية، وقطعت شوطا لا بأس به نحو أهدافها. وقال أردوغان إن تركيا في ضوء التطورات الأخيرة تضع خطط إنتاج لرفع مخزونها من الصواريخ متوسطة المدى وطويلة المدى إلى مستوى الردع. كما لفت المدير التنفيذي لشركة "بايكار" التركية الرائدة في صناعة الطائرات المسيرة، خلوق بيرقدار، إلى ضرورة تبني مفهوم جديد للدفاع مناسب لمفاهيم الحرب الحديثة، ونشر أنظمة منخفضة التكلفة قابلة للإنتاج المتسلسل بسرعة ويمكن استخدامها والتضحية بها عند الحاجة.

    هناك درس آخر يجب على القيادة التركية أن تتعلمه، وهو عدم الابتعاد عن الواقعية في حساباتها؛ لأن تركيا تشهد الآن ولادة قوة عسكرية قادرة على حماية أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية وأمنها ومصالحها. ويدعي الإعلامي الإسرائيلي إيال بيركوفيتش، بأن إسرائيل هزمت حماس في الربع النهائي في الركلات الترجيحية، ثم هزمت إيران في النصف النهائي، وأنها ستواجه تركيا في النهائي. وعلى القيادة التركية أن تجعل تركيا مستعدة لتلك المواجهة الحتمية على أكمل وجه، وأن تتجنب المغامرات، كي لا يتم إجهاض قوتها قبل الولادة.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    Apple Storegoogle play

    مشاهدة الضربة القادمة تركيا

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الضربة القادمة تركيا قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الضربة القادمة... تركيا؟.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار