القِيَم حين تسمو ...السعودية

جريدة الرياض - مقالات

تظلّ سياسة الثبات، أو ثبات السياسة الرزينة، التي تميّز القيادة السعودية هي السَّمْت، والسِّمة البارزة، والتي تتجلّى في كل المواقف، لتعزز وترسّخ النهج الإنساني القويم، وتعكس التوازن، والبُعد، والنأي عن التذبذب أو الارتهان لمصالح ضيّقة، وهو ما يلمسه المتابع المُنصف في كل مكان من هذا العالم الفسيح. وقد أضحت المملكة أنموذجاً رائداً على كل المستويات، ليس على المستوى السياسي أو الاقتصادي فحسب، وإنما منظومة قيمية تُشكّل هذا السلوك وتعكس السياسة ذات الأُفق الإنساني الرحب.

ففي مشهد قد يمرُّ على بعض المتابعين مرّ الكرام، نقلت لنا وكالة الأنباء السعودية خبراً مفاده تسلُّم الحجاج الإيرانيين هدية خادم الحرمين الشريفين في منفذ جديدة عرعر؛ وقد يبدو هذا الموقف والفعل لدى البعض عابراً؛ لكنه في الحقيقة يكشف عن جوهرٍ أخلاقيّ عميق، وعن سياسة تتقدّم فيها القيم على الحسابات، والإنسان على العناوين.

    هذا الملمح الذي يبدو عابراً في عيون العجلة الإخبارية، هو في حقيقته رسالة بليغة تُجسّد صورة المملكة العربية السعودية بكامل حمولاتها الإنسانية والأخلاقية والقيمية، صورة تتأكّد فيها حقيقة جليّة، وهي أنها مملكة الإنسانية بحق، مملكة ترعى الإنسان، وتسابق الجميع في البرّ، وتتعاظم لديها قيمة المروءة والتمسّك بها والتشبّث حتى في أكثر اللحظات حساسية وتعقيداً.

    فالهدايا المقدمة للحجاج -بما فيها مصاحف القرآن الكريم- تؤكد المبدأ الراسخ الذي تقوم عليه هذه الحفاوة؛ فسلامة الحجاج وراحتهم ليست مجرد مهمة موسمية، بل أسٌ مكين في سياسة الدولة السعودية، وجزء من تكوينها القيمي والإيماني. ولذا فإننا أمام موقفٍ يتجاوز رمزية العطاء إلى جذر الضيافة الروحية التي ترى في الحاج ضيفاً لله، وتعتبر أنّ في خدمته شرفاً لا يُضاهى.

    وفي هذا السياق، يبرز موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتوجيهه لتسهيل انتقال الحجاج الإيرانيين، وحرصه المباشر على أمنهم وسلامتهم، بوصف ذلك مسؤولية دينية وأخلاقية لا تخضع لأي اعتبار آخر، وقد تابع العالم الأصداء لهذا الموقف النبيل غير المستغرب من قيادتنا الفذة، والذي وجد تقديراً واضحاً من القيادة الإيرانية، في إشارة مهمة إلى أن الخير والعمل المتسامي حين يكون صادقاً، يجد دائماً موضعه في ميزان الإنصاف، مهما اختلفت السياقات.

    الحُدب الذي تبديه القيادة السعودية تجاه الحجاج، مهما كانت انتماءاتهم أو خلفياتهم، ليس حدثاً استثنائياً، بل امتداد لمسلك راسخ، ولسلوك دولة تختار أن تُواسي، لا أن تُساوم، وأن تُضمد الجراح، لا أن تُعمّقها.

    ففي زمنٍ يتسابق فيه البعض على تأزيم الواقع وتعويق مسيرة المنكوبين في الحدود وغيرها؛ تختار المملكة أن تُوسّع من حدود القيم، وتقدّم نموذجاً في السياسة الرحيمة التي ترى في الحاج زائراً إلى الله قبل أن يكون تابعاً لجهة أو سياسة.

    هذه الصورة الناصعة التي جسّدها النُّبل واقعاً تضاف وتنضمّ إلى سجل أخلاقي واسع، تمضي فيه المملكة بخطى ثابتة، تحمل راية الحرمين، وتقدّم أنموذجاً عربياً إسلامياً جديراً بالتأمل والاعتزاز والاقتفاء.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    Apple Storegoogle play

    مشاهدة الق ي م حين تسمو

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الق ي م حين تسمو قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، القِيَم حين تسمو.

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في مقالات