شهدت الأسواق المالية في منطقة الخليج العربي، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، مع تزايد اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين. ومن أبرز تلك الأسواق سوق نمو، الذي أُنشئ كمنصة بديلة تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة. لكن ما الفرق بين هذا السوق وبقية الأسواق المالية في المنطقة مثل السوق الرئيسي السعودي (تداول)، وسوق دبي المالي، وسوق أبوظبي للأوراق المالية، وغيرها؟ في هذا المقال، سوف نقارن بين سوق نمو وهذه الأسواق من حيث الأهداف، واللوائح، وفرص الاستثمار، ومخاطر التداول.
ما هو سوق نمو؟
سوق نمو "السوق الموازي السعودي" هو سوق تم إطلاقه من قبل السوق المالية السعودية (تداول) عام 2017، بهدف دعم نمو الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة. يتميز هذا السوق بمتطلبات إدراج أقل مرونة مقارنة بالسوق الرئيسي، مما يتيح للشركات الوصول إلى التمويل وتنمية أعمالها بطريقة أسهل.
أهداف سوق نمو مقابل أهداف الأسواق الأخرى
يُركّز سوق نمو على دعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويعد خطوة أولى نحو الإدراج في السوق الرئيسي. الهدف الرئيسي هو تحفيز الابتكار والنمو الاقتصادي عبر فتح قنوات تمويل جديدة.
في المقابل، تهدف الأسواق الرئيسية مثل سوق تداول الرئيسي أو سوق دبي المالي إلى توفير منصة لتداول أسهم الشركات الكبرى، وتستقطب أكبر المستثمرين والمحترفين، كما أنها أكثر تنظيمًا من حيث الحوكمة والشفافية.
متطلبات الإدراج والحوكمة
في سوق نمو، متطلبات الإدراج أبسط نسبيًا:
-
الحد الأدنى للقيمة السوقية: 10 ملايين ريال سعودي.
-
نسبة الأسهم المطروحة للجمهور: 20% أو 30 مساهم كحدٍ أدنى.
-
مطلوب سجل مالي لمدة سنة واحدة فقط (مقارنة بثلاث سنوات في السوق الرئيسي).
أما في الأسواق الرئيسية، مثل تداول وسوق أبوظبي المالي:
-
تُطلب سجلات مالية ممتدة لعدة سنوات.
-
توجد قيود صارمة على نسبة الطرح العام والالتزام بالشفافية المالية والحوكمة.
سيولة السوق وحجم التداول
يعاني سوق نمو نسبيًا من ضعف السيولة مقارنةً بالسوق الرئيسي. يعود ذلك إلى قلة عدد الشركات المُدرجة، وانخفاض حجم التداول اليومي.
بالمقابل، توفر الأسواق الكبرى مثل تداول الرئيسي أو سوق دبي المالي سيولة عالية وفرص تداول أكثر تنوعًا، مما يجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين الكبار.
فرص النمو والعائد على الاستثمار
الشركات المدرجة في سوق نمو غالبًا ما تكون في مراحل مبكرة من النمو، وبالتالي تحمل إمكانات ربح عالية على المدى الطويل، ولكن ذلك يصاحبه مستوى مخاطرة أكبر.
في حين أن الشركات في الأسواق الأخرى تميل إلى الاستقرار والربحية، مما يجعل العوائد أقل تقلّبًا ولكن غالبًا أكثر أمانًا واستقرارًا.
المخاطر المرتبطة بكل سوق
يملك سوق نمو مخاطر أكبر مثل:
-
تقلبات سعرية مرتفعة.
-
احتمال الفشل أو الإفلاس لبعض الشركات الناشئة.
-
ضعف الشفافية أحيانًا نتيجة ضعف الحوكمة في بعض الشركات.
في الأسواق الكبرى مثل سوق تداول الرئيسي أو أسواق الإمارات:
-
تكون المخاطر أقل نسبيًا.
-
الشركات المدرجة عادةً ما تكون ذات تاريخ مالي قوي ونموذج عمل واضح.
-
توفر رقابة صارمة وشفافية أفضل للمستثمرين.
بيئة الاستثمار للمستثمر الأجنبي
في السنوات الأخيرة، فتحت المملكة العربية السعودية أبواب سوقيها (الرئيسي ونمو) للمستثمرين الأجانب بشروط معينة. لكن السوق الرئيسي ما زال أكثر جذبًا من سوق نمو بسبب حجمه وسيولته.
أما الأسواق المالية في الإمارات مثل دبي وأبوظبي، فقد كانت دائمًا أكثر انفتاحًا على الاستثمار الأجنبي، مع وجود قوانين مرنة تشجع على تدفق رؤوس الأموال الخارجية.
دور كل سوق في دعم الاقتصاد الوطني
يمثل سوق نمو مبادرة استراتيجية لدعم رؤية السعودية 2030، من خلال تمكين رواد الأعمال وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي.
في المقابل، الأسواق المالية الكبرى في السعودية والإمارات تركز على تعزيز موقع الدولة كمركز مالي إقليمي ودولي، وتلعب دورًا في جذب الاستثمارات الأجنبية وتمويل المشاريع الضخمة.
لكل سوق مالي في المنطقة خصائصه ومميزاته التي تجعله مناسبًا لنوع معين من المستثمرين. سوق نمو يعد خيارًا واعدًا للمستثمرين الباحثين عن فرص عالية النمو ومستعدين لتحمل المخاطر، في حين أن الأسواق المالية الأخرى توفر بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا خاصة لمن يفضل الاستثمار طويل الأمد في شركات مستقرة وراسخة. ومع تطور الأنظمة والتشريعات، من المتوقع أن تزداد التداخلات والتكاملات بين هذه الأسواق، مما يخلق بيئة استثمارية أكثر نضجًا وتنوعًا في المنطقة.
في الموقع ايضا :
- سعر الذهب اليوم الخميس 19 -6 2025.. عيار 21 بلغ 4810 جنيهات للجرام
- سعر الذهب اليوم فى مصر بالتعاملات المسائية الخميس 19 يونيو 2025
- سعر الريال السعودى مقابل الجنيه اليوم الخميس 19-6-2025
تابعونا على جوجل نيوز