ترك برس
قدم تقرير للخبير والمحلل التركي يحيى بستان، قراءة تفصيلية للهجوم الإسرائيلي على إيران، وردود الفعل الإقليمية والدولية عليه، مع تركيز خاص على الموقف التركي وتحركات أنقرة الأمنية والدبلوماسية.
واستعرض التقرير بصحيفة يني شفق كيف توقعت الأجهزة التركية هذا التصعيد مسبقًا عبر تحليلات استخباراتية دقيقة، ويفكك الأبعاد الخفية للهجوم، مثل استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية مسبقًا، وتفوق إسرائيل في المجال الجوي بدعم غربي مباشر.
كما أبرز الكاتب قلق أنقرة من تحول إيران إلى ساحة صراع دولي شبيه بالحرب الأوكرانية، ويوضح جهود الرئيس أردوغان للوساطة واحتواء الأزمة.
وفي الختام، أشار إلى يقظة أنقرة الكاملة، وكفاءة راداراتها التي رصدت تفاصيل التحركات الجوية الإسرائيلية تلك الليلة بدقة عالية، مما يعكس جاهزية تركيا لأي سيناريو محتمل في المنطقة.
وفيما يلي نص التقرير:
ألم تكن إيران تتوقّع هذا الهجوم؟ ولماذا لم تتمكن من الردّ؟ هذا ما سأوضحه لاحقًا، إلى جانب كواليس ما جرى في الأجواء التركية تلك الليلة. لكن قبل ذلك، لا بد من التوقف عند بعض النقاط المهمة.
أنقرة.. البصيرة مفتوحة
شهدتُ بنفسي على مدى السنوات الماضية، أن الكثير من التقديرات التي خرجت من أنقرة كانت دقيقة وصائبة. فالعقل المؤسسي للدولة التركية، القائم على مزيج من الرؤية العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية والسياسية، يمتلك بصيرة مفتوحة ويتعامل مع التطورات بتحليلات واقعية، متعددة الأبعاد، وعقلانية. وقد تابعتُ عن قرب كيف جرى تحليل احتمال شنّ إسرائيل هجومًا على إيران منذ أشهر، وفق سيناريوهات دقيقة وتقديرات أمنية رصينة.
بعد تنفيذ الهجوم، سألت بعض المصادرالأمنية المطلعة: ما الذي جرى فعلًا؟
الموجة الهجومية لم تبدأ تلك الليلة
يُقال إن الولايات المتحدة تسعى لتوجيه تركيزها الكامل نحو الصين، لكن البرنامج النووي الإيراني يقف عائقًا أمام ذلك. حاولت واشنطن بدايةً حل المسألة عبر المفاوضات، لكن عند اصطدامها بعقبات، لم تعُد تُمانع تصعيد إسرائيل.
يُقال أيضًا إن الإجراءات العسكرية قد تُبطئ البرنامج النووي الإيراني لكنها لا تُنهيه. إذ يمكن تدمير الأهداف السطحية، لكن المنشآت تحت الأرض ستبقى بعيدة المنال. ولهذا، فإن الهدف النهائي لإسرائيل يتمثّل — إن استطاعت — في تغيير النظام في إيران، وإن لم تستطع، فبجرّ طهران إلى طاولة المفاوضات.
وعن سؤال يُطرح كثيرًا: لماذا لم تعمل أنظمة الدفاع الجوي الإيراني؟ يُقال إن هذه ليست ضربة مفاجئة في ليلة واحدة؛ بل إن إسرائيل كانت قد نفذت سابقًا هجمات استهدفت أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى، وفي هذه الموجة، ركّزت على أنظمة الدفاع متوسطة وقصيرة المدى. وهذا ما يفسّر تفوّقها الجوي.
ويُقال أيضًا: رغم تفوق إسرائيل في الحرب الإلكترونية، إلا أن الأضرار التي لحقت بها جرّاء رد إيران لا يمكن إنكارها. فتل أبيب فشلت في صدّ الصواريخ الإيرانية، وظهر ضعف القبة الحديدية بوضوح.
الاحتمال الذي يقلق أنقرة
عندما تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، عُقد في أنقرة اجتماعا أمنياً رفيعا، أحدهما برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان. وانطلاقًا مما صدر من بيانات ومواقف، يمكن تلخيص موقف تركيا كالتالي:
1- المسؤول الأول عن الأزمة هو إسرائيل، ويجب وقف عدوانها.
2- هناك احتمال أن تمتد الأزمة إلى دول ثالثة، أو أن تتحول إيران — كما حدث في أوكرانيا — إلى ساحة صراع بين القوى العالمية.
3- مثل هذا التحول البنيوي في الأزمة سيجعل من التوصل إلى حل في المدى القريب أمرًا شبه مستحيل، وسيتسبب في مزيد من الدماء، وزعزعة الاستقرار الإقليمي، وتصاعد النشاطات الإرهابية، وموجات هجرة جديدة.
تحرّك شامل من الرئيس أردوغان
من الواضح أن أنقرة تتبنى موقفًا قائمًا على منع توسّع الأزمة، والدعوة إلى استئناف المفاوضات النووية. فالرئيس أردوغان يمارس دبلوماسية الهاتف بشكل مكثّف، ويوجه رسائل تحذيرية مباشرة، خاصة إلى العراق وسوريا، مطالبًا بعدم الانجرار إلى الأزمة.
إثر مكالمته مع الرئيس الإيراني المنتخب بيزشكیان، أجرى أردوغان اتصالًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم عاد للحديث معه مجددًا، ثم تواصل مرة أخرى مع الجانب الإيراني. وفي المقابل، صرّح ترامب أنه "يجري محادثات وأن احتمال السلام ما زال قائمًا". كل ذلك يُظهر أن أنقرة تبذل ضغطًا سياسيًا واسع النطاق لاحتواء التصعيد.
إلى أين تتجه الأزمة؟المشهد يتألف من طرفين:
– من جهة، إيران (التي لم تتلقّ بعد دعمًا مباشرًا من الصين، بينما يقتصر دعم روسيا على صور الرادار والاستخبارات الإلكترونية)،
– ومن الجهة الأخرى، إسرائيل، التي تتلقى دعمًا دفاعيًا مباشرًا من تحالف يضمّ: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والأردن.
الخطير في المعادلة هو أن إسرائيل تسيطر على الأجواء الإيرانية، ما يشكل تهديدًا وجوديًا لطهران. وفي الوقت نفسه، لا تستطيع إسرائيل صدّ الصواريخ الإيرانية بشكل كامل، لكن المشكلة أن مخزون إيران الصاروخي محدود. تشير بعض المصادر إلى أن إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ، وقد استهلكت ربع هذا المخزون بالفعل.
لذلك، سيتحدد مسار الأزمة بناءً على عاملين اثنين:
هل ستتمكن إيران من تجديد مخزونها الصاروخي عبر دعم من روسيا أو الصين؟
وإذا حصلت على هذا الدعم، فإلى أي مدى سيكون المجتمع الإسرائيلي قادرًا على تحمّل القصف نفسيًا؟
أما التهديد الذي أطلقته إيران بإسقاط حكومة نتنياهو، فليس مجرد كلام بلا مضمون.
المرحلة الثانية قد تكون أكثر خطورة
المرحلة الأولى، التي نشهدها الآن، تتسم بتبادل "مضبوط" للهجمات، لكن كل المؤشرات تدل على أن المرحلة الثانية قادمة. وإذا لم تتمكن إيران من تجديد ترسانتها الصاروخية، فقد تلجأ إسرائيل إلى استهداف البنى الحيوية الإيرانية لإجبار طهران على الاستسلام أو الدفع نحو تغيير النظام.
أما إذا نجحت إيران في الحصول على الإمدادات اللازمة، فقد نشهد تصعيدًا واسعًا، يُستهدف فيه المدنيون بشكل متزايد، وتتحوّل إيران إلى ساحة صراع بين المعسكرات العالمية.
في هذه الحالة، سيكون على طهران اتخاذ خطوة نوعية مغيرة لقواعد اللعبة. حاليًا، تدور الحرب في المجال الجوي، وهو ميدان تتفوق فيه إسرائيل. وإذا لم تتمكن إيران من نقل المعركة إلى الأرض — وهو أمر صعب جدًا من الناحية اللوجستية — فإنها ستتآكل تدريجيًا.
ماذا حدث في الأجواء التركية تلك الليلة؟
في خضم هذه المرحلة الأولى، كنت أراقب التطورات عن كثب، وسيتضح لاحقًا كيف ستتطور الأمور، لكن إليكم ما حدث في تلك الليلة:
رصدت الرادارات التركية تحركات غير طبيعية في الأجواء السورية. دخلت مجموعة أولى مكوّنة من أكثر من 12 طائرة إسرائيلية الأجواء السورية ثم عادت (كجزء من خدعة تكتيكية). عندها أقلعت طائرات الإنذار المبكر التركية لمراقبة الوضع.
ثم دخلت مجموعتان أخريان من الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري، ما دفع سلاح الجو التركي إلى إعلان حالة التأهب، تحسبًا لأي خرق محتمل للأجواء التركية أو تهديد قد يستهدف البلاد.
الخلاصة: أنقرة كانت يقظة... وراداراتها رصدت كل شيء
تُثار الكثير من الأحاديث حول قدرات إسرائيل التكنولوجية العالية، والطائرات الشبح، وطائرات F-35، لكن الرادارات التركية في تلك الليلة رصدت كل شيء بدقة، حتى أرقام ذيل الطائرات.
مشاهدة خبير يكشف كواليس ما جرى في الأجواء التركية ليلة العدوان الإسرائيلي على إيران
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ خبير يكشف كواليس ما جرى في الأجواء التركية ليلة العدوان الإسرائيلي على إيران قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، خبير يكشف كواليس ما جرى في الأجواء التركية ليلة العدوان الإسرائيلي على إيران.
في الموقع ايضا :
- بث مباشر شاهد ماتش الأهلي وبالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية لحظة بلحظة الآن
- بث مباشر شاهد مباراة الأهلي ضد بالميراس البرازيلي في كأس العالم للأندية الآن
- هل ستُعاد مباراة الأهلي وبالميراس كاملة؟