غزة تتكلم بلسان ملك: لحظة نادرة من الشجاعة الأخلاقية ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
غزة تتكلم بلسان ملك: لحظة نادرة من الشجاعة الأخلاقية
  لم أكن أبحث عن بطل، ولا عن زعيم يحمل فوق كتفيه أوجاع أمة. كنت ببساطة أبحث عن كلمة... كلمة تقاوم العدم، تنبع من قلبٍ لم يتكلس، وتتشبث بالإنسانية في زمنٍ تخلّى عن الإنسان. ثم، فجأة، جاء الصوت. ليس عبر ضجيج الشاشات، ولا من فم سياسي يبيعنا البلاغة في سوق المصالح، بل من رجل بدا وكأنه اقتطع من ضوء، ونطق بما خشي الآخرون حتى التفكير فيه. كان الملك عبد الله الثاني يخاطب البرلمان الأوروبي، لكنه، في الحقيقة، كان يخاطبنا جميعًا: نحن الغارقين في صمتنا، الهاربين من مرايا ضمائرنا، المتواطئين بالصمت. لم يكن خطابه عرضًا دبلوماسيًا، ولا مجاملة ناعمة لمستمعين مخمليين. كان صدمة. موجة عالية من الصدق، جرفت معها هشاشة اللغة، وكشفت القشرة التي تحاول بها الحضارة الغربية تغطية فظائعها. تحدث كإنسان، لا كملك، كأب يرى في كل طفل في غزة طفله، وكضمير حي رفض أن يبيع الحقيقة في مزاد السياسة. قالها بجرأة تقشعر لها الأرواح: "نسخة مخزية من إنسانيتنا تتكشف أمام أعيننا... ولا يوجد مكان أوضح لذلك من غزة." توقّف العالم لحظة، ربما للمرة الأولى، ليس لأنه لم يسمع من قبل عن غزة، بل لأنه سمع الحقيقة خالية من السكر السياسي، نقية، صارخة، ومحرجة. في ذلك الخطاب، لم يكن الملك يناقش سياسة أو يطلب تمويلاً. لم يساوم على ثوابت، ولم يناور بدهاء المفاوضين. كان كمن يفتح جرحًا نسيه العالم عمدًا، ويسكب عليه ملح الحقيقة. لم يوجه أصابع الاتهام بشكل مباشر، لكنه جعل كل من في القاعة يشعر بأن يديه غير نظيفتين. ولذلك صفقوا... لا لأنهم اتفقوا معه، بل لأنهم وجدوا أنفسهم عراة أمام كلمات رجل واحد. ما قاله لم يقله أي مسؤول عربي أو أجنبي بهذا الوضوح، بهذا النقاء الأخلاقي. لم نسمع أحدًا يصرخ في وجه العالم: "أنتم، بصمتكم، شركاء في صناعة الموت." كان صوتًا وحيدًا، لكنه كان أعلى من كل الجيوش الإعلامية التي حاولت أن تزيّف الواقع. وفيما تنشغل الشاشات اليوم بنذر الحرب بين إسرائيل وإيران، وفيما تتصدر تحليلات الصواريخ والمفاعلات وممرات النفط عناوين الأخبار، غابت غزة عن البال. غاب أكثر من مليونَي إنسان يتعرضون لإبادة بطيئة، لتجويع منهجي، لموت يُباع على جرعات. غزة اليوم ليست مجرد مدينة تحت القصف، بل هي امتحان أخلاقي للعالم. مأساة لن يُحاسب عليها السياسيون وحدهم، بل شعوب بأكملها، لأن السكوت في وجه المجازر ليس حيادًا... إنه جريمة. عندما يتحول تجويع الأطفال إلى "تكتيك عسكري"، فإن كل من يبرر، أو يتجاهل، أو يصمت، هو شريك في كتابة أكثر فصول التاريخ سوادًا. ما قاله الملك لم يكن رأيًا. كان مرآة. مرآة للغرب، ولنا أيضًا، نحن الذين نسينا غزة خلف أسوار تطبيعنا، وانشغالاتنا، ومخاوفنا. لقد نطق بما خفنا جميعًا أن نقوله: أن ما يحدث في غزة ليس حدثًا عابرًا، بل لحظة انهيار للضمير العالمي. في النهاية، لم تكن كلمات الملك عبد الله مجرد خطاب. كانت لحظة صدقٍ نادرة، تضيء ككوكب بعيد في ليلٍ حالك. كانت تذكيرًا أن هناك من لا يزال يملك شجاعة أن يكون إنسانًا في زمن الوحشية. وإن كان لي أن أختتم، فأقول: لم أكتب هذه الكلمات إعجابًا، بل لأنني وجدت في صوته ما لم أجده في صراخ العالم — إنسانية نقية، مقاومة، لا تُقاس بعدد الجيوش، بل بقدرة الضمير على أن يعلو فوق المصلحة.   . .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

Apple Storegoogle play

مشاهدة غزة تتكلم بلسان ملك لحظة نادرة من الشجاعة الأخلاقية

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ غزة تتكلم بلسان ملك لحظة نادرة من الشجاعة الأخلاقية قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، غزة تتكلم بلسان ملك: لحظة نادرة من الشجاعة الأخلاقية.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار