الاستعمار البريطاني وصناعة الكيان الصهيوني: قراءة في الجذور والدلالات ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
الاستعمار البريطاني وصناعة الكيان الصهيوني: قراءة في الجذور والدلالات

ترك برس

تناول مقال تحليلي للكاتب والمفكر التركي سلجوق تورك يلماز، جذور العنف الإسرائيلي من منظور تاريخي ونفسي، موضحًا أن إسرائيل لم تنشأ كدولة طبيعية بل كامتداد للنظام الاستعماري البريطاني، حيث تم تأسيسها على يد تنظيمات صهيونية مارست الإرهاب تحت حماية الانتداب البريطاني.

    ويؤكد تورك يلماز في مقاله بصحيفة يني شفق أن هذه الخلفية جعلت من إسرائيل كيانًا يتصرف بعقلية تنظيم إرهابي لا بعقلية دولة ذات سيادة، ويُفسّر عدوانها المستمر، خاصة في غزة، كنوع من الإنكار لأزمة وجودية عميقة.

    كما يشير التقرير إلى فشل إسرائيل في الحفاظ على هيبتها العسكرية أمام فاعلين كحماس وإيران، مما دفعها للاستنجاد بحلفائها الغربيين، في مشهد يعكس ارتباكًا بنيويًا لا يمكن تجاوزه بالقوة وحدها.

    وفيما يلي نص المقال:

    منذ تأسيس إسرائيل عام 1948 على أنقاض الإرث الاستعماري البريطاني، كانت تحركاتها في الحروب سريعة للغاية. ويعود ذلك إلى أن إسرائيل كانت أحد أهم عناصر النظام العالمي الذي أسسه الأنجلوساكسون بعد الحرب العالمية الثانية، وكان بقاء هذا الكيان الاستيطاني الاستعماري الجديد ذا أهمية قصوى بالنسبة لهم. ولهذا شجعوا عدوانية إسرائيل التوسعية وحصروا فترات الحرب في أطر زمنية محددة، مما مكنهم من إنقاذ إسرائيل من الضغوط الدولية. وللحفاظ على استمرارية النظام، كان إقناع العناصر الإقليمية أمرًا بالغ الأهمية؛ فبينما كانت بريطانيا والولايات المتحدة تمارسان الضغط على دول المنطقة، كانتا تزوّدان إسرائيل بكل ما تحتاج إليه وخاصة بالأسلحة.

    في الواقع، كان هذا الوضع مجرد استمرار للنظام الاستعماري الجديد الذي أسسته بريطانيا في الأراضي الفلسطينية التاريخية. فخلال فترة الانتداب، مهّد الحكم البريطاني الطريق أمام الاستيطان اليهودي، وأسّس ـ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ـ نظام رعاية سياسي لصالح الصهاينة، بحيث غدا نظام "الانتداب" و"الحماية" وجهين لعملة واحدة. وفي هذه الأثناء، تصاعدت الأعمال الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الصهيونية بحق الفلسطينيين بوتيرة مذهلة. وبينما كان المستوطنون يستولون على أراضٍ جديدة، كانت مهمة الإدارة البريطانية تتمثل في قمع الفلسطينيين.

    واستمرت الأعمال الإرهابية التي نفذتها المنظمات الصهيونية تحت نظام الحماية البريطاني، واستمرت هذه الأعمال تحت مظلة الدولة بعد تأسيس إسرائيل. وكما هو الحال في جميع أنحاء العالم، لم يُولَ اهتمام كبير لأسباب هذا الاستمرار في تركيا أيضًا. ففي إسرائيل التي أُسست على إرث الاستعمار البريطاني، تولت شخصيات مثل موشيه ديان أهم المهام الحساسة. مع العلم أن هؤلاء كانوا قادة تنظيمات إرهابية خلال فترة الانتداب البريطاني؛ ولم يكونوا ناضلين من أجل الاستقلال ضد الانتداب البريطاني. إن عجز إسرائيل عن التصرف كدولة طبيعية عود إلى هذا الماضي القذر. وهذه السمة الإسرائيلية هي أيضًا إرث بريطاني. وحتى اليوم، لا تزال صفحة بريتانيكا تصف موشيه ديان بعبارات مثل "سياسي وجنرال إسرائيلي". وتضيف صفحة بريتانيكا هذه الجملة: "كان جنديًا ورجل دولة قاد إسرائيل إلى انتصارات ساحقة ضد جيرانها العرب وأصبح رمزًا للأمن لمواطني البلاد." ويُقدَّم نفس الشخص في صفحة مطبعة جامعة كامبريدج كخبير استراتيجي. ويقولون عنه أيضًا إنه "أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ إسرائيل". أما في ويكيبيديا، فقد وُضعت عبارات أكثر جرأة وتفصيلاً: "جندي إسرائيلي، رجل دولة، وشخصية عامة. بدأ مسيرته العسكرية كضابط في منظمة الهاجاناه والبلماح".

    لطالما تم التغاضي عن تأثير بريطانيا على إسرائيل، بل وحتى قُدمت آراء في بعض الأحيان تفيد بأن المنظمات الإرهابية الصهيونية ناضلت من أجل الاستقلال ضد نظام الانتداب والحماية البريطاني. هذه الآراء هي نتيجة لتشويه الحقائق التاريخية. ونرى في النصوص الإنجليزية الأصلية مديحًا صريحًا لقادة التنظيمات الإرهابية. ولكن هذه المنشورات تكشف حقيقة أخرى: أن منظمة الهاغاناه وغيرها من المنظمات الإرهابية الصهيونية تأسست ونفذت أنشطتها الإرهابية خلال فترة الانتداب البريطاني. لقد كانت الإدارة البريطانية على دراية تامة بتاريخ موشيه ديان. ورغم ذلك جرى تقديم قادة التنظيمات الإرهابية على أنهم "جنود ورجال دولة". لقد نظم أمثال موشيه ديان الأنشطة الإرهابية ضد الفلسطينيين خلال الفترة البريطانية. وحتى لو حاولوا إخفاء ذلك، فقد انغرس هذا في هوية الكيان الاستعماري الجديد الذي تأسس تحت الحماية البريطانية. لذلك، لم تتمكن إسرائيل قط من التخلص من هويتها كتنظيم إرهابي، ولطالما تصرفت بعقلية التنظيم الإرهابي. في حين أن الدول تستطيع الحفاظ على وجودها في المستقبل من خلال الصمود في الحروب.

    لقد فقدت إسرائيل توازنها لأول مرة حين تخلّت حركة حماس عن موقعها الدفاعي في غزة. وقد شنّ الصهاينة هجوماً ضارياً بكل وحشيّتهم على غزة وحماس. وفي هذه الحملة الإرهابية، التي توشك على إتمام عامها الثاني، ركّزت إسرائيل الصهيونية على استهداف المدنيين بالقتل والتجويع. ويستدعي هذا الواقع قراءة من زاوية نفسية أيضاً. فلا يمكن تفسير هذه الهجمات بأنها تهدف إلى ترهيب الفلسطينيين فحسب ، بل لا بدّ من توجيه النظر إلى البنية النفسية للمعتدين أنفسهم. من الجليّ أنهم يحاولون كبت ما يواجهونه من أزمة وجودية ناجمة عن عجزهم عن تجاوز صفة "التنظيم الإرهابي"، وهذا بدوره جعلهم يفقدون هيبتهم ككيان مخيف في نظر العالم بأسره، ومن هنا، يبدو أن إسرائيل باتت تولي أهمية بالغة لخوض حرب مع دولة مثل إيران، غير أنهم حتى في هذه الحرب لم يحققوا مبتغاهم. فقد تمكّنت إيران من تحويل إسرائيل، التي لطالما وُصفت بأنها "لا تُقهر"، إلى غربال مثقوب. ومع ذلك، عجزت إسرائيل عن التصرّف كدولة ذات سيادة مستقلة، فلجأت إلى الاستنجاد بالعالم الأنجلو ساكسوني، ولم يتورّع نتنياهو عن التوسّل وطلب النجدة.

    أما ما سيحدث لاحقاً، فسوف نراه ونتابعه مع تطوّر الأحداث.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة الاستعمار البريطاني وصناعة الكيان الصهيوني قراءة في الجذور والدلالات

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الاستعمار البريطاني وصناعة الكيان الصهيوني قراءة في الجذور والدلالات قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الاستعمار البريطاني وصناعة الكيان الصهيوني: قراءة في الجذور والدلالات.

    Apple Storegoogle play

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار