هل أنت ضحية؟16 مليار كلمة سر تم سرقتها ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
هل أنت ضحية؟16 مليار كلمة سر تم سرقتها
في الأسبوع الماضي، أنهيتُ تقديم دورة تدريبية متخصصة حول حماية البيانات الشخصية نظّمتها جمعية البنوك الأردنية مشكورة، وكان محور النقاش يدور حول أحدث تقنيات حماية البيانات الشخصية والحساسة، مدعومًا بأمثلة واقعية كالتسريبات التي هزّت العالم، في فضيحة Equifax إلى اختراقاتUber وغيرها من الحوادث العالمية. ومع أن تلك الأمثلة كانت ضخمه ومليئة بالدروس، إلا أن ما نشهده اليوم هو حدث يفوق كل ما سبق من حيث الحجم والتأثير والخطورة. فهذا التسريب الأكبر في التاريخ الرقمي الحديث. تسريب لا يُهدد مؤسسة بعينها، بل يضع خصوصيتنا الرقمية جمعاء على المحك ويُحتم على الجميع إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع بياناتنا الشخصية. فلقد كشف تحقيق حديث ومفصل أجرته منصة Cybernews عن تسريب هائل يضم ما يزيد عن 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية جافة، بل يمثل كابوسًا رقميًا يطارد كل مستخدم للإنترنت. ومما يجعل هذا التسريب مختلفًا جذريًا وأكثر إثارة للقلق هو أنه ليس نتيجة لاختراق تقليدي لشبكة شركة عملاقة، بل هو نتاج عمل تراكمي لبرمجيات خبيثة متخصصة تُعرف باسم "Infostealers" أو سارقي المعلومات. هذه البرمجيات لا تستهدف جدران الحماية المعقدة للمؤسسات، بل تتسلل بصمت إلى الأجهزة الشخصية للمستخدمين العاديين حول العالم. حيث تعمل هذه البرمجيات كطفيليات رقمية تنسخ بصمت كل ما تجده من بيانات حساسة من كلمات المرور إلى ملفات تعريف الجلسات (Cookies) وحتى "توكنات" تسجيل الدخول ثم تقوم ببيعها في الأسواق السوداء الرقمية أو تسريبها على نطاق واسع. هذه الآلية الجديدة تمثل نقطة تحول خطيرة في مسار الهجمات السيبرانية، لأنها تتجاوز الدفاعات التقليدية وتضع المستخدم نفسه كنقطة الضعف الأساسية. والمفارقة الأكثر إحباطًا في هذا السيناريو المروع هي أن جزءًا كبيرًا من هذه الكارثة يمكن أن يُعزى إلى ممارسات المستخدمين أنفسهم. فلا يزال الملايين يرتكبون الخطأ الفادح والمكرروذلك بإعادة استخدام نفس كلمة المرور عبر منصات وخدمات متعددة. هذا السلوك يمّكن المخترقين من التنقل بحرية بين حساباتك المختلفة من بريدك الإلكتروني إلى حساباتك المصرفية وحتى ملفاتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي مما يتيح لهم الوصول إلى كنوز من المعلومات. والأخطر من ذلك هو مفهوم ملفات تعريف الجلسة (Cookies) التي تم تسريبها. هذه الملفات ببساطة هي بطاقات هوية رقمية تسمح للمواقع بالتعرف على المستخدم وتجاوز عملية تسجيل الدخول في كل مرة. وعندما يتم سرقة هذه الملفات يصبح المخترق قادرًا على الجلوس في جلسة المستخدم النشطة متجاوزًا بذلك الحاجة إلى كلمة المرور أو حتى رموز المصادقة الثنائية. وهذا يجعل عملية الاختراق سلسة وغير مرئية للمستخدم ويزيد من صعوبة اكتشافها في مراحلها المبكرة. ولذلك فلابد من خارطة طريق للبقاء آمنًا في عالم رقمي مضطرب في مواجهة هذا التهديد غير المسبوق فالأمن الرقمي لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة وجودية. والقاعدة الذهبية هنا هي لا تنتظر حتى تقع في الفخ بل تحرك قبل أن يحدث الضرر. ولكي تحصن نفسك وتتجنب أن تصبح ضحية لهذه الموجة الجديدة من الهجمات، فلابد من خارطة طريق عملية مبنية على استراتيجيات خبراء الأمن السيبراني فاولا غير كلمات المرور فورًا وبشكل جذري. ابدأ بتغيير جميع كلمات المرور الخاصة بك خاصة تلك التي تستخدمها في أكثر من موقع. اجعل كلمات المرور طويلة (12 حرفًا على الأقل) ومعقدة تجمع بين الأحرف الكبيرة والصغيرة الأرقام والرموز. الأفضل من ذلك، استخدم مدير كلمات مرور موثوق مثل 1Password، LastPass، أو iCloud Keychain، التي تقوم بإنشاء وتخزين كلمات مرور فريدة وقوية لكل حساب لديك. ومن ثم ثانيا فعّل المصادقة الثنائية (2FA) بذكاء وتجنب الرسائل النصية فعلى الرغم من أن المصادقة الثنائية ضرورية فإن الاعتماد على الرسائل النصية القصيرة (SMS) أصبح أقل أمانًا بسبب ثغرات مثل تبديل شرائح SIM واستبدل ذلك بتطبيقات مخصصة للمصادقة مثل Google Authenticator أو Authy والتي تولد رموزًا مؤقتة أكثر أمانًا أو الأفضل واستخدم مفاتيح أمان مادية (Hardware Security Keys) مثل YubiKey لمستوى أعلى من الحماية. ثالثا تبنى تقنية Passkeys كلما أتيحت الفرصة فهذه التقنية الثورية التي بدأت شركات كبرى مثل Google وApple في تبنيها تمثل مستقبل المصادقة. وتتيح Passkeys تسجيل الدخول دون الحاجة لكلمات مرور على الإطلاق مما يجعل اختراق حساباتك شبه مستحيل حيث تعتمد على التشفير القوي والمفاتيح الخاصة المخزنة على جهازك. ورابعا تحقق بانتظام من تسريب بياناتك وذلك من خلال استخدم مواقع موثوقة مثلHaveIBeenPwned للتحقق مما إذا كانت عناوين بريدك الإلكتروني أو أي من بياناتك الشخصية قد تم تسريبها في أي اختراق سابق. وهذه المواقع تمنحك فرصة لاتخاذ الإجراءات الوقائية قبل حدوث الضرر. ولا بد من اليقظه ومراقبة تحركات حساباتك والانتباه لأي نشاط غير مألوف على حساباتك، مثل محاولات تسجيل دخول من أماكن غريبة رسائل بريد إلكتروني لم ترسلها أو إشعارات غير متوقعة. والاستجابة الفورية لأي مؤشر بسيط يمكن أن يمنع كارثة كبرى. واخيرا عزز دفاعات جهازك ضد البرمجيات الخبيثة فلا تقم بتنزيل برامج من مصادر غير موثوقة ولا تنقر على روابط غريبة في رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية وحتى لو بدت وكأنها قادمة من جهة موثوقة. حافظ دائمًا على تحديث نظام التشغيل وبرامجك (بما في ذلك المتصفحات وبرامج مكافحة الفيروسات) لتضمين أحدث تصحيحات الأمان. وفي الختام ففي عالم يقف على أعتاب تحولات رقمية عميقة ومتسارعة لم يعد هناك مجال للشعور الزائف بالأمان. هذا التسريب الضخم تذكير بأن أمننا الرقمي هو مسؤوليتنا الفردية والجماعية. لذا، اسأل نفسك الآن: هل أنا محمي حقًا؟ إن كانت الإجابة غير واضحة، فأنت في خطر. .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

مشاهدة هل أنت ضحية 16 مليار كلمة سر تم سرقتها

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ هل أنت ضحية 16 مليار كلمة سر تم سرقتها قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، هل أنت ضحية؟16 مليار كلمة سر تم سرقتها.

Apple Storegoogle play

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار