إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي.. هل اقتربت لحظة المواجهة؟ ...الشرق الأوسط

ترك برس - اخبار عربية
إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي.. هل اقتربت لحظة المواجهة؟

ترك برس

استعرض مقال للكاتب والباحثة المصرية صالحة علام، تحليلا للموقف التركي من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن أنقرة، رغم ترحيبها المبدئي بالتهدئة، لا تزال متوجسة من خلفيات الاتفاق وخفاياه.

    تشير الكاتبة في مقالها بموقع الجزيرة مباشر إلى قلق تركيا من أن يكون وقف إطلاق النار مجرد هدنة تكتيكية في إطار مشروع أوسع، تقوده إسرائيل بدعم أمريكي، لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وإقصاء القوى الإقليمية الصاعدة كتركيا.

    وتسلط الضوء على التحركات الدبلوماسية والعسكرية التركية في مواجهة هذه التهديدات، بما في ذلك دعمها لإيران، وتصريحات أردوغان الحادة ضد إسرائيل، واستعداداتها الدفاعية المكثفة تحسبًا لأي مواجهة مستقبلية.

    كما تؤكد أن أنقرة ترى في استهداف إيران مقدمة لمخطط قد يستهدفها لاحقًا، وتعمل على تثبيت نفسها كقوة إقليمية مستقلة ترفض الخضوع لهيمنة القوى الكبرى أو الرؤية الإسرائيلية لمستقبل المنطقة. وفيما يلي نص المقال:

    حالة من الارتياح انتابت العديد من دول الشرق الأوسط في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يوما من المواجهات المدمرة التي أدخلت المنطقة برمتها في حالة من التوتر والقلق، خشية اتساع نطاق المواجهة لتشمل دولا أخرى مساندة لهذا الطرف أو ذاك.

    وعلى الرغم من أن التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار بين الطرفين يفسح المجال، ولو بصورة محدودة، أمام الطرق الدبلوماسية للتوصل إلى حل يرضي الطرفين، وينهي الخلاف القائم، ويعيد للمنطقة جزءا، ولو يسيرا، من استقرارها الذي أصبح على المحك، إلا أن تركيا، الجارة الملاصقة لإيران، لا تزال تشعر بالقلق وعدم الارتياح، فحتى الآن لم يتم الإفصاح عن فحوى الاتفاق الذي تم بموجبه موافقة الطرفين المتحاربين على وقف إطلاق النار.

    وهو ما عدّته أنقرة مدعاة للحيطة والحذر، وعدم الانسياق وراء آمال كاذبة باستقرار الوضع وعودة الأمن والسلام، في ظل وضع هش مفتوح على الاحتمالات كافة، التي تحمل في طياتها “سيناريوهات” تبدو قاتمة للعديد من دول المنطقة، خاصة في ظل التصريحات التي يطلقها مسؤولو حكومة الاحتلال.

    وترى القيادة السياسية التركية في هذه التصريحات تهديدا من جانب إسرائيل بإثارة المشاكل وخلق المزيد من الأزمات لدول المنطقة، تحت ذريعة إقامة “الشرق الأوسط الجديد”، ومن هذا المنطلق، سعت أنقرة، عبر الأطر الدبلوماسية، إلى محاولة نزع فتيل الأزمة، واحتواء النزاع وتحجيمه حتى لا يمتد إلى دول أخرى، أو تشارك فيه أطراف أخرى.

    ولإفشال مخطط الفوضى الذي تسعى إليه إسرائيل، دعت تركيا إلى وقف التصعيد، وإفساح المجال أمام فتح مسار لمفاوضات موسعة بشأن الملف النووي الإيراني، كما دعت إلى تقديم الضمانات كافة الكفيلة بعدم تكرار التصعيد بين تل أبيب وطهران، لما في ذلك من تهديد لأمن المنطقة برمتها واستقرارها، وأكدت أنقرة أهمية إشراك القوى الإقليمية في الترتيبات الأمنية المستقبلية جميعها التي سيتم التوافق بشأنها، واعتبارهم كضامنين لتنفيذ هذه الترتيبات، وعدم خرقها من أي طرف وتحت أي ظرف.

    قامت وزارة الخارجية التركية بالتنسيق مع عواصم إقليمية ودولية، كما عقدت اجتماعا مهما لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، شارك فيه وزير خارجية إيران عباس عراقجي، وقد عُدّ هذا الاجتماع فرصة ذهبية لاصطفاف العالم الإسلامي خلف حق طهران في الدفاع عن نفسها، وفي إيجاد السبل الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع تبعد المنطقة عن المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

    أوضحت تركيا، بصورة رسمية، وقوفها إلى جانب جارتها إيران، منتقدة بشدة السياسة الإسرائيلية، والضربات الجوية المكثفة التي قامت بها طائراتها الحربية مستهدفة العمق الإيراني، وقد أعلن الرئيس أردوغان، أكثر من مرة، تضامن بلاده الكامل مع إيران ضد ما وصفه بـ “العدوان على سيادتها”، رافضا رفضا قاطعا أي هجوم يمس سيادة إيران وأمن المنطقة واستقرارها، أيا كان مصدره، في إشارة إلى الدعم الأمريكي المطلق للكيان الإسرائيلي، الذي جاء مصحوبا بسيل من التهديدات.

    وأكد أردوغان أن استمرار المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، في ظل الدعم الأمريكي المتزايد لتل أبيب، من شأنه إشعال الحرب في المنطقة برمتها، وقد عُدّ هذا الموقف انحيازا معلنا إلى جانب إيران، في إطار خطط إعادة التحالفات الدولية والتوازنات الإقليمية التي يشهدها العالم حاليا، تحسبا لاندلاع حرب موسعة متعددة الأطراف.

    يرتكز الموقف التركي من الصراع الإسرائيلي-الإيراني على حقيقة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى بكل ما لديها من قدرات وإمكانات، إلى فرض سيطرتها على المنطقة بكاملها، وإخضاعها تحت أمرتها، وإدارتها وفق أهوائها وأطماعها، وترى تركيا أن استهداف إسرائيل لإيران يأتي ضمن هذا المخطط، وأنه في حال حققت هذا الهدف، فإن هدفها التالي سيكون تركيا دون شك.

    ويؤكد هذه الفرضية التصريحات التي صدرت عن الإدارة الإسرائيلية، وما تم تناقله في وسائل إعلام الدولة العبرية، فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهم بصدد إجراء مناقشات أمنية حول تركيا وطموحاتها في سوريا، سيشارك فيها رؤساء المؤسسات الأمنية والاستخباراتية، كما أصدر نتنياهو تعليماته لمستشاريه لحث وسائل الإعلام على التأكيد أن المواجهة مع تركيا على الأراضي السورية مسألة حتمية، لا مناص منها، لإزالة أية مخاوف من شأنها زعزعة استقرار إسرائيل وأمنها.

    وقد أكد هذا التوجه الإسرائيلي التحذير الذي أطلقه دولت بهشلي، زعيم حزب الحركة القومية، شريك أردوغان في الحكومة، حيث شدد على الخطر الذي تمثله إسرائيل على أمن الجمهورية التركية واستقرارها، مشيرا إلى استمرار دعمها لعناصر حزب العمال الكردستاني الرافضة للمصالحة مع أنقرة، وقد أعلنها بهشلي صراحة حين قال: “إن الهدف التالي لإسرائيل بعد الانتهاء من إيران سيكون تركيا”.

    ويؤكد هذا التصريح أن لدى القيادة السياسية التركية معلومات مؤكدة عن وجود خطط لدى حكومة الاحتلال لإضعاف دول المنطقة، ومنع وجود أية قوة إقليمية يمكن أن تمثل تهديدا لتطلعاتها، أو تكون منافسا لها، أو لديها القدرة على عرقلة مشروعاتها التوسعية.

    تدرك أنقرة، إذاً، أن مشروع تغيير الشرق الأوسط، وإعادة رسم خرائطه، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، يرغب في القضاء على أية قوة ذات نفوذ سياسي أو عسكري، ولها مكانة عقدية بين شعوب المنطقة، مثلها. خاصة أن لأنقرة طموحات تسعى لتحقيقها، ومنها أن تتحول إلى قوة إقليمية لديها القدرة على لعب دور في الملفات والقضايا التي تزخر بها المنطقة، تمهيدا لتولي دور أكبر في صياغة القرارات كإحدى الدول الفاعلة بالنظام العالمي الجديد المنتظر.

    وهي الطموحات التي تتعارض مع المخططات الإسرائيلية، مما يعني أن المواجهة الإسرائيلية-التركية أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وأن التصريحات الخاصة بتطوير الصناعات الدفاعية التركية، والسعي للاكتفاء الذاتي من الطائرات المسيّرة، وتسريع وتيرة إنتاج الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، تعد خطوة احترازية تتحصن بها تركيا أمام احتمالات اندلاع مواجهة بينها وبين تل أبيب في المستقبل القريب.

    علينا أن ندرك أنه في الوقت الذي يتم فيه إعادة تشكيل خريطة المنطقة وتوازناتها على وقع أصوات الانفجارات وتوالي الهجمات الصاروخية، تسعى أنقرة بكل قوتها إلى حماية أمنها القومي من جهة، وتثبيت أقدامها كقوة إقليمية فاعلة في المنطقة لها كلمتها المسموعة في قضاياها وملفاتها من الجهة الأخرى، إلى جانب منع القوى الكبرى من فرض رؤيتها على دول الشرق الأوسط وفق أهوائها الخاصة وخدمة مصالحها.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي هل اقتربت لحظة المواجهة

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي هل اقتربت لحظة المواجهة قد تم نشرة ومتواجد على ترك برس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، إسرائيل وتركيا على مسار تصادمي.. هل اقتربت لحظة المواجهة؟.

    Apple Storegoogle play

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار