الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن ...السعودية

جريدة الرياض - ثقافة وفن
الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن

لم يمر على الساحة الغنائية، صراع وجدل بيزنطي، كالذي يحدث حاليًا، من نقاشات واسعة بين جمهور الفنان الراحل طلال مداح وجمهور الفنان محمد عبده، الرمزين في تاريخ ثقافة الأغنية العربية.

هذه النقاشات والجدلية الطائشة، جرفت التيار إلى مقارنات تعدت حدود الذائقة، بل امتدت لتشمل تفضيلات شخصية وتعبيرات عاطفية لا أساس لها. حيث تتفاوت الآراء عند الجمهور حول الأعمال والألحان والصوت والأداء، إذ يرى البعض من الجمهور يرافقهم بعض الإعلاميين أن طلال مداح -صوت الأرض- كان له دور بارز في تأسيس وتحديث الأغنية السعودية المعاصرة، وإبرازها بأسلوب عاطفي مختلف، بينما يرى آخرون أن محمد عبده - فنان العرب- استطاع أن يوسع من انتشار الأغنية المحلية إلى مساحات أوسع، محافظاً في الوقت نفسه على هوية اللحن السعودي وتطويره.

    هذه النقاشات رغم ما تحمله من شغف وحب، خرجت في بعض الأحايين عن إطارها الفني إلى مساحات نالت شخصية الرمزين، وهو ما يثير تفسيرات متعددة لدى المتابعين، حيث يرى مراقبون أن هذه المقارنات المتجددة تعكس ارتباط الجمهور العميق بفنانيهم المفضلين، لكنها في المقابل قد تخفي خلفها مساحات واسعة من التقدير المشترك لكلا الفنانين، واللذين قدما أعمالاً أسهمت في تشكيل وجدان المستمع السعودي والعربي على حد سواء، كما أن طلال مداح، الذي ترك إرثاً كبيراً من الألحان الخالدة، كان صاحب مدرسة موسيقية متجددة اعتمدت على التجريب والتنويع والإبحار في الشرق، بينما تميز محمد عبده بالحفاظ على روح الأغنية السعودية مع قدرته على الوصول لجمهور متنوع داخل المملكة وخارجها، حيث إن هذه الاختلافات في الأسلوب هي ما جعلت لكل منهما خصوصية وقيمة فنية عالية، كما يعتقد متابعون للشأن الفني أن مثل هذه النقاشات، يمكن أن تكون مساحة إيجابية للنقد البنّاء وتبادل الآراء، إذا ما تم تناولها بروح إنسانية قبل كل شيء وفنية، دون أن تتحول إلى جدل مُحتدم يبتعد عن الجوهر الحقيقي لذاكرة الإبداع الوجداني للسعوديين.

    في كل الأحوال تظل مكانة طلال مداح -رحمه الله- ومحمد عبده راسخة في وجدان الجمهور في كل مكان، بما قدماه من تميز أسهم في رسم ملامح الأغنية السعودية على المستويين المحلي والدولي.

    فمنّذ عقود كنا، نغتبط، إذا قدم فنان عربي أي أغنية سعودية، نأخذها من باب التفاخر وكأنه حدث مهم حتى تأتي أغنية أخرى، رغم أننا نتأزم من اللهجة، لكن نتجاوزها!

    ‏ قيمة «طلال مداح ومحمد عبده»، تجاوزت كل أطر الصدامات العاطفية، فاليوم نصل لمرحلة بعيده في العالم، كالذي يحصل، مع فنان الراب العالمي ‪clipse‬ والذي أدرج أغنية «ماذا أقول» للأسطوري «صوت الأرض»‬ في الألبوم الأخير «دعّ الله»، ليحقق ردود فعل عالية على المستوى الدولي، حول هذا الاستخدام الرائع واكتشاف الموسيقى الكلاسيكية للفن العربي، رغم أن نجوم الراب «Kin d & negros»، قد سبقوه في هذا الأمر»2016»، عندما تم استشهادهم بفننا العميق وطلال في جملة موسيقية لنفس الفكرة وجزء من الموال الحجازي.

    ‏أغانينا في كل مكان، تعبر عنا وتشبهنا، وتفسر أنها أهم جزء ينقل ثقافتنا وإرثنا للخارج. نعم، قسونا على طلال مداح حياً، وسبقنا للعالمية «ميتًا»، وهي نفس الفكرة والصورة الجميلة لـ»فنان العرب»، الذي باتت أغانيه في مكان، فقد ترجمت «الأماكن» لعدة لغات، وتغنى بها نجوم العرب أيضاً، وانتشرت أغنية «ابعاد» في سبعينات القرن الماضي، في كل دول العالم، تعرف على إثرها العالم عن هويتنا الموسيقية وثقافتنا..

    إن ما يحدث من نقاشات «بوهيمية» واسعة، ربما قد تشوه الفن الجميل في ثقافتنا المليئة بإنجازات الرمزين!

    ثنائية عبقرية أسهمت في رقي العمل الغنائي

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    مشاهدة الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن.

    Apple Storegoogle play

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في ثقافة وفن


    اخر الاخبار