صلاح سلام -
شخصية الموفد الأميركي توم باراك الدمثة، وكلامه السلس والمشجع للرؤساء الثلاثة، أشاعت أجواء من الإرتياح في الفضاء اللبناني، بعد فترة من التعصيب والتوتر خوفاً من ردود الفعل الأميركية على التأخر الحاصل من جانب الدولة اللبنانية، في معالجة ملف سلاح حزب الله.ولكن القراءة المتمعّنة لتصريحات الديبلوماسي الأميركي المخضرم، خاصة في بعبدا ثم في عين التينة، تُبيّن أن الرجل وضع النقاط فوق الحروف الملتهبة، لتبريد مناخات القلق آنياً، ولكن دون إطفاء نيران المطالب الأميركية، وفي مقدمتها إنهاء سلاح حزب الله، وإستعادة الدولة لقرار الحرب والسلم، فعلاً، وليس قولاً كما هو حاصل حتى الآن. ليس عبثاً تشديده بأن حزب الله مسألة لبنانية، وتبقى الدولة اللبنانية هي المسؤولة أولاً وأخيراً، على معالجتها بالسرعة اللازمة، وذلك في سياق المتغيرات التي تجتاح المنطقة. وخاصة دولة الجوار السوري، محذراً من تداعيات هدر الفرصة الذهبية المتاحة على الوضع اللبناني المتداعي أصلاً، والذي ينتظر جرعات الإنعاش عبر المساعدات من الدول الشقيقة والصديقة، بعد إنهاء ملف سلاح الحزب، وتنفيذ الإصلاحات البنيوية في قطاعي المال والإدارة. تمديد المهلة المعطاة للدولة اللبنانية بتنفيذ تعهداتها في الإمساك بقرار الحرب والسلم، وإنجاز الإصلاحات المطلوبة، لا يعني، ولا يجب أن يعني لأحد في السلطة أو خارجها، أن ثمة فترة زمنية مفتوحة أمام لبنان للخروج من دوامة هدر الوقت وتضييع الفرص المتاحة، لأن قطار التطورات الجذرية والمتغيرات السياسية إنطلق، ومن لا يستطيع اللحاق به والركوب فيه، يبقى وحيداً على رصيف الإنتظار، ومعزولاً عما يجري حوله من أحداث وخطوات من شأنها أن تؤسس لشرق أوسط جديد. كان لافتاً أن الديبلوماسي الأميركي لم يتعهد بوقف الغارات الإسرائيلية، معتبراً أن مثل هذا التعهد كمن يحاول أن يمشي على الماء. مؤكداً بذلك بعدم صلاحية إتفاق وقف العمليات العسكرية الذي وقعه لبنان في ٢٧ تشرين الثاني الماضي، لوقف الغارات الإسرائيلية، لأنه لم ينص على آلية واضحة لمعالجة «خروقات وقف النار»، وما يترتب عليها من عواقب تجاه الطرف المعني بمخالفة الإتفاق، كما جاء خالياً من أي ضمانات دولية، وخاصة أميركية وفرنسية، لسريان وقف الخروقات، من الجانب الإسرائيلي. توم باراك، الذي إستعاد جنسيته اللبنانية في عهد الرئيس ميشال سليمان، تكلم بيد من حديد، حرص على إلباسها قفّازاً من حرير، لإيصال الرسالة الاميركية بلغة ديبلوماسية هادئة، ولكنها حاسمة! فهل من يستدرك التحذير الأميركي المبطّن قبل فوات الأوان؟
مشاهدة يد من حديد وقف از من حرير
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ يد من حديد وقف از من حرير قد تم نشرة ومتواجد على Tayyar.org وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، يد من حديد وقفَّاز من حرير!.
في الموقع ايضا :
- نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
- الجمهورية: ارتياح إلى نتائج زيارة برّاك لبيروت
- نتنياهو: نركز جهودنا على تحرير الرهائن وسنواصل الضغط العسكري