في قلب جحيم غزة وفي ازقتها وشوارعها المدمرة حيث تتناثر الجثث وتتعالى صرخات الأطفال من تحت الركام حيث لا مكان للسكينة ولا لحظة للهدوء، يتجلى وجه آخر للبطولة عز نظيره وغاب مثيله ، إنهم المسعفون الفلسطينيون الذين يقفون كخط الدفاع الأول والأخيرعن الحياة.
هناك، لا يحمل المسعفون بنادق ولا يطلقون الرصاص، بل يحملون الجرحى والمصابين ويسابقون بهم الربح ، ويطلقون نداءات النجدة وسط نحيب الأطفال وآهات الجرحى. هؤلاء الأبطال المجهولون يقودون سيارات الإسعاف تحت وابل القذائف، حاملين آلام شعبهم بين أذرعهم… وأرواحهم على أكفّهم.
في واحدة من أكثر الصور إنسانيةً وألمًا وإكبارا، انتشرت صورة لمسعف فلسطيني من غزة ،عرين البطولة والصمود، يقود سيارة إسعاف مكتظة بالمصابين، بينما يحمل طفلًا يحتضر يحاول إنعاشه بيد واحدة تضغط على صدره ، ويقود سيارة الأسعاف باليد الأخرى، متحديًا النار والموت. مشهد حقيقي يُجسّد أقصى وأقسى درجات التضحية، وأصدق تعبيرعن الإنسان عندما يكون ضميرًا حيًا وسط شلال الموت الذي لايتوقف.
منذ بداية العدوان الصهيوني في اكتوبر 2023 وحتى اليوم والمجازر مستمرة على غزة، دفع المسعفون خلالها ثمنًا دمويًا وجسديا ونفسيا باهظًا لم يدفع مثله المسعفون على امتداد الكرة الأرضية. فالأرقام الرسمية وفقًا لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني تتحدث عن استشهاد أكثر من 1,060 من الكوادر الطبية، بينهم عدد كبير من المسعفين. وعلى سبيل المثال في حادثة مروعة بتاريخ 23 آذار 2025، أطلقت القوات الصهيونية النار على طاقم إنقاذ مكوّن من 15 مسعفًا في خان يونس، فقُتلوا جميعًا ودفنوا في مقبرة جماعية. وفي مثال آخر ، في 9 حزيران 2025 قُتل 3 مسعفين آخرين أثناء محاولتهم انتشال جثث قرب مسجد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 310 من العاملين الصحيين، بعضهم لا يزال قيد الإخفاء القسري، وتعرّض آخرون للتعذيب داخل السجون الإسرائيلية.
رغم هذه الأرقام الصادمة لا تنكسرعزيمة المسعفين، يتسابقون إلى مواقع القصف والمجازر قبل أن يتوقف العدوان او تخمد نيرانه يخاطرون بحياتهم ويحملون ارواحهم على أكفهم . يحملون الجرحى بأذرع قد تكون جريحة لكنها صامدة. يواجهون الخطر بهمة الأبطال وبروح وطنية عالية وإقدام نحو الواجب لا يعرف التراجع.
وفي الختام، المسعفون، كما هو حال الأطباء وجميع العاملين الصحيين في غزة ، ليسوا فقط خط الدفاع الطبي، بل هم خط المواجهة الأخلاقي في عالم فقد الكثي من إنسانيته بل معظمها. الكلمات مهما بلغت فصاحتها والصور والوثائق مهما كانت دقتها لا تُحصي بطولاتهم، ولا تصف شجاعتهم ولا تعكس حجم تضحياتهم. هم يقاتلون الموت بالحياة، ويُعيدون تعريف البطولة كل يوم، بصمت، دون شعارات أو أضواء. في غزة، كتب التاريخ الطبي الميداني فصله الأصدق بدماء المسعفين والعاملين الصحيين، أولئك الذين يُنقذون الأرواح بينما أرواحهم معلقة بين السماء والأرض.
.
مشاهدة المسعفون في غزة بطولات وتضحيات من قلب الجحيم
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ المسعفون في غزة بطولات وتضحيات من قلب الجحيم قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، المسعفون في غزة: بطولات وتضحيات من قلب الجحيم.
في الموقع ايضا :
- "جمال بخيت.. مسيرة عطاء".. ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
- «الذكاء الاصطناعي للجميع».. ورشة ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
- بدر 3.. “محرقة السيسي” التي تدفع المعتقلين للانتحار وسط تواطؤ دولي لحماية إسرائيل