بوقنطار يشخّص واقع العزلة الجزائرية أمام الدينامية الدبلوماسية المغربية ...المغرب

اخبار عربية بواسطة : (هسبريس) -

وأشار بوقنطار، في مقال له بعنوان “عزلة جزائرية ودينامية مغربية”، إلى أن “المقاربة الجزائرية بقيت متحجرة تقتات من ريع ماضوي وغير قادرة على التكيف مع التحولات الجهوية والدولية”، مؤكدا، في المقابل، أن “المقاربة المغربية التي تبلورت مع الملك محمد السادس لم تقتصر على التشبث بالوحدة الترابية من خلال مشروع تنموي لهذه المنطقة، وتوطيد انخراط المواطنين في الدينامية السياسية والمجتمعية، بل تعدت ذلك إلى العمل على موقعة المغرب كفاعل منصت لهواجس قارته”.

أولا: عزلة الجزائر

في قراءة لتطورات الدبلوماسية الجزائرية لا يمكن إلا أن نقف عند المكانة التي كانت تحتلها طيلة السبعينيات، التي كانت تبوئها موقعا مرموقا ضمن الدول الطامحة إلى بناء نظام اقتصادي عالمي جديد، مستفيدة من رصيدها النضالي ضد الاستعمار، الذي تكرسه باستمرار مقولة المليون شهيد، ومن المناخ السائد آنذاك، الذي كان مثخنا بمناهضة القوى الاستعمارية والإمبريالية، التي كانت تواجه صعوبات في فرض مواقفها في مواجهة المعسكر الاشتراكي، ومن التراكم المالي الناجم عن ارتفاع أسعار النفط في خضم تداعيات حرب أكتوبر 1973 بين إسرائيل والعالم العربي.

لكن هذا العصر الذهبي للدبلوماسية الجزائرية لم يستمر طويلا، وقد يعود ذك بالأساس إلى التحولات التي شهدها العالم أواسط الثمانينيات، التي بدأت مع وصول غورباتشف إلى السلطة في الاتحاد السوفياتي، الذي كشف من خلال تحليله واقع بلاده عن وجود هوة عميقة بين المشروع الاشتراكي المأمول والواقع المعاش للمواطنين في كافة المجالات بالمقارنة مع الدولة الغربية. تبعا لذلك سيدخل العالم في سلسلة من الهزات العميقة، لعل أبرزها انهيار المعسكر الاشتراكي برمته، وحصول ما سماها “هانتغتون” الموجة الثالثة للديمقراطية التي ستعصف بعدد من الدول التي كانت تتغنى بنظام الحزب الوحيد، خاصة في إفريقيا.

ولم تفض فترة رئاسة الراحل بوتفليقة التي استمرت قرابة عشرين سنة إلى تمكين الدبلوماسية الجزائرية من إعادة اكتساب مجدها السابق؛ فرغم أنه كرس حملته الانتخابية لقضايا السياسة الخارجية، وبصرف النظر عن بعض المبادرات التاي لم تلق الصدى المطلوب، فقد واصلت الدبلوماسية الجزائرية معاكستها المغرب، دون أن يصل الأمر إلى القطيعة الدبلوماسية.

لكن، في الواقع، فإن هذا القرار كان يعكس في العمق صعوبة توفيق الجزائر بين خطابها الداعي إلى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وسلوكها المغاير والمناهض بشكل مستدام للمغرب، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء.

أكثر من ذلك بدا فشل الدبلوماسية الجزائرية واضحا من خلال العجز عن الانضمام إلى ما تسمى مجموعة البريكس BRICS التي توسعت لتشمل دولا أخرى، لكنها بالمقابل رفضت ضم الجزائر خلال القمة التي انعقدت في أغسطس 2023، رغم المحاولات اليائسة التي قام بها الرئيس الجزائري، ورغم مساندة دول كجنوب إفريقيا وروسيا.

بصفة عامة يبدو أن المشروع القاضي بإعادة موقعة الجزائر على المستوى الخارجي بقي متواضعا في نتائجه؛ وقد يعود ذلك إلى عجز الحاكمين على إدراك حجم التغيرات المتسارعة التي يعرفها النظام الدولي.

في مواجهة الإخفاقات المتتالية تظل السياسة الخارجية الجزائرية مهووسة بالعداء للمغرب، من خلال الإصرار على موقف تؤكد التطورات المختلفة والقرارات الدولية على عدم صوابه.

في مواجهة الإخفاقات التي سجلتها الدبلوماسية الجزائرية في ما يتعلق بملف الصحراء تبدو الدبلوماسية المغربية، على النقيض من ذلك، في وضعية إيجابية تصاعدية بدأت معالمها تتبلور منذ سنوات.

ثانيا: دينامية دبلوماسية مغربية

لقد كانت تجربة التناوب التوافقي لحظة متميزة في نهاية مسار الملك الراحل الحسن الثاني، ودالة بصرف النظر عن مخرجاتها على الرغبة في توسيع المشاركة السياسية لقوى جديدة في تدبير الشأن العام، وعاملا مساعدا على الانتقال السلس للعرش إثر وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، وتقلد العرش من طرف الملك محمد السادس.

في هذا السياق فإن استعصاء تنظيم الاستفتاء، كما أشر على ذلك المبعوث الأممي جيمس بيكر، واقتراح ما سماه الحل الثالث الذي لم يلق التجاوب الإيجابي من أطراف النزاع، دفع المغرب إلى بلورة مبادرة الحكم الذاتي، وهي المبادرة التي تمثل عملية تركيبية لمبدأين أساسيين في القانون الدولي، هما حق تقرير المصير والمحافظة على الوحدة الترابية للدول.

على خلاف المقاربة الجزائرية التي بقيت متحجرة تقتات من ريع ماضوي، غير قادرة على التكيف مع التحولات الجهوية والدولية، فإن المقاربة المغربية التي تبلورت مع الملك محمد السادس لم تقتصر على التشبث بالوحدة الترابية، من خلال مشروع تنموي لهذه المنطقة، وتوطيد انخراط المواطنين في الدينامية السياسية والمجتمعية، بل إنها تعدت ذلك إلى العمل على موقعة المغرب كفاعل منصت لهواجس قارته، وفي الوقت نفسه تغيير مركزها الدولي من خلال تشجيعها على تحمل مسؤولياتها انطلاقا أولا وقبل كل شيء من حشد إمكانياتها الذاتية.

لا تستند مظاهر القوة والنفوذ بالنسبة لأي دولة بالارتكاز فقط على عامل وحيد، بل لا مناص من حشد أقصى ما يمكن من العوامل، سواء منها الداخلية أو الخارجية.

إن تعبئة الجبهة الداخلية وراء أي قضية تتطلب مشروعا تنمويا يتوخى تحقيق العدالة الاجتماعية بكل مكوناتها، وخاصة تقليص الفوارق في أبعادها المختلفة، وتحقيق مشاركة سياسية واعية تسمح بإفراز نخب سياسية قادرة على المساهمة في تحقيق الأهداف المتوخاة. وعلى هذا الصعيد تم فتح عدد من الأوراش، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الرياضي الذي يعرف حيوية واضحة في أفق تنظيم المغرب عددا من التظاهرات الرياضية، أبرزها احتضان كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال سنة 2030؛ وهي في عمقها تنطلق من ...

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة بوقنطار يشخ ص واقع العزلة الجزائرية أمام الدينامية الدبلوماسية المغربية

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ بوقنطار يشخ ص واقع العزلة الجزائرية أمام الدينامية الدبلوماسية المغربية قد تم نشرة ومتواجد على هسبريس وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، بوقنطار يشخّص واقع العزلة الجزائرية أمام الدينامية الدبلوماسية المغربية.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار