تجلّت القيمة العلمية للمؤتمر من خلال الأوراق العلمية التي قدّمها نخبة من الباحثين والمهنيين، وقد ناقشت قضايا حيوية مثل الحوكمة الإعلامية، التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية، ومقاييس جودة الاتصال في المؤسسات الحكومية، كانت الأوراق محكّمة وثرية، وطرحت حلولًا واقعية لتحديات رقمية تواجه القطاع الإعلامي محليًا وعالميًا..
في جامعةٍ لا تزال تسكب ضوءها العلمي باسم المؤسس العظيم على الوطن منذ عقود، ووسط قاعاتٍ تفيض بالحوار والمعرفة، جاء مؤتمر الاتصال الرقمي 2025 بجامعة الملك عبدالعزيز، ليحمل اسمه كما لم يحمله من قبل، لا كعنوانٍ أكاديميّ فحسب، بل كحالةٍ حضارية تروي قصة التقاء الإنسان بالتقنية، والفكرة بالمجتمع، والرؤية بالفعل.
ما ميّز هذا المؤتمر لم يكن فقط ثراء الجلسات أو تتابع العروض والملصقات العلمية فقط، بل كانت "الروح"؛ ذلك الحس الوطنيّ الذي خيّم على جنباته، حيث بدا المشهد وكأن المملكة تُعيد رسم خارطة الاتصال وفق إحداثياتها الخاصة: الإبداع، التمكين، والاستدامة.
شبابٌ سعوديّ، لم يأتِ ليكتفي بالمقاعد، بل جاء بفكرٍ رياديّ يصنع المشهد ولا يصفه فقط، مشاريع طلابية، منصات ناشئة، نماذج محاكاة، وورشٌ نوعية اتصالية تفيض بالحيوية، وكأن الجيل الجديد قرّر أن الاتصال ليس مجرد وسيلة، بل أداة لتغيير العالم، ومفتاحٌ لاقتصادٍ جديد يقوم على "المعنى"، لا على الضجيج.
وفي قلب المؤتمر، حضرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بشراكتها المعرفية لا كضيفٍ رسميّ، بل كفاعلٍ يُعيد صياغة العلاقة بين الإعلاميّ والمحتوى، بين المؤسسة والجمهور، حيث جاء جناح الهيئة لتسليط الضوء على تقرير حالة قطاع الإعلام السعودي وفرص الاستثمار فيه، وعلى مفهوم "الإعلام المنظَّم"، وليُعرّف الزائر بأن خلف كل ممارسة إعلامية، هناك أخلاقيات، وتشريعات، ورسالة وطنية لا مساومة فيها.
وكان لمعرض الملصقات العلمية حضورٌ لافت، إذ اصطفّت أروقة المعرض بعشرات البحوث والمبادرات البحثية التي تعكس تنوع اهتمامات الباحثين والطلاب، بدءًا من الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في الاتصال، ووصولًا إلى تحليل الخطاب الإعلامي وصناعة التأثير. لم تكن الملصقات أوراقًا معلّقة فحسب، بل حوارات حيّة تدور حولها، ومقترحات علمية تبحث عن النور.
أما الجلسات الحوارية، فقد كانت محط اهتمام خاص، حيث نُظمت بحرفيّة عالية وشملت مواضيع نوعية كـ"الاستثمار في الإعلام"، "المؤثرون بين التأثير والضوابط"، و"المحتوى الوطني في العصر الرقمي"، تنوعت المتحدثين بين أكاديميين، صناع محتوى، ورؤساء مؤسسات إعلامية، ما منح النقاش عمقًا تطبيقيًا يعكس الواقع ويستشرف المستقبل.
وتجلّت القيمة العلمية للمؤتمر من خلال الأوراق العلمية التي قدّمها نخبة من الباحثين والمهنيين، وقد ناقشت قضايا حيوية مثل الحوكمة الإعلامية، التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية، ومقاييس جودة الاتصال في المؤسسات الحكومية. كانت الأوراق محكّمة وثرية، وطرحت حلولًا واقعية لتحديات رقمية تواجه القطاع الإعلامي محليًا وعالميًا.
وفي خلفية كل ذلك، ترفرف رؤية المملكة 2030 كخيطٍ ناظم، حيث بدا واضحًا أن الاتصال الرقمي لم يعد خيارًا تكميليًا، بل ضرورة وطنية لصناعة التأثير، وتعزيز الهوية، وتحقيق الكفاءة المؤسساتية، كل مبادرة في المؤتمر، وكل منصة، وكل توصية، كانت تصبّ في هدفٍ واحد: كيف يمكن للإعلام أن يكون ذراعًا للتنمية، لا مرآة فقط.
المؤتمر لم يكن مجرد فعاليّة جامعيّة عابرة، بل مرآة وطنٍ يُراهن على شبابه، ويصنع من المعرفة مسارًا للسيادة، لم يكن حدثًا ليوم، بل لحظة فاصلة تُضاف إلى ذاكرة التحوّل الوطني.
وفي الختام، فإن "الاتصال" كما ظهر في جامعة الملك عبدالعزيز وفي كلية الاتصال والإعلام المميزة، لم يكن خطابًا منمقًا ولا تقنيّة باردة، بل اتصال وطني حي، يُعبّر عن مرحلة جديدة من الوعي، حيث يكون الإعلام خادمًا للقيم، والتقنية أداة للتمكين، والمؤسسات جسورًا بين المواطن والمعرفة.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة مشاهد من مؤتمر أعاد تعريف الاتصال والإعلام
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مشاهد من مؤتمر أعاد تعريف الاتصال والإعلام قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مشاهد من مؤتمر أعاد تعريف الاتصال والإعلام.
في الموقع ايضا :