كي لا نصير عبيدا للإعلام الصهيونيّ وأذنابه! عاجل ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (جو 24) -
كتب كمال ميرزا -  حتى في الظروف الاعتياديّة، الإعلام الصهيونيّ هو إعلام كاذب ومؤدلَج ومُغرِض وخسيس ومُعبّأ بالكامل لصالح المجهود الحربيّ بمعناه الواسع، أي لصالح المشروع الاستيطانيّ الإحلاليّ العنصريّ الذي يمثّله الكيان.. فما بالنا في أوقات الصدام والمواجهة؟! هذا الكلام لا يقتصر على الإعلام بما هو إعلام، أي وسائل الإعلام بكتّابها ومحرريها ومذيعيها ومقدّميها ومنتجي برامجها ونشراتها.. بل يشمل أيضاً الخطاب الرسميّ بشقّيه السياسيّ والعسكريّ الموجّه للاستهلاك الإعلاميّ والتداول عبر الفضاء التواصليّ. أمّا عن الدعاية الحربيّة والحرب النفسية وبثّ الإشاعات والأكاذيب والذباب الإلكترونيّ والوحدة 8200.. فحدّث ولا حرج! في ضوء ما تقدّم ماذا نتوقع، أن يخرج علينا المسؤولين الصهاينة ويقولوا لنا إن مخطّطاتهم في إيران قد تعثّرت، وتواجه صعوبات، ولا تسير وفق المأمول، وهم مضطرون للجوء إلى بدائل وأساليب أكثر خِسّةً وانحطاطاً، والاستعانة بحلفائهم وأذنابهم بشكل سافر وصريح؟! أو أن يقولوا إنّ القصف الصاروخيّ الإيرانيّ فعّال ومؤلم، ثمّ يعطوننا قائمة كاملة بالخسائر والمواقع الحيويّة التي تمّ استهدافها وإصابتها بالفعل؟! الذي يكذب "طاق" في الظروف الاعتياديّة، يكذب عشر طاقات في ظروف الحرب.. فما بالنا مرّة أخرى والحديث يجري عن كيان غاصب مُحتل هو في الأساس كذبة؟! منذ اللحظة الأولى كان واضحاً أنّ رهان الكيان وداعميه لم يكن قائماً على إمكانية تحقيق النصر العسكريّ بمعناه المادي المباشر على الجمهوريّة الإسلاميّة، بل الرهان يقوم على إرباك النظام الإيرانيّ، وإظهاره بمظهر الضعيف والمهزوز والمتداعي والعاجز، وخلق مناخ عام مواتٍ لمخطّطات مبيّتة قوامها خلق فوضى وقلاقل وتحريك عملاء وخلايا نائمة من أجل إسقاط النظام. الوصفة المجرّبة التي تمّ استخدامها في حالة العراق والربيع العربيّ وسوريا، هي نفس الوصفة التي يُراد تطبيقها في إيران مع اختلاف التفاصيل والرتوش. الخطاب الإعلاميّ الصهيونيّ منذ اللحظة الأولى لبدء المواجهة المباشرة مع إيران كان يصبّ بهذا الاتجاه، وللأسف، فإنّ العامل الحاسم في استخدام سلاح الإعلام والدعاية الحربيّة والحرب النفسيّة هو "غباء" الجمهور العربيّ والإسلاميّ، وقابليته للانسياق والانجرار والسير (مرّة أخرى) وراء السرديّة والأجندة الصهيو-أميركيّة. وللإنصاف، فإنّ غباء الجمهور هذا ليس نابعاً من غباء فعليّ وحقيقيّ وناجز، بمقدار ما أنّه غباء "ذكيّ" أو "خبيث" أو "منافق" يُمارَس بقصد ووعيّ وإرادة مسبقة.. وهنا تتظافر مجموعة من العوامل المتداخلة التي تسهم في إنتاج هذه الحالة السريالية من التبعيّة المَرَضيّة والعبوديّة المزمنة لإعلام العدو: أولاً: عدم ثقة غالبية الشعوب العربيّة بمصداقيّة إعلامها الوطنيّ الرسميّ، الأمر الذي يخلق لديها ميلاً تلقائياً لتصديق إعلام "الآخر" والاستجابة له والتفاعل معه على طريقة "إمّا.. أو.."، وإغفال الاحتمال الثالث وهو: حسناً،الإعلام الوطنيّ كاذب ومُغرض.. ولكن إعلام العدو كاذب ومُغرض هو الآخر! ثانياً: إنّ الكثير من وسائل الإعلام العربيّة الكبرى، هي في حقيقتها، ومن حيث المضمون والجوهر، امتداد للإعلام الصهيونيّ (حالها في ذلك حال الدول والأنظمة السياسيّة التي تتبع لها). ثالثاً: الحضور الكبير للإعلام الغربيّ الناطق بالعربيّة، وهذا الإعلام هو الآخر، تاريخيّاً، إعلام متصهين قلباً وقالباً. رابعاً: التطبيع الذي مارسته وسائل الإعلام العربيّة على مدى سنوات طويلة بذريعة تقمّص سطحيّ لمفاهيم برّاقة ولكن جوفاء مثل "الموضوعيّة" و"الاحترافيّة"، وإتاحة شاشاتها وأثيرها للصهاينة من كلّ حدب وصوب لكي يدلوا بدلوهم ويبثّوا خطابهم وأجندتهم وسمومهم، وإضفاء شرعيّة ضمنيّة على هذه السموم من خلال تصويرها كـ "رأي" آخر يقف ندّاً أو على قدم المساواة أمام "آراء" أخرى (وهذا نفسه ما يتيح مثلاً أن تصبح الخيانة مجرد وجهة نظر على حدّ تعبير غسان كنفاني). خامساً: التركيز المفرط على أخبار العدو، وتصريحاته، وكلّ حركة وسكنة وشهقة وزفرة تصدر عنه وعن كلّ مَن يمتّ له بصلة، بطريقة تكّرس لدى المُتلقّي بطريقة لا واعية قناعةً راسخةً بأنّ سرديّة العدو وروايته هي "الأساس" أو "المرجعيّة" التي تُقاس إليها بقية الروايات. سادساً: عدم التمييز بين خطاب العدو الموجّه لجمهوره الداخليّ، وخطابه الموجّه للجمهور الخارجيّ والعالم. سابعاً: عدم تمييز عموم الناس بين الحقائق (facts) والحقيقة (truth)، وظنّهم أنّ مجرد إغراق المادة الإعلاميّة بالمعلومات والأرقام والوقائع والحيثيات والعزو يضفي عليها نزاهةً ومصداقيّةً (خاصة إذا اقترن ذلك بمؤثرات صوتيّة ومرئيّة مبهرة)، بمعزل عن السياق، وبمعزل عن الوجهة التي يتم لي عنق هذه الحقائق لتشير إليها وتصبّ فيها. ثامناً: يرتبط بالنقطة السابقة قاعدة أساسيّة قوامها أنّ"أنصاف الحقائق في الإعلام هي أكاذيب كاملة"، والمثال السهل والسريع بهذا الخصوص سماح الكيان الصهيونيّ بنشر وتداول صور ومقاطع تُظهر بعض أوجه الدمار الذي تسبب به القصف الإيرانيّ في المدن والمرافق المدنيّة، بما يضفي مصداقيّة زائفة تُغطّي على حقيقة أنّ سلطات العدو تفرض تعتيماً تامّاً ومتشدّداً على الخسائر الحقيقية التي لحقت بمرافقه العسكريّة والأمنيّة الحسّاسة، وبما يخلق إنطباعاً عاماً بضعف ومحدودية كفاءة وجدوى القصف الإيرانيّ. تاسعاً: عدم احترام التخصّص لدى وسائل الإعلام العربيّة والمسؤول العربيّ والمتلقّي العربيّ على حدّ سواء، وإغفال أنّ "الاتصال" هو علم قائم بحدّ ذاته، له أصوله ومبادئه، سواء من حيث التعامل مع المحتوى الاتصاليّ وكيفيّة إدارته وصياغته وتوظيف الأدوات والتكنيكات الأنسب له، أو من حيث كفاية ومهارة "القائمين على الاتصال"، أو من خلال إدراك المفاعيل الإدراكيّة والنفسيّة والاجتماعيّة للصورة والصوت والكلمة والنبرة ولغة الجسد.. إلخ بمعزل عن الاستعراض والتشبيح وافتعال الإثارة والرغبة بتحقيق السبق واستدرار المتابعات والمشاهدات. عاشراً: ضعف الثقافة العامّة والأساس العقديّ والإيديولوجيّ والخلفيّة التاريخيّة لدى عموم الجمهور العربيّ والإسلاميّ، خاصة من فئة اليافعين والشباب، وضعف القدرة على التفكير المنطقيّ الناقد والتحليل (في مقابل اعتداد عجيب بالنفس)، وذلك نتيجة عقود من "نسف" العقول عبر مسخ المناهج، وتقويض النظام التربويّ والتعليميّ، وإشاعة السخافة والتفاهة والسيولة والسطحية عبر الإعلام والفضاء التواصليّ والصناعات الثقافيّة والإبداعيّة، كلّ ذلك بذريعة إدعاءات برّاقة ولكن كاذبة وزائفة مثل التطوير والتحديث، وربط مدخلات التعليم باحتياجات سوق العمل، وتشجيع روح الريادة والفرديّة ومواكبة روح العصر. التعامل مع جميع النقاط السابقة سهل وبسيط: لا تتابع إعلام العدو.. لا تتداول أكاذيبه ولا تشارك محتواه حتى ولو من قبيل الانتقاد والتفنيد والتحذير (مثلما يفعل الكثيرون مع المدعو أفيخاي أدرعي على سبيل المثال).. لا تُصدّق إعلام العدو حتى لو حلف لكَ على النار فانطفأت أو على الماء فجمد.. اجعل ما يصدر عن المقاومة ومحور المقاومة هو المصدر الرئيسيّ لمعلوماتك، ولحقيقة الموقف على الأرض، ولخطابك المُعتمَد وروايتك الرسميّة! ولكن للأسف، الذي يحول بيننا وبين التعامل الصائب والصحيح مع إعلام العدو على سهولته، هو ذلك "السبب الرئيسيّ" الذي يدفعنا جميعاً للتفاعل مع خطاب العدو وأكاذيبه والاستجابة لهما، والذي يجعل من بقيّة الأسباب أعلاه مجرد عوامل مساندة ومعزّزة: نحن جميعاً في دواخلنا نريد أن نصدّق أكاذيب العدو، ونريد أن نقنع أنفسنا بأنّها "الحقيقة"، ونتمنّى ضمناً أن ينتصر العدو وتنهزم المقاومة ومحورها، وأن نغمض أعيننا ونفتحها فنجد كلّ شيء قد راح وانقضى وكأنّه لم يكن.. وذلك لكي نتهرّب من "إلزام الحُجّة"، ولنضفي وجاهةً وعقلانيّةً على خياراتنا وانحيازاتنا واصطفافاتنا، ولنلتمس عذراً لخوفنا وجبننا وتخاذلنا وتواطئنا، ولننافق أنفسنا، ولنتجنب مواجهة حقيقة أنّنا شعوب خانعة تؤثِر الذلّ مع السلامة على العيش بكرامة، وتعتنق رؤيةً مُتصهينة ونمط حياة مُتصهين حتى في تديّنها وقوميّتها ووطنيّتها وانتمائها وولائها وبرائها أفراداً وجماعات ومسؤولين وأنظمة! بكلمات أخرى، دعاية وأكاذيب العدو وداعميه وأذنابه تنطلي علينا لأنّنا نحن نريدها أن تنطلي علينا مع سبق الإصرار والترصّد! .

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

مشاهدة كي لا نصير عبيدا للإعلام الصهيوني وأذنابه عاجل

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ كي لا نصير عبيدا للإعلام الصهيوني وأذنابه عاجل قد تم نشرة ومتواجد على جو 24 وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، كي لا نصير عبيدا للإعلام الصهيونيّ وأذنابه! عاجل.

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار