مُبهجةٌ ومُبشّرة تلك الخطوات المتقدمة التي تقودها دارة الملك عبدالعزيز عبر انفتاحها الوثائقي اللافت، حيث نشرت مؤخراً منشوراً تعريفياً يُبرز جانبًا من الوثائق التاريخية التي تتضمن توجيهات صادرة من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه– ضمن مبادرة «وثائق الدارة»، الرامية إلى نشر المعرفة التاريخية وتعزيز الوعي الوطني.
وقد ألقى المنشور الضوء على وثائق تُظهر المتابعة الدقيقة التي كان يوليها المؤسس لشؤون الدولة في مختلف مناطقها، وحرصه العميق على مصالح المواطنين، من خلال ما وجّه به في مكاتباته الرسمية، ما يعكس منهجيته في الإدارة وبناء الدولة.
وهذه الخطوة النوعية تؤكد أن المملكة، بتاريخها العريق، وبنيتها السياسية المتماسكة، وبمنجزاتها الحديثة التي تُعد نموذجاً للتنمية المتوازنة، جديرة بأن تكتب سرديتها بنفسها، لا أن تُروى عنها من الخارج أو تختزل في سرديات مبتورة أو مجتزأة.
ولا غرابة في ذلك، فهذه البلاد العظيمة تملك من العمق التاريخي ما يستحق التوثيق والسرد للأجيال، إذ بات من الضروري أن يُصغي الجيل الحاضر والقادم لصوت التاريخ، ليرى هذا الاتساق الممتد في منظومة الحكم وقيادته الرشيدة، وهذا الثبات في الرؤية، بما يجعل كتابة تاريخنا واجباً وطنياً ووعياً حضارياً، نكتب فيه سيرة وطن، ونُسهم في تشكيل صورته، وبناء وعيه الذاتي.
فحين تُفتح خزائن الوثائق، تتكشّف ملامح السردية الوطنية في أوضح تجلياتها، وهذا ما فطنت له الدارة حين أطلقت بوابة تتيح مجموعة مختارة من الوثائق التاريخية للباحثين والمهتمين عبر مركز خدمات المستفيدين، في مشروع طموح يربط بين الذاكرة الوطنية والمستقبل المعرفي.
الوثائق التي تتضمّن توجيهات مباشرة من الملك المؤسس، لا تُقرأ كأوامر إدارية فقط، بل كمرآة لنمط حكم سعودي متفرّد، تأسس على القرب من المواطن، والحرص على العدالة، والانشغال الدؤوب بتفاصيل الدولة وهموم الناس.
تُظهر هذه الوثائق أن السلطة في فكر المؤسس لم تكن حاجزاً بين الحاكم والمحكوم، بل وسيلة للوصل والتفاعل، تُدار برسائل ومتابعات تُخاطب بها الأطراف كما تُدار بها المركزية. إنها ليست مجرد مادة أرشيفية، بل مفاتيح لفهم السردية السعودية الكبرى، التي لم تُكتب بالحبر وحده، بل بالحضور والميدان والمواقف.
وهذا التمكين الوثائقي الذي توفره الدارة اليوم، يربطنا بجذور النهج الذي واصل عليه الملوك من بعده: حكمٌ بالشورى، وتواصل مباشر، وانحياز دائم لمصلحة المواطن. وهو ما نراه ممتداً اليوم في قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تتجلى ذات الروح في برامج التحول الوطني، والسياسات الداخلية والخارجية على السواء.
من هنا، يحق لنا أن نعتز بقيادتنا وتاريخنا، وأن نُبادر بكتابة سرديتنا التاريخية، بوصفها رصيداً وطنياً وحقّاً معرفيّاًً، لا نُفرط فيه، ولا نتركه للآخرين.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
مشاهدة وثائقنا ذاكرتنا الناطقة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ وثائقنا ذاكرتنا الناطقة قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الرياض وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، وثائقنا.. ذاكرتنا الناطقة.
في الموقع ايضا :